وکالة أنباء الحوزة - تعتبر زيارة السيد السوداني الى طهران مهمة جداً وفي وقت حساس للغاية. رغم إعلان السيد السوداني عن برنامجه الخدمي ومكافحة الفساد، إلا أن ملف العلاقات الخارجية لايقل أهمية بأي حال من الأحوال. لذا نعتقد بأن لقاء الرئيس العراقي مع القيادات الإيرانية له أبعادًا مهمة نتعرض لها بإيجاز.
أولاً أعرب السيد الخامنئي بأن السوداني شخصاً مؤمنًا وكفوءً، جاء لتثبيت تكليفه الشرعي من أجل قيادة العراق للمرحلة القادمة، بعيداً عن تدخل السفارات الاجنبية التي تتدخل بكل شاردة وواردة من أجل حرف بوصلة التقدم والازدهار التي من الممكن أن يجنيها العراق في حال كانت القيادة العراقية رصينة.
ثانياً، أن نقل ملف التواجد الإرهابي في شمال العراق ومعالجته بين طهران وأربيل في فترة سابقة، الى الحكومة الاتحادية وبإشراف القائد العام للقوات المسلحة، وتعهد السيد السوداني بإغلاق هذا الملف دفع القيادة الإيرانية الى تبادل ( مشاعر ) القلق من الإرهاب الذي من الممكن أن يضرب العراق وإيران في وقت واحد، وخصوصاً أن مغذيات الإرهاب متواجدة وبقوة في الساحة العراقية.
ثالثاً، لايخفى على أحد أن أي تقارب بين العراق والجمهورية الاسلامية، يعتبر مصدر قلق لدى السفارة الامريكية التي تعتبر إيران العدو الاول لها في المنطقة، لذا كانت القيادات الايرانية حريصة كل الحرص على أن تتسم العلاقات في هذه المرحلة بأبعاد ملف التواجد الأمريكي في العراق، وترحيله الى وقت آخر، كي لا تكون إيران الشماعة التي تستفز واشنطن في العراق لتشاكس السوداني والتأثير عليه وعلى برنامجه الخدمي.
رابعاً، تعي القيادة السياسية الإيرانية جيدًا أن أمن البلدين العراقي والإيراني متلازمين الى حد كبير، وهذا ما دفع السيد الإمام الخامنئي الى القول أننا لا نسمح بأي حال من الأحوال أن يتعرض الأمن القومي العراقي الى الانتهاك، وقد أثبتت التجارب صدق الإدعاء الإيراني عندما هددت داعش الأمن القومي العراقي، كيف تصدت طهران بكل ما أوتيت من قوة لتلك المجاميع البربرية، كتفاً بكتف مع الحشد الشعبي والقطعات العسكرية الأخرى بأنبل ملحمة عسكرية عقائدية اسلامية لم ينبأ لنا التأريخ مثلها.
أخيراً دعم طهران لبغداد استراتيجية تعمل عليها الحكومة الإيرانية وعلى كافة المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية على حداً سواء. عندما يشهد العراق استقراراً أمنياً واقتصادياً، سينعكس بصورة واضحة على إيران لكون الملفات مشتركة، والمصالحة قائمة بغض النظر عن بعض الأصوات المأجورة التي تحاول دق أسفين العداء بين الشعبين الشقيقين. علماً أن الزيارة جاءت بدعوى من الجانب الإيراني.