وكالة أنباء الحوزة -وقال سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة: “خلق الرب الإنسان على فطرة الإباء والكرامة، ومنذ ولادته تسعى الضغوط المختلفة لإستلاب ذلك منه، وعليه أن يتحدى تلك المساعي المستمرة عبر التوكل على الله سبحانه، وعبر السير في منهاج الكرامة والإستقلال”.
وبيّن آية الله المدرسي أن أركان الإستقلال ثلاث:
الأول: الإستقلال الثقافي، الذي يتحقق بالثقافة النقية وهي ثقافة التوحيد، والتي بها يتحدى الفرد والأمة مساعي إستلاب الفرد والأمة حريتها وكرامتها، داعياً إلى أن يبحث المؤمن عن الثقافة النقية والتي لن يجدها إلا في التفقه في الدين والتدبر في القرآن الكريم والنصوص الروائية، ومعرفة القيم التي ترسم له منهج الحياة.
الثاني: الإستقلال الإقتصادي، فالأمة المستقلة في إقتصادها والمؤمّنة في غذائها ودوائها، أمةٌ عزيزة لا تخضع لاملاءات وضغوط الآخرين، مبيّناً أن تحقيق الإستقلال الإقتصادي يكون أولاً بترك الإتكّال على إيرادات النفط، ومن ثم بتطوير القطاع الزراعي والصناعي وتذليل العقبات القانونية دون تطويرها، وقيام الشعب _ولا سيما الخريجين من الجامعات_ بتأسيس مراكز بحوث ومشاريع إقتصادية تحرّك عجلة الإقتصاد الوطني.
الثالث: الإستقلال السياسي، والذي لا يكون إلا بإباء النفس وكرامتها، والهمة العالية وقوة الدفاع عن النفس، مبيّناً أن العالم اليوم مبنيٌ على قانون أخذ الحق لا إعطاءه، والذي لا يحترم فيه سوى القوي، ولا سبيل للدفاع عن هذه الحقوق وأخذها إلا عبر أن تكون الأمة أمةً قويةً وأبيّة.