وكالة أنباء الحوزة - إحياءً ليوم القدس العالمي، التقى قياديون وعلماء دين من حركة حماس، وتجمّع العلماء المسلمين، وحركة الجهاد الإسلامي، ومجلس علماء فلسطين في لبنان، واللقاء التضامني الوطني، والهيئة السُّنية لنُصرة المقاومة، وجمعية نور اليقين، والهيئة الإسلامية الفلسطينية، والعلماء "الأوزاعيون"، وحركة أنصار الله، وجمعية بدر الكبرى، ولقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية، والمركز الإسلامي للإعلام والتوجيه، وجمعية منتدى الوحدة، وعلماء "أهل الخير"، وحركة الأمة، بحضور نائب رئيس المكتب السياسي في حركة أمل؛ سماحة الشيخ حسن المصري، وسماحة الشيخ عطا الله حمود؛ معاون مسؤول وحدة العلاقات الفلسطينية في حزب الله، ورئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين؛ سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله، والمستشار الثقافي الإيراني في لبنان؛ سماحة السيد کميل باقرزاده، في بيروت، وخلصوا إلى التأكيد على ما يلي:
أولاً: إن هذا اليوم لم يعد خاصاً بالمسلمين، بل صار يوماً عالمياً لكل أحرار العالم، لأنه النموذج الحي للصراع بين الحق والباطل، والخير والشر، على مدى اتساع الكرة الأرضية.
ثانياً: يوم القدس العالمي يأتي هذا العام في ظل ارتفاع وتيرة اعتداءات قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين على المسجد الأقصى المبارك، وفي ظل حكومة تمثّل أقصى التطرف اليميني والفاشي، الأمر الذي يستفز مشاعر أكثر من ملياري مسلم يؤمنون بأن المسجد المبارك هو أولى القبلتين وثالثُ الحرمين، والمسجدُ الثاني من حيث المكانة بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، وينبغي أن تثير هذه الاعتداءات الجبانة والمجرمة حَميّة المسلمين جميعاً، وبالتالي لابدّ أن ينفجر بركان الانتقام؛ لقدسية المكان وتاريخه، خصوصاً أن منه كان معراجُ الرسول الأكرم ــ صلى الله عليه وآله وسلم ـ نحو السماوات العلى.
ثالثاً: إن المسجد الأقصى المبارك الذي تبلغ مساحته 144 دونماً، بما فيه حائط البراق، ليس مكاناً متنازَعاً عليه وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو، بل ملك خاص للمسلمين، ولا يحق لقوى الاحتلال دخوله أو تقسيمه، لا من حيث المكان ولا من حيث الزمان، وكل جندي للعدو يدخُلُه يُعتبر منتهكاً للقانون الدولي، ولحرمة وقداسة المكان.
رابعاً: القدس كانت وستبقى محور الصراع وعنوان معركة التحرير والمقاومة، والقضية الجامِعة للأمة الإسلامية، وستبقى أيضاً القضية الملهِمة لجموع المجاهدين وأحرار العالم، حتى يأذن الله تعالى بالنصر والتحرير.
خامساً: إن "سيفَ القدس" الذي انطلق في رمضان 2021 فرض على العدو توازن الردع، وسيبقى شاهداً ليمتّن "وَحدة الساحات"، وليتكامل مع تحرير لبنان العظيم عام 2000، وتحرير قطاع غزة عام 2005، والانتصار الإلهي عام 2006، والذي كان إكراماً إلهياً حقيقياً اشتاق إليه المؤمنون.
سادساً: يؤكد الشعب الفلسطيني اليوم أنه شعب واحد موحَّد في الأراضي المحتلة عام 48، وفي الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة والقدس ومخيمات اللجوء والشتات، مصراً على أن المقاومة والبندقية هما الممثل الشرعي والوحيد، لاسيما في ظل العدوانية الصهيونية المتصاعدة، وأن الشعب المجاهد لن يتخلى عن أرضه ووطنه ومقدساته، وأن الأجيال الشابة متمسكة أكثر بالأرض المباركة؛ أرض الآباء والأجداد، وهي لم تفوّض أحداً ليتحدث باسمها، ولن تقبل بأي مساومات أو مفاوضات أو صفقات جديدة على حساب القضية الفلسطينية.
سابعاً: إن تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني هو ردّ طبيعي على جرائم العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، وضد المقدسات، وتؤكد أن كل مشاريع التطبيع والتنسيق الأمني مع العدو الصهيوني لن تجلب له الأمن أو الأمان، ولن تحميه من ضربات المقاومة.
ثامناً: يؤكد العلماء أن مقاومة الاحتلال لم تعد محصورة في فلسطين، بل توسعت دائرة المواجهة، وأصبحت هي التي تفرض المعادلات في الشرق الأوسط، من خلال صناعة وإدارة المعركة مع العدو، وظهر ذلك مؤخراً في العديد من الساحات، ما تسبب في تشكيل توازن الردع مع العدو، وأجبره على التراجع عن اقتحام المسجد الأقصى في العشر الأخير من رمضان، وهذا يُعتبر نصراً لمحور المقاومة، ولصمود المرابطين في المسجد الأقصى.
تاسعاً: نطالب الدول المطبِّعة مع الكيان الصهيوني بوقف مشاريع التطبيع وقطع العلاقات فوراً، لأن العدو هو المستفيد الوحيد من التطبيع، حيث إنه يشكّل غطاءً لجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدسات الأمة.
عاشراً: وجّه العلماء تحية إكبار وإجلال لأبطال العمليات الأخيرة في الضفة الغربية وعموم فلسطين المحتلة وخارجها، والتي أكدت بسالة الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وأنهم مبدعون في ابتكار أساليب ووسائل جهادية جديدة، تلقّن العدو الدروس اللازمة، والتي كانت لها تداعيات مختلفة على المجتمع الصهيوني، وأدت إلى خسائر اقتصادية فادحة، وهجرة معاكسة.