۱۷ مهر ۱۴۰۳ |۴ ربیع‌الثانی ۱۴۴۶ | Oct 8, 2024
الشيخ «جواد ریاض»

وكالة الحوزة - صرح الشيخ «جواد ریاض» العالم الأزهري في مصر: كما يسعى غير المسلمين إلى ضياع الأمة الإسلامية ينبغي أن يسعى المسلمون إلى الارتقاء بالأمة فالبراءة من المشركين والمستهزئين بالإسلام ورسول الإسلام واجبة على المسلمين واجب عليهم بيان الحق وواجب عليهم النهوض بالفكر المستنير الوسطى وواجب عليهم صد هجوم المشركين على الإسلام.

وكالة أنباء الحوزة - قال الشيخ «جواد ریاض» العالم الأزهري في مصر خلال مقابلة صحفية مع مراسلنا: الوحدة الإسلامية من الأمور التي حث عليها ديننا الحنيف وشريعتنا الغراء (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، وإن الحج فرصة حقيقية لتطبيق هذه الوحدة تطبيقا عمليا، وإنهاء الخصومات التي بيننا وبين بعضنا، وبيان أن الفرقة هي سبب الضعف، وأن الوحدة سبب القوة، وأن أعداءنا يفرحون بفرقتنا، ويحزنون لوحدتنا، هذا الحج هو ملتقى حقيقي، فقد جعل الله عز وجل صلاة الجماعة رمزا للوحدة وصلاة الجمعة تطبيقا عمليا أسبوعيا، وأما الحج فهو التطبيق الأكبر السنوي الذي كان المسلمون في عصورهم المختلفة يجعلونه فرصة لحل جميع مشاكل الأمة والنهوض بها .

وفیما یلي نص المقابلة:

الحوزة: هذا العام، بعد انقطاع عامين، سيوفّق الحجاج الإيرانيون للمشاركة في حج التمتع. ما الدروس والعبر والرسائل في برامج العبادة ومناسك الحج لحياتنا اليوم؟

إننا ندعو الله عز وجل أن يرفع عنا وعن أمتنا هذا البلاء الذي كان سببا في انقطاع هذه المناسك (الحج والعمرة) وأن يعود المسلمون إلى القيام بفرائض الله وسنن رسوله صلى الله عليه وآله .
مناسك الحج فيها الكثير من الدروس والعبر ذكرها الفقهاء في كتبهم وربما يضيق المقام عنها، لكن ملخصها :
في ملابس الإحرام معنى التجرد عن الدنيا الفانية، والإقبال على الله تعالى، وهذا التجرد والإقبال ـ وإن كان ظاهرا في ملابس الإحرام ـ إلا أن التجرد الحقيقي هو تجرد القلب عن كل ما سوى الله، والإقبال الحقيقي إقبال القلب على الله تعالى وعلى مراده .
وفي الإحرام من الميقات نية وعزم ببداية الحج أو العمرة، نية فيها نفى الشركاء عن الله تعالى، والإقرار بالتوحيد .
وفي الطواف تشبه بالملائكة الذين يطوفون حول البيت المعمور، وفي الطواف انسجام مع كل المخلوقات التى تطوف، فالمجرات والكواكب والذرات تطوف بنفس طريقة هذا الطواف، فقد خلقت هكذا، وتقليد المسلم لهذا الطواف هو عبادة أمر الله بها، وشبهها رسول الله صلى الله عليه وآله بالصلاة "الطواف صلاة " فكان التطهر، وكان الذكر، وكان الدعاء (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار) .
وفي السعي بين الصفا والمروة يتذكر الحاج قصة سيدتنا هاجر عليها سلام الله إذ كانت تسعى طلبا للماء وتتضرع وتدعو الله سبحانه وتعالى من أجل ولدها إسماعيل، وهذا يجعلنا نعمل بالأسباب فنسعى ونتعب ثم نتوكل على الله تعالى بقلوبنا ليحقق لنا ما نريد بدعائنا له .
وفي الوقوف بعرفة هذا الركن الأساسى في الحج الذى قال فيه رسول الله : الحج عرفة، في هذا الركن يكون تذكر اليوم الآخر يوم القيامة الذى يجتمع فيه الناس ليكون الحساب، وتكون الشفاعة ويكون الدعاء بالنجاة، وتكون الفرحة لمن نجا .
وفي رمي الجمرات تذكر سيدنا إبراهيم وكيف حارب الشيطان لما عرض له وهو يريد أن يلهيه عن أوامر الله، وكما أمر الله تعالى فى كتابه (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) وهكذا في بقية المناسك : من ذبح الهدى والوقوف بمنى والمرور بمزدلفة كانت كلمات وعبر ذكرها الفقهاء والعلماء .

الحوزة: الحفاظ على وحدة المسلمين من أهم تأكيدات الإمام الخميني - رحمة الله عليه - وقائد الثورة الإسلامية. يمكن للمجموعات العرقية والطوائف المختلفة والشيعة والسنة أن يحوّلوا الحج إلى ملتقى للوحدة ورمز للأمة الواحدة. أخبرنا عن أهمية هذه القضية. وما واجبات الحجاج والقيّمين على الحج في هذا الصدد؟

الوحدة الإسلامية من الأمور التى حث عليها ديننا الحنيف وشريعتنا الغراء (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، وإن الحج فرصة حقيقية لتطبيق هذه الوحدة تطبيقا عمليا، وإنهاء الخصومات التى بيننا وبين بعضنا، وبيان أن الفرقة هي سبب الضعف، وأن الوحدة سبب القوة، وأن أعداءنا يفرحون بفرقتنا، ويحزنون لوحدتنا، هذا الحج هو ملتقى حقيقي، فقد جعل الله عز وجل صلاة الجماعة رمزا للوحدة وصلاة الجمعة تطبيقا عمليا أسبوعيا، وأما الحج فهو التطبيق الأكبر السنوي الذي كان المسلمون في عصورهم المختلفة يجعلونه فرصة لحل جميع مشاكل الأمة والنهوض بها .

الحوزة: البراءة من المشركين وإعلان الاشمئزاز من المستكبرين من برامج الحج المهمة. ما أثر إعلان هذه البراءة في تنوير أذهان المسلمين؟

كما يسعى غير المسلمين إلى ضياع الأمة الإسلامية، ينبغي أن يسعى المسلمون إلى الارتقاء بالأمة، فالبراءة من المشركين والمستهزئين بالإسلام ورسول الإسلام واجبة على المسلمين، واجب عليهم بيان الحق وواجب عليهم النهوض بالفكر المستنير الوسطى، وواجب عليهم صد هجوم المشركين على الإسلام، كما يجب عليهم أيضا نشر التعريف بالإسلام وأصوله وسماحته، فقد قصر المسلمون فى هذا الجانب، إذ التعريف بالإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وآله فرض على هذه الأمة، على علمائها وعلى أغنيائها، العلماء واجبهم نشر العلم والفكر الصحيح، والأغنياء واجبهم المساعدة فى كافة وسائل الإعلام لهذا الدين القويم .

الحوزة: من التأكيدات الأخرى لقائد الثورة الإسلامية الاستفادة المعنوية الحجاج من الحج وأنه يجب ألا ينخرطوا في أي عمل غير ضروري وبخاصة التسوّق. ما أهمية هذا التأكيد في الوضع الحالي؟

الإخلاص في العبادة من الأمور الهامة جدا، وفي الحج ـ وإن كان الشرع الحنيف البيع والشراء، فقد قال تعالى (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ...) إذ تأثم بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من حركة البيع والشراء، إلا أنه من الأفضل أن يجعل الإنسان وقته وكله وقلبه كله لله تبارك وتعالى ولصفاء هذه العبادة التى ربما لا تتكرر عند البعض، فهذا هو الأكمل والأحسن .

الحوزة: بالنظر إلى محدودية فرصة أيام الحج والإمكانات المعنوية الكبيرة المتاحة للحجاج، ما توصيتكم لهم؟

هذه فرصة حقيقية قد لا تتكرر، وقد تصعب الأمور فى المستقبل، ولذلك أمر رسول الله بالحج قبل أن لا نحج، وأوصى من ملك زادا وراحلة أن يسرع قبل أن لا تكون زاد وراحلة، وأوصى من كان صحيحا أن يسرع قبل المرض، وهكذا، فإنني أوصى الحجاج :
- أن يخلصوا النية لله تعالى في حجهم، فالحج مكفر للذنوب، فقد قال صلى الله عليه وآله : " من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه "
- أن يتركوا كل ما يسبب الخلاف والفرقة، إذ إن من أهداف الحج الوحدة والتجمع، وحدة الصفوف وتجمع القلوب، وإن الشيطان يعمل من أجل التنازع، ولذلك قال الله تعالى (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج)
- أن يتعاونوا على البر، وأن يساند كل مسلم أخاه، ففي هذا من الثواب والأجر ما هو أعظم عند الله سبحانه، فقد بينت السنة أن العمل الذى يتعدي إلى الغير أعظم ثوابا من العمل الذى يقتصر على الفرد نفسه .
- أن يجمعوا قلوبهم في هذه الرحلة، فلا يتركوا ساعة ولا دقيقة ولا ثانية إلا في عمل صالح، أو فى ذكر حاضر، أو في أمر بمعروف أو نهى عن منكر .
- أوصى علماءنا والدعاة أن ييسروا على الناس التزاما بما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله "يسروا ولا تعسروا" فهذا الحج وهذه الفريضة من الفرائض التى تحتاج إلى التيسير من أقوال الفقهاء، نظرا للمشقة والزحام، فقد قال الله تعالى (وما جعل عليكم في الدين من حرج).
- وفي النهاية فإن تغيير سلوك الإنسان المسلم لما هو أحسن بعد انتهاء الحج ومناسكه لهو دليل على أنه قد استفاد من هذه الرحلة، فلا يرجع المسلم إلا وهو أحسن حالا مما سبق، في سلوكه، في عبادته، في معاملته مع الناس.

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .