وفقاً لما أفادته وكالة أنباء الحوزة فقد بين رئيس الحوزات العلمية في إيران آية الله علي رضا الأعرافي أن العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على العلماء والأكاديميين الإيرانيين، ماهي إلا استمراراً لسياسة التشدد والاضطهاد والقمع والاستبداد التي تعتمدها أمريكا وإدارتها الرجعية، وأن انتهاك القيم الإنسانية والفضائل الأخلاقية وانتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي وفرض العقوبات غيرالعادلة ضد المجتمع البشري والدول المستقلة والتيارات المقاومة والحركات الشعبية وحقوق الأفراد والمجتمعات البشرية تتصدر مظاهر هذه السياسة القمعية؛ مؤكداً أن الولايات المتحدة لم تكتفي بذلك بل راحت تتبع هذه السياسة حتى مع حلفاءها وشعبها، وقد تجلى ذلك بوضوح في مواقف وتصرفات دونالد ترامب القبيحة والمتهورة والإدارة الأمريكية الفاشلة الأخيرة أمام جائحة فيروس كورونا المستجد التي عانى منها العالم بأكمله، مشيراً إلى أن هذا الأمر لن ينتهي عند هذه الجائحة، فقد بات الفشل والضعف والتراجع لدى الإدارة الأمريكية يطال شتى الميادين الأدبية منها، والثقافية، والأخلاقية، والإدارية والتدابير الاجتماعية.
وتابع قائلاً: إن سياسة الاحتكار العلمي والتكنولوجي وتوسيع دائرة فرض العقوبات غير العادلة والظالمة بدء من العقوبات ووضع القيود على المواد الغذائية والدوائية والصحية للشعوب والمجتمعات وصولاً إلى العقوبات القمعية والشيطانية الجائرة ضد العلماء والمفكرين والتقنيين البارزين في الدول عامة وإيراننا الحبيبة خاصة يظهر أكثر فأكثر بشاعة وفظاعة سياسة أمريكا الرجعية.
ونوه آية الله الأعرافي إلى أن إيران تعد من الدول الرائدة في مجال النمو العلمي والتكنولوجي مؤكداً أن ماحققته الجمهورية الإسلامية من تطور على الصعيدين العلمي والتكنولوجي في مختلف المجالات جعل العدو يشهد به قبل الصديق، وأكثر ما أرخى عليه ظلال التطور هي المنجزات الدفاعية لاسيما الجوية والبحرية والفضائية؛ ولطالما استطاع علمائنا العباقرة والأذكياء في الجامعات، وقواتنا المسلحة والهيئات المسؤولة والمؤسسات الثورية، تخطي جميع العقوبات وتجاهلها، وتحويلها إلى فرصة لخدمة إيران ومستضعفي العالم وحضارة الإنسان المعاصرة، إلا أن القرار الأخير بفرض العقوبات على علمائنا ومفكرينا العظام - رغم أن عقوبات الاستكبار العالمي اليائسة والفاشلة لم تكن الأولى من نوعها فلطالما استهدفت حزمة عقوباتها المتجددة كبار الشخصيات العلمية والثقافية والدينية والحوزوية والأكاديمية - سيكون وصمة عار يسجلها التاريخ في صفحات الولايات المتحدة السوداء، مبيناً أنها لاقت تنديداً واستنكاراًعالمياً واسعً لاسيما من قبل الحوزات العلمية، والمؤسسات الحوزوية، وكبار رجال الدين والحوزات الذين أكدوا بشكل صارم على دعم العلماء والجامعات والمراكز العلمية والبحثية والمؤسسات الثورية والوقوف إلى جانبهم، داعين أحرار العالم والدول المستقلة ومؤسسات المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف صارم وثابت أمام هذه الحركات الاحتكارية والاستكبارية المتغطرسة والقمعية.
وأكد سماحته أننا سنشهد قريباً إن شاء الله نور هذه الحقيقة الساطع في العالم، أن هؤلاء الجهلة سيدركون قريباً أن لا أحد يستطيع فرض عقوبة على العلم والفن والنور والحق، استناداً لقول الله تعالى: " وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ".
وختاماً قال آية الله علي رضا الأعرافي سائلاً الباري عز وجل تحرير مظلومي العالم وسعادتهم، وعزة وكرامة الأمة الإسلامية، وانتصار محور المقاومة، وإشراق نور الحضارة الإسلامية والعزة للشعب الإيراني خاصة والمسلمين عامة، واستمرار التقدم الذي تحققه الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مختلف الأصعدة، والقضاء على فيروس الاستكبار العالمي وجائحة كورونا معاً، داعياً الله تعالى أن يرفع البلايا والنوازل والمصائب عن إيران والأمة الإسلامية والعالم أجمع.