أفاد مراسل وكالة أنباء الحورة، أنّ نائب في البرلمان الأردني طارق سامي خوري صرح: إنّ انتصار الثورة الإسلامية في إيران أواخر سبعينيات القرن الماضي ألهم الكثير من المناضلين والثوار حول العالم وأعطى جرعة كبيرة من الأمل بأنّ مقاومة الطغاة وقوى الاستكبار ممكنة ومتاحة إذا توفر العزم والإرادة والإيمان. أنيس النقاش واحد من هؤلاء الثوار الذين ألهمتهم هذه الثورة وتأثروا بها، خاصة أنّ انتصار الثورة غيّر بوصلة النظام الإيراني ومواقفه بشكل جذري من جملة أمور ومسائل، ومنها المسألة الفلسطينية. التقط الراحل أهمية الثورة الإيرانية والتي وضعت في أولوياتها نصرة الشعوب المظلومة، وهل ظُلِم شعب في التاريخ ولا يزال كما ظلم أبناء شعبنا في فلسطين؟ منذ انتصار ثورتها ناصرت إيران فلسطين، ووضعت كلّ الإمكانيات في سبيل توفير الدعم بأشكاله لفصائل المقاومة الفلسطينية ولا تزال.
وفیما یلي نص المقابلة:
الحوزة: كيف ترى دور المناضل أنيس النقاش وجهوده في مساندة مسيرة المقاومة وهو صاحب الرؤية الثاقبة محافظاً على بوصلة فلسطين؟
برحيل أنيس النقاش، خسر محور المقاومة صوتاً صادقاً شجاعاً مسانداً له، خسر ثائراً انضوى باكراً في صفوف النضال، واضح الرؤية عميق القناعة بأنّ كلّ دروب الكفاح والنضال يجب أن تؤدّي إلى تحرير فلسطين ومن خلالها تحرير كلّ الأوطان من التبعية والرجعية والارتهان. حدّد بوصلته القومية والوطنية فكانت أقوى من العصبيات، بعزيمة أعلى من أسوار الانعزالية والطائفية.
ككلّ المناضلين من أبناء جيله، كانت فلسطين الهمّ الأساسي لأنيس النقاش ومعروف أنّ الراحل بدأ حياته النضالية في صفوف حركة "فتح" وكان من أبناء الثورة الفلسطينية ومن المؤمنين بأنّ الطريق إلى الثورة والتغيير في البلاد العربية تمرّ من الكفاح من أجل فلسطين، ففلسطين هي البوصلة وهي البداية والنهاية. لم تفارق فلسطين فكره ووجدانه منذ انضوى في صفوف ثورتها، حتى سجنه الفرنسي الذي أمضى فيه عشر سنوات لم تحُل قضبانه دون عشقه لها ونضاله من أجلها، ففي رأيه كلّ أنواع النضال في وجه قوى الاستعمار والاستكبار تصبّ في مصلحة تحرير فلسطين من براثن الاحتلال.
الحوزة: بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران سرعان ما أيدها ومشى تحت جناحها. لماذا في رأيكم؟
إنّ انتصار الثورة الإسلامية في إيران أواخر سبعينيات القرن الماضي ألهم الكثير من المناضلين والثوار حول العالم وأعطى جرعة كبيرة من الأمل بأنّ مقاومة الطغاة وقوى الاستكبار ممكنة ومتاحة إذا توفر العزم والإرادة والإيمان. أنيس النقاش واحد من هؤلاء الثوار الذين ألهمتهم هذه الثورة وتأثروا بها، خاصة أنّ انتصار الثورة غيّر بوصلة النظام الإيراني ومواقفه بشكل جذري من جملة أمور ومسائل، ومنها المسألة الفلسطينية. التقط الراحل أهمية الثورة الإيرانية والتي وضعت في أولوياتها نصرة الشعوب المظلومة، وهل ظُلِم شعب في التاريخ ولا يزال كما ظلم أبناء شعبنا في فلسطين؟ منذ انتصار ثورتها ناصرت إيران فلسطين ووضعت كلّ الإمكانيات في سبيل توفير الدعم بأشكاله لفصائل المقاومة الفلسطينية ولا تزال. إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم تعترف، حتى يومنا هذا، بدولة الكيان الصهيوني وأول ما قامت به بعد نجاح ثورتها بقيادة الإمام الخميني رحمه الله، إنشاء سفارة لدولة فلسطين في طهران، ولا تزال حية بل محفورة في الذاكرة صورة مجموعة من الشبان يرفعون العلم الفلسطيني على مقر سفارة دولة الاحتلال في العاصمة الإيرانية بعد نجاح الثورة الإسلامية والإطاحة بحكم الشاه؛ ليصبح مبنى السفارة مقراً للتمثيل الدبلوماسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، حين زار الرئيس الراحل ياسر عرفات طهران على رأس وفد رسمي، وبارك ثورتها، وألقى خطاباً في المحتشدين أمام السفارة.
وإيماناً منه بعظمة هذه الثورة ووعيه بأهميتها، شارك النقاش في العمل الثوري الذي بدأته إيران من أجل تحرير فلسطين ونصرتها في مواجهة الكيان الصهيوني، هذا الوعي والثبات جعل من أنيس النقاش مناضلاً ثورياً أممياً وليس فقط عربياً أو لبنانياً أو فلسطينياً، حيث أنه لم يختزل نضاله في حدود جغرافية مرسومة.
الحوزة: كيف تنظرون إلى دوره في ساحة الصحوة للشعوب الإسلامية في المنطقة وغليان روح المقاومة والصمود في مواجهة الكيان الصهيوني؟
كان أنيس النقاش من دعاة تشكيل حلف قومي عربي إسلامي، ليس في الإطار الديني بل في الإطار القومي، لمواجهة خطر الكيان الصهيوني. أي بين التيارات الإسلامية التي تعتنق فكرة الجهاد من أجل تحرير الأرض وبين معتنقي الفكر القومي، وإن كان هذا الأمر صعباً بل مستحيلاً، خاصة مع صعود التيارات الجهادية السلفية المتناقضة الرؤى والأهداف والانتماءات، ودورها التخريبي والتمزيقي في ما جرى ولا يزال يجري في الدول العربية. في رأيه إنّ تحرير فلسطين من المحتل قد يكون نقطة التقاء بين كل هذه التيارات على اختلاف انتماءاتها ضمن مشروع قومي كبير، لكنه للأسف يصطدم بعوائق كبيرة سياسية وإيديولوجية خاصة أنّ التيارات الجهادية تلك محكومة بمعظمها بأجندات خارجية أنشأتها وغذّتها لتنفيذ مخطّطاتها المشبوهة. كلّ تلك التعقيدات لم تمنع النقاش من أن يحلم وأن يسعى إلى تحقيق هذا الهدف الكبير بتوحيد الجهاديتين (الجهاد القومي والجهاد الديني) ليترك السجال حول هذا الموضوع مفتوحاً ويرحل حاملاً فلسطين وهمّ تحريرها في وجدانه كما حملها طوال حياته مناضلاً ومناظراً ومفكراً.