وكالة أنباء الحوزة - وأضاف سماحته: ولكنّ تلك الحضارة إنحرفت في المراحل التالية حين أولت المادة إهتماماً بالغاً، وقدّمت معيار المال على كل شيء، حتى الإنسان ذاته، حيث لا يأبه رعاة هذه الحضارة بحياة الناس، إذا ما تعارضت مع ماكنة الإقتصاد، وتبدّلت قيمة الدفاع عن المظلوم إلى فكرة أمريكا أولاً، التي تحمل في طياتها كل معاني الإستكبار، والتي تعني أن يموت من يموت -حتى لو كان في داخل الولايات المتحدة- لتبقى الولايات المتحدة، وترسخّت ثقافة العنصرية بعد أن كانت المساواة هي القيمة المنشودة.
وأكّد سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة، على أن هذه الإنحرافات، لم تكن وليدة اليوم، بل ترجع إلى خمسة عقودٍ من الزمن، ولكن بات المسؤولون اليوم يصرّحون بها، وجعلت من الحضارة المادية، على هاوية الإنهيار، كما بيت العنكبوت.
ودعا آية الله المدرسي أصحاب القرار والمنظّرين في العالم، إلى العودة إلى قيم السماء، وأخذ العِبر العِبَر من هذه الأزمات لتصحيح الإنحرافات الحضارية.