وكالة أنباء الحوزة - قال الشيخ «جواد ریاض» العالم الأزهري في مصر خلال مقابلة صحفية مع مراسلنا: الأهداف من التطبيع كثيرة، من وجهة نظري فإن بعض الدول المطبعة ترغب في العيش بعيدا عن المشاكل التى يعاني منها الرافضون للتطبيع، خاصة أنه الرافض للتطبيع أصبح مطالبا بأن يشترك في الدفاع عن مقدساته وعن المسجد الثالث، ولا شك أن المستفيد من التطبيع حقيقة هو الكيان الصهيوني، فهو يريد أن يكف بأس بعض من يعارضه، ويكسب بالتأييد والصداقة هذه الدول، وبدلا من أن يكون الكل رافض لهذا الكيان، فإنه يصبح بالتطبيع إلى جانبه البعض المؤيد للكيان وسياسته؛ فهم يريدون أن تكون لهم يد في هذه الدول، وأن يكون لهم مؤيدون، هذا بالإضافة إلى الاستفادة الاقتصادية التي يسعون إليها، فإن بعض هذه الدول المطبعة تمتلك من المواد ما يستفيد منه الكيان الصهيوني.
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة: لماذا ينبغي على الدول الإسلامية ان تضع خلافاتها جانباً في يوم القدس العالمي وان تتحد في وجه العدو؟
ينبغي على الدول الإسلامية أن تضع خلافاتها جانبا في يوم القدس العالمي وأن تتوحد من أجل مجابهة ما يحصل للأمة من غصب لأراضيها واعتداء على مقدساتها، فالعدو يسعد بتفرق الأمة الإسلامية، لأن أي تفرق يكون في صالحهم، {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}، ويعلم العدو أن بالتفرق تنتشر قوتهم وتضعف أمة الإسلام، ولذلك لعبوا منذ زمن على تفرقنا بالسعي بتقطيع أراضينا إلى دول صغيرة، كما سعوا إلى تفرقنا بتقطيع قلوبنا وتكفير بعضنا بعضنا.
إن في الوحدة قوة وفي الوحدة مجابهة لأعدائنا، فما كان يستطيع العدو أن يفعل ما يفعل في قدسنا المبارك ومسجدنا الثالث إذا كنا على قلب رجل واحد، ندافع بقوتنا، وندافع بألسنتا، وندافع بوقوفنا مع إخواننا في فلسطين، وهذا أقل ما يجب نحوهم.
الحوزة: ما هو رأيكم عن كيفية زيادة تأثير يوم القدس العالمي والاجراءات التي يمكن اتخاذها في هذا الصدد في ظل توترات الأخيرة في مسجد الأقصى؟
يوم القدس العالمي هو استحضار لهذه الذكرى التي نعيشها ويجب أن تكون في أذهاننا وأذهان أولادنا حتى يكون النصر، ويكون تحرير المسجد الأقصى والإجراءات التي يجب اتخاذها في ظل التوترات الأخيرة التي حصلت في المسجد الأقصى كثيرة: أولها إنهاء التطبيع الذي حصل من بعض الدول الإسلامية والعربية للأسف، فهو يساعد على تمادي العدو في عدوانه، وثانيا الالتفاف حول مائدة واحدة ومناقشات جماعية للأولى الأمر والمسئولين، حتى يشعر العدو أننا نغار على مسجدنا، وثالثها: اتخاذ كافة الوسائل الممكنة التي بها يتأثر العدو، ففي أيدي الدول الإسلامية الكثير من هذه الوسائل التي تهز هذا الكيان، ورابعها: مساعدة الفلسطينيين بكافة أنواع المساعدة، فقد قدم الله تعالى الجهاد بالمال في سبع آيات من القرآن، قال تعالى: {لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وخامسها: تقديم الوعي لأبنائنا في مدارسنا ومناهجنا عن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى وأنه ملك المسلمين وأنه يجب تحرير هذه الأرض وهذا المسجد.
الحوزة: ما هو الهدف الرئيسي من تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وهل يقتصر فحسب على تطبيع العلاقات مع دول المنطقة؟
الأهداف من التطبيع كثيرة، من وجهة نظري فإن بعض الدول المطبعة ترغب في العيش بعيدا عن المشاكل التى يعاني منها الرافضون للتطبيع، خاصة أنه الرافض للتطبيع أصبح مطالبا بأن يشترك في الدفاع عن مقدساته وعن المسجد الثالث، ولا شك أن المستفيد من التطبيع حقيقة هو الكيان الصهيوني، فهو يريد أن يكف بأس بعض من يعارضه، ويكسب بالتأييد والصداقة هذه الدول، وبدلا من أن يكون الكل رافض لهذا الكيان، فإنه يصبح بالتطبيع إلى جانبه البعض المؤيد للكيان وسياسته؛ فهم يريدون أن تكون لهم يد في هذه الدول، وأن يكون لهم مؤيدون، هذا بالإضافة إلى الاستفادة الاقتصادية التي يسعون إليها، فإن بعض هذه الدول المطبعة تمتلك من المواد ما يستفيد منه الكيان الصهيوني.
والسؤال هو: هل هذا التطبيع يرضى عنه الله تعالى، هل هذه سياسة لن يسألنا الله عنها يوم القيامة، فهى من باب التعامل مع الآخر؟ الجواب: كلا فإن الله تعالى سائلهم عن تقصيرهم نحو أرضهم ونحو مسجدهم الثالث، ونحو مقدساتهم.
الحوزة: على ماذا يؤكد مناسبة يوم القدس العالمي يوم جماهيري على مستوى العالم العربي والإسلامي؟
تؤكد مناسبة يوم القدس العالمي على الوحدة وعلى القوة وعلى العزة التي طالبنا الله عز وجل بها، تؤكد المناسبة على استرداد الحق، بكل ما أوتوه من قوة، تؤكد مناسبة القدس العالمى على عقيدة المسلمين نحو بيت المقدس أول قبلة وثانى مسجد بنى على الأرض وثالث مسجد تشد إليه الرحال، والصلاة فيه خير من الصلاة في غيره بخمس مائة مرة.
الحوزة: إذا كان الصهاينة يعتقدون أنّ بإمكانهم أن يدنسوا المسجد الأقصى عليهم أن يعرفوا أنّ السعي لتحقيق أهدافهم باستهداف المقدسات أو استهداف المسجد الأقصى لهدمه أو إحراقه أو النيل من كل مقدساتنا، هل یمکن أن يلهب المنطقة بأكملها؟
لاشك أن تدنيس الصهاينة للمسجد الأقصى والسعي وراء هدمه أو إحراقه سيدفع ـ بإذن الله تعالى ـ كل إنسان مؤمن إلى السعي لتحريره، فما زال المسلمون عوامهم يعرفون قدر هذا المسجد، حتى المقصرون منهم يغارون على مساجدهم ومقدساتهم ولولا أنهم لا يستطيعون التقدم والحركة لتقدموا من أجل تحرير مسجدهم، نسأل الله عز وجل أن يرفع شأن أمتنا الإسلامية.
اجری الحوار: محمد فاطمي زاده