وكالة أنباء الحوزة - وفيما يلي نص كلمته:
في خطوة شجاعة غير مسبوقة ونقطة فارقة في تاريخ الإسلام والمسلمين سيدونها ويسطرها التاريخ بحروف من ذهب وهي زيارة فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الحساني الحسني سليل بيت النبوة الطاهرة إلى عراق العزة والكرامة والشرف مقر خلافه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأئمة أهل البيت الاطهار.
ويعد شيخ الأزهر من كبار علماء أهل السنة والجماعة وله الكثير من المواقف الثابتة والأفكار المستنيرة في مجابهة التطرف والفكر الصحراوي المنغلق والذي يدعو إلى كراهية الآخر.
وتجلى ذالك بصورة قوية في مؤتمر الشيشان والذي يعد سابقة غير مشهودة في إظهار وسطية المجتمعين حيث أن مقررات المؤتمر أخرجت كل متطرف شاذ فكريا وعقديًا من جماعة المسلمين كليا وأكد البيان الختامي أن أهل السنة والجماعة ليس بينهم متطرف ولا تكفيري.
وكان هذا واضحًا ضمن حلقات تلفزيونية من برنامج فقه الحياة والذي كان يقدم على شاشة التلفزيون المصري ويعد فضيلة الشيخ من دعاة نشر السلام العالمي وهذا من ضمن لقاءاته المتكررة خاصة مع بابا الفاتيكان ودعواته المستمرة للوحدة بين المسلمين حيث نادى كثيرًا مصرحا بأن السنة والشيعة هما جناحا هذة الأمة وأنه سوف يصلي في النجف الأشرف خلف الشيعة وذلك لإيمانه الراسخ بأن المسلمين هم يد واحدة لا تفرقهم المذهبية أو الطائفية البغيضة وهو الأمر الذي قد يتحقق بالفعل خلال زيارته المرتقبة للعراق ولقائه آية الله السيد علي السيستاني، فهو يعتقد أن المسلمين متفقون في العقيدة والأصول وإلههم واحد وكتابهم واحد ونبيهم واحد وقبلتهم واحدة ونحن على يقين أن هذه الزيارة ونتائجها الحتمية ستسهم في حفظ دماء المسلمين الذين تم تضليلهم من قِبل أعداء الإسلام طوال القرون الماضية من خلال فتاوى التكفير المذهبي والطائفي، ومن المؤمل أيضا من هذة الزيارة أن تزيل الأفكار المغلوطة التي ترسخت في أذهان الكثير بأنها حقائق وثوابت دينية وعقائدية في غياب العلماء الربانيين أمثال فضيلة الشيخ الطيب ولا شك أن حال المسلمين بعد هذة الزيارة سيكون أفضل من قبلها بشرط ألا تكون بروتوكولية، ونأمل أن يتم التباحث فيها حول تدشين لجان علمية معتبرة تهتم بالتقريب وتدعو للوحدة.
ولد الشيخ وتربى في الزاوية الحسانية الصوفية هي التي أكسبته لين الطبع وجهاد النفس والزهد وكانت هذه التربية في الزاوية بمدينة الأقصر بصعيد مصر ومعلوم عن أهل الصعيد قوة بصيرتهم ورجاحة تفكريهم ورؤيتهم وتعاطيهم مع قضيه أهل البيت عليهم السلام. وكذلك تشبعهم بآراء أهل البيت عليهم السلام مع احتفاظه بمذهبه المالكي السني، كما هو حال عظماء علماء أهل السنة وخاصة المنحدرين من الفكر الصوفي وغيرهم من أهل الصعيد كما يشهد له الغالبية من المصريين بغزارة علمه ورجاحة فكره ومواقفه المشرفة في الكثير من الأزمات ودائما يسعى أن يكون الإسلام شوكة قوية تستعصي على على قوى الاستكبار العالمي الصهيوأمريكي كما ظهر ذلك في حديثه عندما قال كيف يكون رأيك حرًا وأنت لا تتمكن من صناعة عجلة سياره "كاوتش" حتی الآن وتستورد كل شى من الغرب.
ولشيخ الأزهر العديد من المؤلفات والتي ترجمت لأكثر من أربع لغات كما يجيد التحدث بلغات عدة منها الفرنسية والإنجليزية وليس معني تعيينه من رئاسة الجمهورية تبعيته للسلطة، فمنصب شيخ الأزهر الشريف يصعد من هيئة كبار العلماء ويصدق عليه فقط من الرئاسة وهذا يعطيه الحرية والاستقلالية كما أن له الكثير من المواقف العظيمة في جمع شمل الأمة لتبنيه مؤتمرات التقريب بين المذاهب والعمل علي لم الشمل وكما يقول أيضا لا يجوز ولا يحق لأحد تكفير الشيعة ومع هذا كله لا ينسى دوره الاجتماعي بالزاوية الحسانية وتربية المريدين وإصلاح ذات البين بين المتخاصمين.
كما أنه حاصل درجة الدكتوراة في فلسفة الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي العالم الصوفي، كما كان يشغل منصب رئيس جامعة الأزهر وتربطنا به علاقة وطيدة بزيارتنا للزاوية الحسانية.
نسال الله العلي القدير أن يسدد خطاه ويلم شمل الأمة وصلى الله على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد.
السيد الطاهر الهاشمي
نقيب السادة الأشراف بمحافظة البحيرة
عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)