۴ آذر ۱۴۰۳ |۲۲ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 24, 2024
الشيخ الجعيد يشارك بمؤتمر "وحدة منبع الرسالات ضد التطرف والإرهاب من أجل السلام والتعاون" في روسيا

وكالة الحوزة - شارك منسق عام جبهة العمل الإسلامي في مؤتمر "وحدة منبع الرسالات ضد التطرف والإرهاب من أجل السلام والتعاون"، بمدينة أوفا عاصمة جمهورية باشكورتستان، في إطار الاحتفالات بذكرى مرور أحد عشر قرناً على اعتماد الإسلام ديناً رسمياً في مملكة بلغار التاريخية بروسيا الاتحادية.

وكالة أنباء الحوزة - بدعوة من المفتي العام ورئيس النظارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا سماحة الشيخ طلعت صفا تاج الدين، شارك منسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان سماحة الشيخ الدكتور زهير الجعيد في مؤتمر "وحدة منبع الرسالات ضد التطرف والإرهاب من أجل السلام والتعاون"، بمدينة أوفا عاصمة جمهورية باشكورتستان، والذي انعقد في إطار الاحتفالات بذكرى مرور أحد عشر قرناً على اعتماد الإسلام ديناً رسمياً في مملكة بلغار التاريخية بروسيا الاتحادية، في إطار سلسلة من الاجتماعات العلمية الدولية تنظمها النظارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا والجامعة الإسلامية الروسية التابعة لها، بمساعدة من رئاسة جمهورية باشكورتستان، وبالتعاون مع صندوق الدعم للثقافة والعلوم والتربية الإسلامية والذي حضره عدد كبير من العلماء المسلمين من روسيا والعالم العربي والإسلامي ووزراء أوقاف ومفتين ورؤساء جامعات ورجال الدين المسيحي وممثلين عن الرئاسة الروسية وحكومتها.
وألقى سماحة الشيخ الدكتور زهير الجعيد كلمة في المؤتمر: شكر فيها أولاً أصحاب الدعوة على حسن الضيافة والاستقبال، وعبّر خلالها عن سروره الكبير بوجوده بينهم وخاصة بوجود هذا العدد الكبير من الشخصيات الدينية والعلمية والثقافية والمفتين من الاتحاد الروسي والعالم العربي والإسلامي.
واعتبر الشيخ الجعيد: أننا اليوم ومن خلال التكنولوجيا المتطورة اصبح التلاقي والتواصل بين الناس كافة سهل جدا دون أي حواجز، وهذا الأمر ينبغي أن يتلقفه المسلمون وأن يكون فرصة لهم من أجل أيصال الدعوة وربانية الدين الإسلامي والإسلام الحقيقي وتقديمه كنموذج حق وطيّب بعيداً عن التطرف وكل الدعوات الباطلة وبعيداً عن العنف والتكفير واللا إنسانية، مشيراً: أن الدين الاسلامي الحنيف دعا إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة دون إكراه لأحد للدخول فيه ولكن من خلال الإيمان والقناعة والحوار والتعارف والتعاون والمشاركة لما فيه الخير ومصلحة الوطن الذي يعيش فيه المسلمون ومنه روسيا الاتحادية التي نشكرها على هذا الاهتمام الكبير بهذا المؤتمر.
وقد حضّ الشيخ الجعيد على أهمية الحوار والانفتاح بين كل المكونات في روسيا وأهمية التعاون بين مع رجال الدين من مختلف الأديان وخصوصاً المسيحيين منهم، والتي أدت إلى حمل الهموم الوطنية المشتركة والتعاون بين جميع مكونات روسيا الاتحادية.
وشرح سماحته بإسهاب: عن أهمية العلم وضرورة تحصيله لإيصال المبتغى إلى الناس بصورته السلمية والسليمة الناصعة البيضاء وذلك بهدف التوعية والدلالة بقوة الحجة والمنطق لإقفال الباب وعدم السماح للفكر الإرهابي التكفيري الداعشي من التغلغل في المجتمعات الإسلامية الروسية، ولمنع انتقال هذا الفكر الضال والمشبوه من مناطقنا ومجتمعاتنا العربية والإسلامية على حدّ سواء.وشدد سماحته: أن الاسلام الحنيف هو دين الله الخالد وهو يدعو إلى التحصين الروحي من خلال قيمه ومبادئه، وإلى دور العلماء الصادقين المخلصين في مواجهة موجات الغلو والتطرف والتكفير التي اجتاحت عالمنا للأسف الشديد وكان نتيجتها هذا الخراب والدمار الكبير وسفك الدماء وذبح الناس باسم الدين، والدين منهم براء، وحذر سماحته: من دعوات الانقسام والانفصال المشبوهة، معتبراً إياها دعوات تصب في مصلحة أمريكا والدول الغربية التي تسعى إلى الفتنة وزرع الخلاف والشقاق بين أبناء المجتمع الواحد.
وأكد سماحة الشيخ الجعيد: على ضرورة تبني مسلمي روسيا موقف الدولة الرسمي والتعاون معها والوقوف إلى جانبها، وشرح ما يحصل في أوكرانيا بوجهه الحقيقي وليس التزييف والتشويه الذي تقوم به وكالات الإعلام الأمريكية والغربية، وذلك من خلال التواصل مع المرجعيات الإسلامية والدينية والمسلمين في العالم لشرح موقف الدولة الروسية ووجهة نظرها للحرب الدائرة في أوكرانيا من مختلف جوانبها، ما يعني تحقيق من مزيد من المكاسب والشراكة الحقيقية مع أبناء مجتمعهم من غير المسلمين والمشاركة إلى حدٍّ ما في صنع القرار على الصعيد الداخلي والخارجي، وإلى الانصهار مع هذا المجتمع والتحرك فيه بروحية التعاون والتضامن والتوافق من أجل بناء الحضارة ورفع مستوى الثقافة الدينية والوطنية والدفاع عن مصالحه بوجه كل دعوات الانفصال والمؤامرات والتهديدات الداخلية والخارجية.
ثم تحدث سماحته: عن الوضع اللبناني الداخلي والحصار الأمريكي الظالم الجائر الذي فرض واقعه على المواطن اللبناني في كافة نواحي الحياة، ولا سيّما بعد التحرير وبعد انتصار تموز وفرض شروط المقاومة على العدو الصهيوني، ما سمح للبنان من خلالها ومن خلال التفاف الحاضنة الشعبية للمقاومة على إرساء معادلة توازن الردع والرعب التي أرعبت العدو وقضّت مضاجعه وجعلته ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي يرضخ لعنفوان المقاومة وقوة حضورها وجهوزيتها.
وفي الشأن الفلسطيني لفت سماحته: إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم واضطهاد ومن قتل وتشريد واعتقالات وهدم للبيوت ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات ومن الاقتحامات المتكررة لتهويد القدس الشريف وضم المقدسات الإسلامية والمسيحية وتهويدها، داعياً: المشاركين ومن خلالهم روسيا والشعب الروسي إلى نصرة هذا الشعب المظلوم وقضيته المحقة، ومحذراً: من تداعيات الاعتداءات والحفريات والهدم الذي يتعرض له المسجد الأقصى المبارك، ومن دعوات العصابات الصهيونية المتطرفة إلى هدمه كاملاً وبناء مكانه ما يُسمى بهيكل مزعوم لا أصل ولا وجود له إلا في مخيلة المحتلين، وأكد: أنه ما ضاع حق وراءه مطالب وأنّ عمليات المقاومة الفلسطينية ستثمر النصر والتحرير بإذن الله تعالى.

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha