۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024
رهبر انقلاب

وكالة الحوزة - مع بدء عام 1400 الهجري الشمسي الجديد ألقى الإمام الخامنئي الخطاب العام الذي تحدّث فيه سماحته حول انتخابات رئاسة الجمهورية وقضيّة الإنتاج المحلّي، ثمّ لفت إلى أنّ حرب اليمن بدأت في زمن الرئيس الأمريكي الديمقراطي أمريكا وبضوء أخضر منه، ووجّه سماحته السؤال إلى المسؤولين الأمريكيّين إن كانوا مدركين إلى أيّ مستنقع يسوقون السعوديّة بحيث لم تعد قادرة لا على التقدّم ولا على التراجع.

وكالة أنباء الحوزة - قال قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في كلمة له 21 مارس/آذار بمناسبة بداية عام 1400 الهجري الشمسي، إن السعوديين بدؤوا الحرب في اليمن إبّان الحكومة الديمقراطية للرئيس الأسبق باراك أوباما، أي «بضوء أخضر» من أمريكا، مضيفاً أن «أمريكا سمحت لهم بذلك وساعدتهم، وزوّدتهم بالإمكانات العسكرية» في سبيل الحرب. والسبب في ذلك هو أن يلقوا «ما يكفي من القنابل على الشعب اليمني الأعزل حتى يستسلم في غضون 15 يوماً... أو شهر واحد»، ليستدرك سماحته: «لقد أخطأوا، والآن مرّت ستّ سنوات ولم يتمكنوا من ذلك»، متابعاً: «في مثل هذه الأيام بدأ الهجوم على اليمن، مرّت ستّ سنوات... ولم يتمكن هؤلاء من إخضاع الشعب اليمني».

في السياق نفسه، قال الإمام الخامنئي: «أسأل الأمريكيين: في اليوم الذي أعطيتم فيه الضوء الأخضر للسعوديين لدخول حرب اليمن، هل كنتم تعلمون ما عاقبة ورطتهم؟»، مجيباً بأن الأمريكيين «كانوا يعلمون ما المستنقع الذي ورّطوا السعودية فيه، إذ لا يمكنها البقاء فيه أو العودة عنه الآن». وبخصوص السعودية، قال: «المشكلة ذات حدّين، إذ لا يمكنها أن توقف الحرب ولا أن تستمر فيها، وكلا الجانبين يضرّ بها»، مضيفاً: «أنتم، الأمريكيين، هل كنتم تعلمون البلاء الذي أدخلتم السعودية فيه؟ إذا كنتم تعلمون ومع ذلك فعلتم، فويلٌ لحلفائكم على تصرّفكم معهم بهذه الطريقة! وإذا لم تكونوا تعلمون، فويلٌ لحلفائكم الذين يثقون بكم وينفذون ويصممون خططهم بموافقتكم [مع أنكم] لستم على دراية بأوضاع المنطقة».

ورأى سماحته أن «الأمريكيين يخطئون في قضايا المنطقة كلّها أيضاً» وأنهم «الآن مخطئون»، معطياً أمثلة على ذلك بـ«هذا الدعم الظالم للكيان الصهيوني، وهو خطأ، ووجودهم المغتصب في سوريا وشرق الفرات، حيث صار لديهم وجود كبير، وهذا خطأ بالتأكيد، ومجاراة الحكومة السعودية في ضرب الشعب اليمني، الشعب اليمني المظلوم، وهذا أيضاً [خطأ]». وشدّد سماحته على أخطاء السياسات الأمريكية في المنطقة، مشيراً إلى أنهم لا يُلِمّون بالمنطقة وشعوبها، قائلاً لهم: «اعلموا أنكم لا تعرفون هذه المنطقة ولا الشعوب، وأنكم تخطئون... أتمنى أن يهدي الله كل الضّالين في العالم عن ضلالهم وأن يرجعهم عن أخطائهم».
في جزء آخر من خطابه، تحدّث الإمام الخامنئي عن إخفاق سياسة «الضغوط القصوى» الأمريكية على جمهورية إيران الإسلامية، قائلاً: «صمّم الأحمق السابق ونفّذ سياسة الضغوط القصوى لوضع إيران في موقف الضعف ثم إجبارها على المجيء إلى طاولة المفاوضات وهو يفرض طلباته عليها... حسناً هو ولّى ورحل (بتلك الطريقة)! لقد فضح نفسه وأيضاً بلاده صارت مفضوحة». وبشأن «الضغوط القصوى»، رأى سماحته أنها لم تنجح حتى الآن بل «ستستمر في الإخفاق» مضيفاً: «هؤلاء أيضاً سيولّون ويرحلون، وستبقى إيران الإسلامية بمزيد من القوّة والعزّة».
وعن الاتفاق النووي، قال قائد الثورة الإسلامية إن سياسة إيران في العلاقة مع أطراف هذا الاتفاق وبشأن الاتفاق نفسه «أُعلنت صراحة ولا ينبغي تخطّيها» وإن هذه السياسة المعلنة «تم التوافق عليها» داخل الجمهورية. واستطرد: «تلك السياسة هي أن يرفع الأمريكيون الحظر كلّه، وبعد ذلك سنتحقق من المصداقية: إذا تم إلغاؤه بالمعنى الحقيقي للكلمة، سنعود إلى التزاماتنا في الاتفاق النووي... هذه السياسة حازمة». وأضاف: «بعض الأمريكيين لديهم نقاش حول ذلك الاتفاق نفسه، وسمعت بعض الأمريكيين يقولون إن الظروف اليوم مختلف عن 1394 و1395 (2015 و2016) عندما تم توقيع الاتفاق، ولذلك يجب أن يتغير الاتفاق. أنا أيضاً أوافق على أن الظروف اليوم قد اختلفت لكنها لم تتغير لمصلحة أمريكا بل لمصلحتنا».
في هذا الصدد، رأى الإمام الخامنئي أن إيران «صارت أقوى بكثير منذ 1394 حتى اليوم، واستطاعت الاعتماد على نفسها واكتسبت الثقة بالنفس»، مخاطباً الأمريكيين: «أنتم الذين فقدتم ماء الوجه منذ 94، فقد وصلت حكومة إلى سدّة الحكم فضحت بلدكم بخطابها وأفعالها وتصرّفاتها ثم برحيلها، وانتشرت المشكلات الاقتصادية في بلدكم بالكامل! نعم، لقد تغيّرت الظروف ضدّكم، وإن كان هناك تغيير في الاتفاق، فيجب أن يكون لمصلحة إيران». وبشأن من يجب أن يبادر أولاً، قال سماحته: «سمعتُ بعض هؤلاء السياسيين في العالم يقولون ما الفرق في أنا الأول أو أنت الأول؟ تقولون أمريكا أولاً، وأمريكا تقول أنتم أولاً... ليس هذا هو النقاش، بل أننا وثقنا بالأمريكيين، وفي عهد أوباما، فعلنا ما يجب فعله وفق الاتفاق النووي، لكنهم لم يفوا بالتزاماتهم... قالوا على الورق إن الحظر رُفع لكن عناصرهم أخافوا الشركات التي كانت تريد الاستثمار هنا، ولذلك، لا نثق بهم».
في موضوع ذي صلة، قال قائد الثورة الإسلامية، إن «الحصار الاقتصادي والحظر اللذين تفرضانه أمريكا علينا وعلى بعض الدول الأخرى يُعدّان من الجرائم الكبرى»، وإنه «لا ينبغي النظر إلى الحظر على أنه عمل سياسي أو دبلوماسي... أن تفرض حظراً على شعب فلا يستطيع استيراد الأدوية والمعدات الطبية والاحتياجات الغذائية»، مستدركاً: «الحمد لله، نستطيع أن نخرج أنفسنا من الماء، ولقد فعلنا ذلك، لكن هناك بعض الدول لا تستطيع». وتابع: «هذه جريمة كبيرة حقاً، وهي ممكنة على يد دولة مثل أمريكا التي تستطيع أن تقتل 220 ألف شخص في يوم واحد. هذه الجريمة ارتكبتها بعض القوى بما في ذلك أمريكا».
الإمام الخامنئي لفت إلى القدرات التي تم إنشاؤها في البلاد بسبب أجواء الحظر، قائلاً: «في بلدنا الذي ارتُكبت هذه الجريمة ضدّه كان لها منافع أيضاً فقد استطاعت إيران تحويل هذا التهديد إلى فرصة، وبذل شبابنا المثابرون الهمّة في بعض القطاعات التي كانت فيها البضائع تعتمد على الخارج كُلّياً، وجعلوا البلاد غير محتاجة إلى الخارج، وأنتجوها في الداخل». وأكمل سماحته: «يمكننا أن نسير في اتجاهين في مواجهة الحظر: الأول الذهاب إلى مَن وراء الحظر ونرجو منه مثلاً تقليل هذا الحظر أو رفعه، فيقول: حسناً، ولكن يضع بعض المطالب الاستكبارية على الطاولة، ويقول افعلوا هذه الأشياء ثم أخفّض الحظر بمقدار ما... هذا أحد الطرق، وفي الحقيقة إنه طريق الذلّة، طريق الانحطاط، طريق التخلّف». أما الطريق الآخر، فهو «كلّا»، ويعني «تفعيل طاقتنا الداخلية، أن نفعّل هذه الطاقات وننتج في الداخل السلعَ الخاضعة للحظر... عندما يرى الطرف المقابل إنتاج هذه السلع في الداخل، سوف يركض إلينا من تلقاء نفسه».

ارسال التعليق

You are replying to: .