۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024
ذكرى رحيل كريمة أهل البيت السيّدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)

وكالة الحوزة - تمرّ علينا اليوم العاشر من ربيعٍ الآخر بحسب إحدى الروايات، ذكرى وفاةِ السيدة فاطمة المعصومة بنتِ الإمام موسى الكاظم وأخت الإمام الرضا(عليهم أفضل الصلاة والسلام)، وذلك سنة 201هـ في مدينة قمّ المقدّسة.

وكالة أنباء الحوزة - اكتنفتها (عليها السلام) حالةٌ من القلق الشديد على مصير أخيها الإمام الرضا(عليه السلام) منذ أن استقدَمَه المأمونُ إلى خراسان، فقد كانوا في خوفٍ بعدما أخبرهم أخوها الإمام الرضا(عليه السلام) أنّه سيُستَشهَد في سفره هذا إلى طوس، فشدّت الرحال إليه (عليه السلام).
رحلت (عليها السلام) تقتفي أثر أخيها الرضا(عليه السلام) والأمل يحدوها في لقائه حيّاً، لكنّ وعثاء السفر ومتاعبه اللذين لم تعهدهما أقعداها عن السير، فلزمت فراشها مريضةً مُدنَفة، ثمّ سألت عن المسافة التي تفصلها عن قم -وكانت آنذاك قد نزلت في مدينة ساوة-، فقيل لها: إنّها تبعد عشرة فراسخ -أي 70 كم-، فأمرت بإيصالها إلى مدينة قمّ.
تشير الروايات أنّ السيّدة فاطمة بقيت في قم 17 يوماً، كانت مشغولةً فيها بالعبادة والدعاء في محلٍّ يُسمّى (بيت النور)، ويقع الآن في مدرسة (ستيه).. وأخيراً.. حانت منيّتها في العاشر من ربيع الثاني، (أو الثاني عشر منه على قول) قبل أن تحظى برؤية أخيها.
توفّيت (عليها السلام) من دون أن ترى أخاها، ودمعةُ عينها وغمّ فؤادها لم تسكن ولم تنقضِ لفراقه، ففُجِع أهل قمّ بتلك المصيبة وهم في غاية الحزن لوفاتها، فأقاموا العزاء عليها وتكفّلت نساءُ الشيعة ومحبّاتُ أهل البيت(عليهم السلام) باحترامٍ كبير غسلَ الجسد المطهّر للسيّدة المعصومة وكفّنوها، وعندما حان وقت الدفن رأى زعماءُ الأشعريّين ووجوهُهم أن يُدفنَ الجسدُ الطاهر في مكانٍ مناسب غير المقبرة العامّة، وإنّما عزموا على هذا الأمر لما يهمّهم من شدّة الاحترام لبنت الإمام الكاظم(عليه السلام)، ولم يرغبوا أن تُدفن بجنب الآخرين، وتمّ تشييعها في موكب عزاءٍ مهيب في قمّ؛ حزناً على فقدانها، وحملوها إلى مقبرة (بابلان) وهو موضع قبرها حاليّاً.
وممّا رُوِي في فضل زيارة السيّدة فاطمة(عليها السلام) روايات كثيرة، منها:
1- عن سعد بن سعيد، قال: سألتُ أبا الحسن الرضا(عليه السلام) عن قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر(عليهم السلام)، فقال: (مَنْ زارها فله الجنّة).
2- قال الإمام الجواد(عليه السلام): (مَنْ زار قبر عمّتي بقمّ فله الجنّة).
3- عن سعد عن الإمام الرضا(عليه السلام) قال: (يا سعد، عندكم لنا قبر) قلت له: جعلت فداك، قبر فاطمة بنت موسى؟ قال: (نعم.. مَنْ زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة).
4- قال الإمام الصادق(عليه السلام): (إنّ لله حرماً وهو مكّة، وإنّ للرسول(صلّى الله عليه وآله) حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين(عليه السلام) حرماً وهو الكوفة، وإنّ لنا حرماً وهو بلدةُ قمّ، وستُدفن فيها امرأةٌ من أولادي تُسمّى فاطمة، فمَنْ زارها وجبتْ له الجنّة).
وعن الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) قال: (قم عشّ آل محمد ومأوى شيعتهم).
وقال الإمام الرّضا عن السيّدة المعصومة(عَلَيْها السَّلامُ): (مَنْ زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة).
هذا وأصبح حرم السيّدة فاطمة المعصومة(عليها السلام) القلبَ النابض لمدينة قمّ المقدّسة ومهوى الأفئدة.

ارسال التعليق

You are replying to: .