۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024
المواكب الحسينية تحيى ذكرى مصاب العطشان بكربلاء المقدسة

وكالة الحوزة - إن الأحزاب والجهات السياسيّة، بذلت قصارى جهودها للتوغّل في الشعائر الحسينية واستغلالها لصالحها، بل قامت بتأسيس هيئات ومواكب عزائيّة تدعوا لأهدافها السياسيّة.

وكالة أنباء الحوزة - يقول الشيخ الحسون رئيس مركز الأبحاث العقائدية في مقال تحت العنوان الذي تصدر:  لكلّ اُمّة من الاُمم، بل لكلّ جماعة من الناس ـ على اختلاف أديانهم ومذاهبهم ومعتقداتهم ـ شعائر وطقوس يؤمنون بها، ويؤدّونها على أنّها فرضٌ لا يمكن التساهل به.
والاُمم والجماعات: السالفة منها، والتي نعاصرها الآن، وحتّى التي تأتي بعدنا، كلّها سواء من حيث المعتقدات، إلّا أنّ الاختلاف في طبيعتها وكيفيّتها يكون تابعاً لعنصري المكان والزمان والمستوى الثقافي للأفراد، فالشعائر التي يؤدّيها المثقّف تختلف عن تلك التي يؤدّيها الأمّي وإن كانت متّحدة من حيث المنشأ والمعتقد.
والشعائر الحسينيّة التي يقيمها أتباع أهل البيت (عليهم السلام) ومحبّوهم، قديمة قِدم واقعة الطفّ الخالدة، ومتأصّلة في النفوس أصالة المبادئ التي ثار من أجلها الإمام الحسين (عليه السلام).
وقد مرّت هذه الشعائر بفترات مدّ وجزر; تبعاً للظروف السياسيّة التي عمّت المجتمع الإسلامي آنذاك، ونزولاً عند رأي الحكّام المتسلّطين على رقاب المسلمين وميولهم لهذه الشعائر وعدمها.
وهذه الشعائر منها: منصوصٌ، فعلها المعصوم وتحدّث عن أجرها وثوابها، وأقرّها حينما اُقيمت أمامه.
ومنها: غير منصوص، تابع للأدلّة العامّة، التي تدلّ على استحباب الحزن والجزع لمصيبة الإمام الحسين (عليه السلام).
وتتنوع الشعائر حسب الزمان والمكان، والشائع منها الآن: إقامة المأتم ومجلس العزاء داخل الحسينيّات والدور، وخروج مواكب العزاء إلى الشوارع والأزقّة، يندبون المولى شهيد الطفّ بأشعار وقصائد حزينة. ومنها: مواكب اللطم، والسلاسل، والقامات، وتمثيل واقعة الطفّ الأليمة.
وتُصاحب مواكب العزاء سواء التي اُقيمت في الحسينيّات والدور، أو التي خرجت للشوارع والأزقّة قراءةُ قصائد شعريّة من قِبل المنشد «الرادود»، أو ترديد هتافات حسينيّة تُسمّى «الردّات».
وهذه الشعارات و «الردّات» الحسينيّة: عبارة عن أبيات ومقاطع شعريّة، بالفصحى واللهجة العاميّة، يردّدها المشاركون في العزاء الحسينيّ، أثناء مسيراتهم التي تجوب الشوارع والأزقّة، أو التي يلقيها المنشد «الرادود» في  داخل الحسينيّات وأماكن إقامة العزاء.
تعكس هذه الشعارات والقصائد رفضَ المجتمع للظلم والطغيان والاستبداد، الذي مارسه يزيد بن معاوية بحقّ الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه الكرام، حتّى أصبح رمزاً للحاكم الجائر المستبد، يقابله في الجانب الآخر الإمامُ الحسين (عليه السلام)، الذي غدا نموذجاً ومثالاً لرفض الظلم والثورة على الاستبداد والطغيان، والاستشهاد في سبيل الحقّ وإعلاء كلمة الله عالياً.
وبهذا أصبح العزاء الحسينيّ ـ إلى جانب وظائفه وأهدافه الاُخرى ـ وسيلةً من وسائل التعبير عن الصراع الخفي مع النظام القائم، ومقاومته في الوقت ذاته بشكل صريح أو رمزي.
وأيضاً أصبح العزاء وسيلةً ومُتنفَّساً للجماهير، تُعبّر من خلاله عن أحوالها السياسيّة الاجتماعيّة الرديئة، وما يحلُّ بها من كوارث طبيعيّة.
وسعى أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، والمشرفون على الهيئات والمواكب الحسينيّة، للحفاظ على هذه المواكب والشعارات والقصائد التي تُنشد فيها، أن تكون حسينيّة عزائيّة صرفة، يبتغون منها رضى الله وشفاعة أهل البيت (عليهم السلام).
إلّا أن الأحزاب والجهات السياسيّة، بذلت قصارى جهودها للتوغّل في هذه الشعائر واستغلالها لصالحها، بل قامت بتأسيس هيئات ومواكب عزائيّة تدعوا لأهدافها السياسيّة، من خلال كسب وخداع بعض المنشدين «الرواديد».
وأثناء جمعي وتحقيقي لرسائل الشعائر الحسينيّة ـ التي طُبعت في أحد عشر جزء وقفتُ على بعض هذه القصائد والردّات السياسيّة، التي اُطلقت في المناسبات الدينيّة في مدن مختلفة في العراق، أذكرها مرتبةً حسب الترتيب الزمني لها:
* نشرت جريدة «الزمان» البغداديّة صاحبها ورئيس تحريرها توفيق السمعاني في عددها 1657، الصادر في آذار 1943م، مقالة بعنوان «في زيارة الأربعين: عشرات الاُلوف يهتفون بحياة المليك والوصي»، ذَكَرتْ فيه:
«أنّ المواكب العزائيّة لمدينة الكاظميّة المقدّسة، نزلت في شوارع كربلاء المقدّسة، تهتف بحياة الملك ووصيّه، وتُعلن تأييدها للدول «الحليفة»، ومعارضتها لدول «المحور» في الحرب العالميّة الثانيّة، قائلة:
ننتظر يَمْته ينادينا الوصي
ساحة إعلان الحرب لجناها
لَوَن تنخانا «الحليفة» الظافرة
چان وفّينا العهد وياها
إن شاء الله «المحور» تدهور وانكسر
والعروبة حصّلت منواها
* سنة 1956م قامت مصر بتأميم قناة السويس، وقد أدّى ذلك إلى إحداث العدوان الثلاثي الغاشم على مصر، التي كانت بقيادة جمال عبد الناصر. ولم تألوا شعوب الدول العربيّة ـ ومنها الشعب العراقيّ ـ جهداً في إسنادها. وظهر ذلك جليّاً في ردّات موكب الكوفة في زيارة الأربعين في كربلاء المقدّسة سنة 1957م :
هاي الشباب تريد قائد به عزّ ومرجلة ... يا هلا
جنود كلّ إحنه إله ... يا هلا
وبجمال انمثّله ... يا هلا

ارسال التعليق

You are replying to: .