وكالة أنباء الحوزة - في ذكرى توجه أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى صفين في الخامس من شوال سنة (36 هـ)
لا تزال فصول حياة هذا الصحابي الجليل والمجاهد العظيم المليئة بالجهاد والتضحية في سبيل الله بحاجة إلى الدراسة وتسليط الضوء على جوانب عظمته رغم كل ما كُتب عنه.
ولا ندعي أن هذا الموضوع سيختلف ــ تماماً ــ عمّا كُتب عنه، أو أنه يضيف إلى عظمة هذا الرجل الفذ، إنّما هو محاولة لتسليط الضوء عن بعض الحقائق التي تدور حول سيرته وجوانب حياته الجهادية والتي حاول المؤرخون إخفاءها بشتى السبل والتغاضي المتعمّد عنها تارة، والتلاعب بها وتشويهها تارة أخرى كونها لا تتعارض مع أهواء المؤرخين فحسب، بل تجرّم من آذى عماراً وغيره من الصحابة الكبار.
فالذي تجنب المؤرخون الحديث عنه في حياة عمار أنه كان من الذين ثبتوا على الحق في وقت حاد أكثرهم عنه، ومن الذين تمسكوا بالصراط القويم في الوقت الذي صغت قلوب غيره عنه، وزلّت بهم الأقدام. كما أن عماراً كان من أشد المعارضين للسلطات التي تولت الخلافة قبل أمير المؤمنين (عليه السلام) وخاصة الحكومة الثالثة التي مارست معه الأساليب البشعة وتحمل منها كثيرا من الأذى في سبيل مواقفه ودعوته للعمل بتعاليم الإسلام التي نبذتها السلطة.
ويكفي عمار فخراً أنه من أوائل المؤمنين بالنبي (صلى الله عليه وآله) ومن أقطاب شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) والمستشهدين بين يديه، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى آيات بمدحه وأثنى عليه رسول الله (ص) في أحاديث كثيرة، ورثاه أمير المؤمنين (ع) وبكى عليه، وترضّى عنه أئمة الهدى (ع) فذكره وشأنه مما لا يخفى.
إنه أحد الأركان الأربعة (والركن في اصطلاح المحدّثين هو: الصحابي الذي نافس جميع الصحابة في الفضل، والتمسّك بأهل البيت (عليهم السلام)، وواساهم ظاهراً وباطناً، ولم يوال أحداً من مخالفيهم) (1) والأركان هم: (الذين نافوا وفاقوا جميع الصحابة في الفضل والتمسك بأهل البيت والمواساة لهم ظاهرا وباطنا، أو الركن من لم يتق بل خالف القوم في مسألة الخلافة وتمسك بولاية أمير المؤمنين ظاهراً وباطناً سراً وجهراً) (2)
وهم الذين عاهدوا الله ورسوله وأمير المؤمنين فلم يغيروا بعد رسول الله، وكما قاتلوا وضحّوا من أجل إرساء قواعد الإسلام فقد صمموا على الدفاع عن نهجه القويم المتمثل بأمير المؤمنين وتابعوه على ذلك. وهم أبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود، وعمار بن ياسر
لقد آمن عمار بالله وبرسوله وتعرض في سبيل ذلك إلى ألوان العذاب من قبل طغاة الجاهلية وبقي صامداً على الإيمان ملازماً للنبي (ص) حتى وفاته (ص) ليبدأ بعدها مرحلة أخرى وهي الدفاع عن نهج النبي (ص) بالثبات على ولاء أمير المؤمنين (ع) والشهادة على ذلك حتى بشّره رسول الله بالفوز العظيم بقوله (ص):
أبشر يا أبا اليقظان، فإنك أخو علي في ديانته، ومن أفاضل أهل ولايته، ومن المقتولين في محبته، تقتلك الفئة الباغية وآخر زادك من الدنيا ضياح من لبن (3)
نسبه
نسب عمار هو عربي صميم ينتهي إلى قحطان فهو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس ــ وهو زيد ــ الذي تتفرع منه قبيلة عنس بن مالك ــ وهو مذحج ــ الذي تنتمي إليه القبيلة المشهورة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
وقد ساق هذا النسب كاملاً كل من: ابن حزم الأندلسي (4) والخطيب البغدادي (5) وابن سعد (6) واقتصر ابن أبي الحديد في ذكر نسبه إلى كنانة بن قيس (7) وابن حجر العسقلاني إلى زيد بن مالك (8) وابن عبد البر إلى أدد بن زيد (9) وعلي خان المدني (10) وابن الأثير إلى زيد بن يشجب (11) فعمار عربي قحطاني عنسي مذحجي باتفاق المؤرخين والنسابين وهو كذلك حليف بني مخزوم ...
أبوه
جاء ياسر ــ والد عمار ــ مع أخويه الحارث ومالك من اليمن إلى مكة للبحث عن أخيهم عبد الله، فرجع الحارث ومالك وبقي ياسر في مكة، ولأن أرستقراطية قريش وطغيانها لا ترحم الفقير والضعيف والمسكين فقد تحالف ياسر مع أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ليحميه إن تعرض له أحد القرشيين بأذى، وكانت سمية بنت خباط أمة ــ خادمة ــ لأبي حذيفة فزوجها من حليفه ياسر فأنجبت منه عماراً ...
إلى هنا يرافق المؤرخون الحقيقة ليتخلوا عنها في الجملة التي بعد ذلك حيث جاء قولهم: (فأعتق أبو حذيفة عماراً فمن ها هنا كان عمار مولى بني مخزوم وأبوه عربي لا يختلفون في ذلك) ! (12) لكن المسعودي يتردد في هذا القول ولا يجزم به ولا بما يخالفه فيقول: (وقد تنوزع في نسبه، فمن الناس من ألحقه ببني مخزوم، ومنهم من رأى أنه من حلفائهم، ومنهم من رأى غير ذلك) (13)
ولكن الحقيقة هي التي خالفها المؤرخون وتردد فيها المسعودي فلم يكن عمار عبداً لبني مخزوم لكي يعتقه أبو حذيفة بل كان حليفاً لهم، والذي يدحض قولهم هذا هو نسبه العربي الذي ذكروه هم فناقضوا أنفسهم، ونترك شرح ذلك للأستاذ قيس العطار حيث يقول:
(إن إعتاق أبي حذيفة لعمار مما لا وجه له، لأن عماراً لم يكن رقاً ولا كان أبوه رقاً، بل صرّحوا بأنه عربي صميم، ومجرد تزويج أبي حذيفة أمته سمية لياسر لا يجعل من أولاد ياسر عبيداً لأبي حذيفة، لأن العرب إنما تسترق بالأسر والسبي أو بشراء شخص ما وهو عبد للغير، وعمار لم يكن أحد هذه الأقسام...) (14)
ولا يخفى أن هذا القول هو دليل قاطع على أن عمار لم يكن عبداً لأبي حذيفة كما ادعى أغلب المؤرخين و(إنما) التي حصر فيها العطار الأمرين في الاسترقاق لا تشمل عماراً، ولا تخفى الغاية التي أرادوها من وراء ذلك وهي التقليل من شأن هذا الرجل العظيم الذي ظلِم في حياته من قبل الارستقراطية القرشية البغيضة وظلِم بعد مماته من قبل مؤرخيها.
وكلام العطار كافٍ لدحض هذا الادعاء فلا يمكن أن يسترق إنسان خارج ما ذكره بعد أن بين أنواع الاسترقاق بأداة الحصر (إنما)، كما يبين العطار سبب تحالف ياسر مع أبي حذيفة فيقول: (والذي يظهر لنا أن عمار شأنه شأن الضعفاء الذين ليس لهم عشائر بمكة تحميهم وتذود عنهم فحالف أبا حذيفة المخزومي...) (15)
ولادته
رغم أن المصادر لم تتطرق إلى سنة ولادته إلا أنه يمكن أن نستشف ذلك من خلال سنة استشهاده وعمره حينها فقد استشهد عمار في صفين عام (37 هـ) واختلف المؤرخون في عمره بين عامي (90 ــ 94) سنة ووفق ذلك فإن ولادته تكون ما بين عامي (53 ــ 57) قبل الهجرة.
عائلة الإيمان
كانت هذه العائلة الصغيرة الضعيفة من أكثر الناس إيماناً بالله وأصلبهم على الحق فما إن بعث النبي (ص) حتى كان أفرادها الثلاثة ياسر وسمية وعمار من أوائل المؤمنين بالدعوة الشريفة والسابقين لدخول الإسلام
لقد أشرق نور الإسلام على مكة ليمحق غياهب الجهل والجاهلية وليغمر القلوب النقية بالخير والسلام، وكانت هذه القلوب الثلاثة قد أفعمتها الدعوة المباركة فأعلنت إسلامها، بعد أن وجدت فيها الأمل الذي ينتصف للضعيف من القوي وينتصر للمظلوم على الظالم.
كان عمار من أوائل المسلمين (16)، وقصة إسلامه ــ باختصار ــ أنه لما سمع بخبر الدعوة الشريفة جاء إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم فأسلم، وقد سُمِّيت هذه الدار بـ (دار الإسلام) لأن من كان يريد اعتناق الإسلام يأتي إليها، وكان يقتضي من كل من يسلم كتمان إسلامه خوفاً من قريش، فلما أسلم عمار رجع إلى البيت وأخبر والديه فأسلما حالاً.
وسمعت قريش بإيمانهم بدعوة النبي (ص) فثارت ثائرتها، وكان أشد قريش عليهم عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي الذي كان يُكنّى بأبي الحكم، وهو من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم أذى لهم وقد لقبه الرسول بأبي جهل لعداوته للمسلمين فلم يطق أن يرى أن هؤلاء الضعفاء قد تحدّوا طغيان قريش وجبروتها ويؤمنوا بدعوة رسول الله (ص) ويظهروا إيمانهم ويجهروا به.
لقد أحسّ أبو جهل بأن كبرياء قريش قد خدشت وهو يرى أن الضعفاء في مكة قد آمنوا بدعوة محمد (ص)، فصبّ عليهم ألوان العذاب وشاركته قريش في تعذيبهم، فكانوا يلبسونهم دروع الحديد ويشدونهم بجذوع النخل تحت الشمس اللاهبة، فتصهر أجسامهم لكي يتركوا دين الله !!
لكن هذه القلوب التي مُلئت إيماناً كانت تستهين بكل هذا التعذيب الذي زادهم إيماناً على إيمانهم، وكلما زاد التعذيب وقسوة السياط على أجسامهم كلما علت أصواتهم بكلمة التوحيد !
وما أشد هذه الكلمة على قريش وعلى أبي جهل ؟
لا إله إلا الله، محمد رسول الله
هذه الكلمة التي حاربت جبروتهم وطغيانهم وتعنّتهم
الكلمة التي نكّست أصنامهم وأخضعت رؤوسهم فأفرغوا على هذه العائلة المستضعفة نقمتهم وساموهم أنواع العذاب الذي لا يقوى عليه بشر.
أم عمار سمية بنت خباط ... أول شهيدة في الإسلام
ولا يحتمل ياسر الشيخ الضعيف الذي أنهكته الحياة هذا التعذيب فتفيض روحه إلى بارئها راضية مرضية، ولكن العذاب يطول على سمية بعد أن مات زوجها، وكان يزداد صبرها وإيمانها كلما ازداد تعذيبها فتتلقى سياط قريش بجسدها النحيل فتجد البلسم في ذلك بشارة الرسول لها ولزوجها وابنها بالجنة (صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة) (17) فيزداد ثباتها ويقينها.
وكان أشد الناس تعذيباً لها ولزوجها وابنها عمار هو أبو جهل، ويبلغ سخط قريش أوجّه أمام هذا الثبات والصلابة ويجن جنون أبي جهل وقد آيس من ترك سمية دين الله والرجوع إلى عبادة الأصنام فيطعنها بحربة في قلبها كانت فيها نهايتها فتلفظ أنفاسها الأخيرة وكلمة الشهادة على شفتيها.
كانت أم عمار (رضوان الله عليها) أول امرأة تعرج روحها الطاهرة إلى بارئها متوشحة بنور الإسلام لترف في جنان الخلد وتحظى بما أوعدها ربها من النعيم الذي لا يفنى بعد أن لبت نداء الله، وتدرّعت بالعقيدة، وتسلّحت باليقين، فنالت الكرامة الأبدية بالفوز بالشهادة.
لقد مثلت الشهيدة وزوجة الشهيد وأم الشهيد سمية بنت خباط قمة معاني الصبر والإيمان حتى نالت وسام شرف أول شهيدة في الإسلام، وبلغت السفالة بأبي جهل وكفار قريش أن يقتلوا النساء الضعيفات وكان هذا الشيء هو منتهى الغباء والجبن والدناءة فكانت تلك وصمة لازمت أبا جهل في حياته وبعد مماته وسيبقى اسمه ملطخاً بالعار.
لقد انتقم الله من أبي جهل في الدنيا قبل الآخرة، فقد قُتل هذا الجبان في معركة بدر وبشّر رسول الله ابنها عماراً فقال له (ص): قتل الله قاتل أمك، (18) فانتصرت هذه العائلة رغم ضعفها على قريش رغم قوتهم وبطشهم وجبروتهم فنالت الخلود ولا يزال اسمها يبعث أسمى آيات الجلال في النفوس بعد أن لقنت قريشاً درساً في الإنسانية، فهذه العائلة الفقيرة الضعيفة لم تكن تملك من متاع الدنيا شيئاً مما تملكه قريش من الأموال الطائلة والجاه، ولكنها كانت تملك ما هو أنفس من ذلك بكثير كانت تملك قلباً مفعماً بالإيمان، وروحاً راسخة بالصبر واليقين وإرادة صلبة قادرة على الاستهانة بالموت، كانت تملك من الطهر ما تجسد في ابنها عمار الذي تربى في أحضانها، وكان استشهاد ياسر وعمار قبل الهجرة الشريفة بسبع سنوات.
يقول السيد محسن الأمين: (والظاهر أن قريشاً أرادت أن ترد بعذابها للمستضعفين ممن لا قوم لهم ولا عشائر في مكة ولا يملكون قوة ما... من الذين عرفت بإسلامهم إسلام عدد منهم تخويفاً وردعاً وعبرة للآخرين. وكان وقود هذا الرد والتعذيب الحديد الحار والنار، والأسواط ثم أرض مكة في وهج الظهيرة... وقد كثرت الروايات حول فنون عذاب المخزوميين لأسرة ياسر، ونجد إشارات متعددة في أغلب كتب التاريخ فقد ذكر اليعقوبي: كان المشركون يخرجون هذه الأسرة المؤمنة إذا حميت الظهيرة ويأخذون منهم مأخذاً عظيماً من البلاء، يعذبونهم برمضاء مكة واخذت قريشاً ياسراً وسمية وابنيهما عمار وعبد الله وبلالاً وخباباً وصهيباً فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ. ثم جاء إلى كل واحد منهم قومه بأنطاع الأدم فيها الماء فألقوهم فيها ثم حملوا بجوانبها وربطوا سمية بين بعيرين، وجاء أبو جهل يشتمها ويرفث ثم طعنها في قلبها وهي تأبى إلا الإسلام وقتلوا زوجها ياسراً فكانا أول شهيدين في الإسلام ويبلغ العذاب بعمار إلى درجة لا يدري ما يقول ولا يعي ما يتكلم وروي أنه قال للنبي (ص): لقد بلغ منا العذاب كل مبلغ. قال النبي ص صبراً أبا اليقظان. اللهم لا تعذب أحداً من آل عمار بالنار. ويقال أنه (ص) كان يمر بهم فيدعو بقوله صبراً يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة. اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت.
وقد لوحظت آثار النار واضحة على ظهر عمار حتى أواخر حياته.
ولم يطق جسد ياسر كل هذا التعذيب ففاضت روحه إلى بارئها لتسكن جنان الخلد) (19)
عمار في القرآن والحديث
نال عمار مع أبويه من التعذيب على يد قريش ما لا طاقة لإنسان على تحمله، وقد أجبرهم الكفار على البراءة من الإسلام والنيل من النبي فآثر ياسر وسمية الموت على الخروج من نور الإسلام والعودة إلى الجاهلية أو قول ما لا يليق بحق سيد النبيين فقتلا، وبقي عمار.. كان رسول الله (ص) في أشد الألم وهو يسمع ما يجري على عمار ووالديه فكان يدعو الله أن يخفف عنه فقال:
يا نار كوني برداً وسلاماً على عمار كما كنتِ برداً وسلاماً على إبراهيم.. (20)
شاهد عمار السياط والنار ووسائل التعذيب الأخرى تجري على جسد أبيه الضعيف وأمه العجوز حتى فاضت روحيهما ثم التفتوا إليه وعرضوا عليه كما عرضوا على أبويه فوافق وهو مكره تحت لهيب السياط فأطلقوا سراحه..
ووصل الخبر إلى رسول الله (ص) بأن عماراً كفر فقال (ص): إن عمارا ملئ أيماناً من قرنه إلى قدميه واختلط الإيمان بلحمه ودمه (21)
ثم قال (ص): صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة، ما تريدون من عمار ؟ عمار مع الحق والحق مع عمار، عمار جلدة بين عيني وأنفي تقتله الفئة الباغية (22)
وروي أن عمار جاء النبي فقال له النبي (ص): ما وراءك ؟ فقال عمار: (شر يا رسول الله، ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير، فقال النبي ص كيف تجد قلبك ؟ قال عمار مطمئناً بالإيمان، فقال النبي (ص) فإن عادوا فعد لهم بما قلت). ثم نزلت الآية الكريمة: (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (23) وقوله تعالى: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ)، نزلت في حق عمار (بإجماع المفسرين) (24)، يقول السيد محسن الأمين تعقيباً على سبب نزول هذه الآية: (نزلت الآية الكريمة في إقرار هذا اللون من الدعوة وإمضاء ما فعله عمار أمام أعدائه بقوله تعالى مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، وبموجب هذه الآية أقر مبدأ التقية في تشريع الاسلام، وأيد الرسول مثل هذا التظاهر باللسان) (25).
كما أكرمه الله بآيتين أخريين جزاء له على عميق إيمانه وهما قوله تعالى: (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (26) وقوله تعالى: (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما) نزل في حق عمار (27)
وإضافة إلى هذه الآيات الشريفة فقد جاءت عدة أحاديث شريفة دلت على عظيم إيمانه وسمو شأنه منها قوله (ص):
دم عمار ولحمه وعظمه حرام على النار (28)
ما لقريش ولعمار ؟ يدعوهم إلى الجنة ويدعوهم إلى النار قاتله وسالبه في النار (29)
من عادى عماراً عاداه الله ومن أبغض عماراً أبغضه الله (30)
إنك لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن (31)
ما خير عمار بين أمرين إلا اختار ارشدهما (32)
وجاء عمار يستأذن يوماً للدخول إلى رسول الله فسمع صوته فقال: ائذنوا له مرحبا بالطيب المطيب (33)
وذكر (ص) الفتنة فقيل له: إذا اختلف الناس فبم تأمرنا ؟ فقال (ص) عليكم بابن سمية فإنه لن يفارق الحق حتى يموت (34)
وقال (ص) اشتاقت الجنة إلى أربعة: علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر، وسمان الفارسي، والمقداد بن الأسود الكندي (35)
خصائصه
حاز عمار على منزلة عظيمة عند النبي (ص) وأهل البيت (ع)، وقد عُدّ من ضمن أخلص أصحاب أمير المؤمنين، وهو أحد الأركان الأربعة، وقد وصفته مصادر الشيعة بأنه من: (الحواريين)، و(التابعين)، و(الفقهاء)، و(السابقين)، و(ثقاة أمير المؤمنين) و(أصفيائه) و(شرطة الخميس)، وأخص هذه الصفات هي أنه أحد الأركان الأربعة، وقد فاق هؤلاء جميع الصحابة في الفضل والتمسك بأهل البيت والمواساة لهم ظاهراً وباطناً يسالمون من سالموا ويحاربون من حاربوا، والأحاديث والروايات في فضل عمار كثيرة وهي في كل كتب الشيعة، وهناك روايات طويلة لا يسع المجال لذكرها وسنكتفي بالإشارة إليها وذكر المصدر.
لقد تشرف عمار بسابقته إلى الإسلام وشهد بدراً (36) وقتل فيها خمسة من رؤوس الكفر وهم: الحارث بن زمعة، وأبا قيس بن الفاكه بن المغيرة (37)، وعلي بن أمية (38) والحارث بن الحضرمي (39) ويزيد بن تميم (40) وأسر أبا العاض بن نوفل بن عبد شمس (41)
كما شهد أحداً والخندق وكل المعارك التي خاضها رسول الله (ص)، وأبلى فيها بلاءً عظيماً، (42) وكان من المهاجرين الأولين إلى المدينة المنورة وممن صلوا إلى القبلتين (43) وهو أول من اتخذ من بيته مسجدا للمسلمين (44) وأول من بنى مسجداً في الإسلام (45) شارك بعد وفاة رسول الله في حرب المرتدين وقطعت أذنه في اليمامة (46) ووقف في طليعة المعارضين لحكومة السقيفة (47) والشورى (48) وكما كان من السابقين إلى الإسلام فقد كان من السابقين للوقوف ضد جبهة الباطل واللحاق بجبهة الحق المتمثلة بأمير المؤمنين فكان من الرجال الذين كانوا في بيته (ع) حين الهجوم عليه، (49) وشارك مع قلة نادرة من الصحابة الأوفياء في دفن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) (50) وكان من أشد المعارضين لحكومة عثمان وقد دفع ضريبة ولائه لأمير المؤمنين ووقوفه إلى جانبه في الشورى بتلقيه كثيراً من الأذى، ورافق أمير المؤمنين مع ولديه الحسن والحسين في توديع أبي ذر الغفاري عندما نُفي إلى الربذة وبقي على ولائه الخالص وعقيدته الرصينة حتى استشهاده.
بعد النبي (ص)
أخذ عمار على عاتقه مسؤولية مواصلة مسيرة الإسلام والسير على النهج الذي أوصى به رسول الله وهو اتباع وصيه علي بن أبي طالب (ع) فبقي وفياً لبيعته وتابعه في سلمه وحربه وهو الآن في مهمة كبيرة ومسؤولية عظيمة بعد أن استقر الإسلام، وهي مهمة الدفاع عنه ضد المنافقين وهي لا تقل عن مهمتهم العظيمة في نشر الإسلام إن لم نقل أعظم منها..
وقف عمار مع الثلة القليلة النادرة إلى جانب أمير المؤمنين موقفاً شهد له التاريخ حيث اعترضوا على مؤامرة السقيفة التي عقدها المنافقون لسلب الخلافة من صاحبها الشرعي وكانت له كلمة حق خالدة أطلقها بوجوه الظالمين حيث قال:
(يا معاشر قريش إن كنتم علمتم وإلا فاعلموا إن أهل بيت نبيكم أولى وأحق بإرثه، وأقوم بأمور الدين، وآمن على المؤمنين وأحفظ لملته وأنصح لأمته فمروا صاحبكم ليرد الحق إلى أهله قبل أن يضطرب حبلكم ويضعف أمركم ويظهر شتاتكم فقد علمتم أن بني هاشم أولى بهذا الأمر منكم وعلي من بينهم وليكم بعهد الله ورسوله فمالكم تحيدون عنه وتغيرون على حقه وتؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة بئس للظالمين بدلا أعطوه ما جعله الله له ولا تولوا عنه مدبرين ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين) (51)
كما سجل موقفاً ثانياً مشابهاً يوم الشورى باعتراضه على البيعة الجائرة فقال: (يا معشر قريش إلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم أتحولونه هاهنا مرة وهاهنا مرة ما أنا آمن أن ينزعه الله منكم ويضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله)
وكان له حديث مع رجال قريش حاججهم فيه بحديث رسول الله يوم الغدير من كنت مولاه فعلي مولاه ولكن القوم أغواهم الشيطان فاتبعوه (وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) (52)
فعدم اتباع علي والشك فيه هو خروج من الإسلام كما يقول عمار لأبي موسى الأشعري عندما أرسله أمير المؤمنين إلى الكوفة حيث قال له: (يا أبا موسى ما الذي أخرك عن أمير المؤمنين فو الله لئن شككت فيه لتخرجن من الإسلام) (53)
لقد ملأ حب علي قلب عمار فتابعه ولازمه في حربه وسلمه فلم يهن ولم ينكل رغم كل الظروف الصعبة التي واجهها حتى مضى شهيداً على هذا الحب والولاء وفي حديثه مع من لامه على شدة تمسكه بأمير المؤمنين (عليه السلام) نستشف مدى هذا الحب والولاء حيث قال: إني والله اخترت لنفسي في أصحاب رسول الله فرأيت أن عليا أقرأهم لكتاب الله وأعلمهم بتأويله وأشدهم تعظيماً لحرمته وأعرفهم بالسنة مع قرابته من رسول الله وعظم غنائه وبلائه في الإسلام (54)
لقد استوعب عمار وصايا النبي في علي واستيقنها فلم يغير ولم يبدل وبقيت أصداء تلك الوصايا في ذهنه وقلبه وجوانحه
يا عمار ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فاتبع عليا وحزبه فإنه مع الحق والحق معه (55)
يا عمار إنك ستقاتل بعدي مع علي صنفين الناكثين والقاسطين ثم تقتلك الفئة الباغية (56)
يا عمار لو سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا فاسلك وادي علي وخل عن الناس إن عليا لا يردك عن هدى ولا يدلك على ردي. يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله. (57)
فكان عمار يقول لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر ــ أي البحرين ــ لعلمنا أنا على الحق (58)
رافق عمار أمير المؤمنين في حربيه الجمل وصفين وكان من أبطالها وأقطابها وله فيها صولات وجولات وأراجيز كما كانت له أشعار أثبتت مواقفه البطولية والجهادية فعندما انتهت مهزلة الشورى بإبعاد أمير المؤمنين عن الخلافة كان لعمار خطب وكلمات وأشعار تدين هذه المهزلة منها قوله:
يا ناعِيَ الإسلامِ قمْ وانعهِ *** قد مـاتَ عُـرفٌ وأتى منكرُ
ما لقريشٍ لا على كعبُها *** من قدّموا اليومَ، ومن أخَّروا
مثلُ عليٍّ من خفيْ أمرُه *** عـلـيـهـمُ، والـشـمسُ لا تسترُ
ولـيـسَ يُــطــوى عــلــمٌ بـاهرٌ *** سـامٍ يـدُ اللهِ لـه تـنـشـرُ
حتى يزيلوا صدع ملمومةٍ *والصدعُ في الصخرةِ لا يجبرُ
كبشُ قريشٍ في وغا حـربِها *** فـاروقُـها صدّيقُها الأكبرُ
وكاشـفُ الكربِ إذا خطبه *** أعـيا على واردِها المصدرُ
كبّـرَ للهِ وصـلـى ومـا *** صـلـى ذوو الـعـيـبِ ولا كـبَّروا
تدبيرهم أدى إلى ما أتوا *** تبّاً لهم يا بئسَ ما دبَّروا (59)
فعمار كان بوصلة اليقين التي يستهدي بها السائل ويستدل بها الحائر، فعندما دخل أبو زينب بن عوف على أمير المؤمنين وكان شاكّاً في قتال معاوية فأشار إليه (ع) بعمار أن يسأله فلما جاء إلى عمار قال له: لثبت أبا زينب ولا تشك في الأحزاب عدو الله ورسوله ثم قال: سيروا إلى قتال أهل الشام العماة الطغام سيروا إلى أولياء الشيطان وأعداء السنة والقرآن ثم قال:
سيروا إلى الأحزابِ أعداءِ النبي
سيـروا فـخـيـرُ الناسِ أتباعُ علي
هذا أوان طـاب فـيـه الـمـشـرفي
وقودنا الخيل وهز السمهري (60)
كما شهدت له ساحات صفين بوقائع عظيمة زلزل فيها معسكر معاوية وارتفع صدى أراجيزه في ذلك اليوم:
نحنُ ضربناكمْ على تنزيلِه
فاليوم نضربكمْ على تأويلِه
ضرباً يزيلُ الهامَ عن مقيلِه
ويذهلُ الـخـلـيـلَ عن خليلِه
أو يرجعُ الحقَّ إلى سـبـيله
يا رب إني مؤمن بقيلِه (61)
استشهاده
كان ذلك اليوم عظيماً عند الله وشديداً على أمير المؤمنين (ع) حينما تحققت نبوءة رسول الله (ص) ففقد فيه (عليه السلام) أوفى أصحابه وأخلص أودائه، كان قد اشتد القتال في صفين فطلب عمار من أمير المؤمنين الخروج للقتال فلم يأذن له وبعد قليل كرر طلبه ثانياً فلم يختلف الجواب وعندما طلب منه الخروج للمرة الثالثة بكى أمير المؤمنين !! (62)
ما أصعبها من لحظات على قلبه (ع) وهو على وشك أن يفقد رفيق العمر وبكى عمار لبكاء أمير المؤمنين وهو يقول له: إنه اليوم الذي وصفه لي رسول الله فنزل علي عن بغلته وتعانق الخليلان واختلطت دموعهما وودعه علي بكلمات كانت آخر ما سمعه عمار منه: (يا أبا اليقظان جزاك الله عن الله وعن نبيك خيرا فنعم الأخ كنت ونعم الصاحب كنت) وودعه عمار وبكى ثم قال: والله يا أمير المؤمنين ما تبعتك إلا ببصيرة فإني سمعت رسول الله ص يقول يوم حنين: يا عمار ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فاتبع عليا وحزبه فإنه مع الحق والحق معه وستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين.
فجزاك الله يا أمير المؤمنين عن الاسلام أفضل الجزاء فلقد أديت وبلغت ونصحت
ثم ركب وركب أمير المؤمنين عليه السلام ثم برز إلى القتال.
وكان يوما شديد الحر فطلب ماء فقيل له : ليس معنا ماء فقدم إليه رجل لبنا فشربه ثم قال: هكذا عهد إلي رسول الله (ص) أن يكون آخر زادي من الدنيا شربة من لبن (63)
إذن فهي الخاتمة يا عمار يا خليل رسول الله وأمير المؤمنين إنه اللقاء بحبيبك محمد وحزبه الأخيار من أخوتك الصالحين
اليوم ألقى الأحبة محمد وحزبه (64)
الآن بعد هذا الجهاد الطويل والسنين الصعبة والكفاح الدامي الذي خضته في سبيل إعلاء كلمة الله وقد استجاب الله دعاءك
صدقَ اللهُ وهوَ للصدقِ أهلٌ *** وتعالى ربّي وكانَ جليلا
ربِّ عجِّلْ شهادةً ليَ بقتلٍ *** فـي الذي أحبّ قتلاً جميلا
مـقـبـلاً غـيـر مـدبـرٍ إنّ للـقـتـلِ عـلـى كـلِّ مـيتةٍ تفضيلا
إنهم عند ربِّهم في جنانٍ ** يشربون الرحيق والسلسبيلا
من شراب الأبرار خالطه المسك وكأسا مزاجها زنجبيلا (65)
إنها الخاتمة التي كللت رأسك بالشهادة لقد أغمِضت العينان اللتان سلبتهما الدنيا بريق الدمع واستراح الجسد الذي تلوى تحت سياط قريش وسكنت اليد التي طالما فللت السيوف في رقاب الكفار والمنافقين وهدأت الروح التي نبضت بالحق ودافعت عن الحق ومضت على الحق
وجلس علي عند جسده المدمى واحتضن رأسه وقال:
ألا أيها الموت الذي ليس تاركي *** أرحني فقد أفنيتَ كلَّ خليلِ
أراكَ بـصـيـراً بـالـذيـنَ أحـبـهـم *** كـأنّـكَ تـنـحو نحوهمْ بدليلِ
ومسح (ع) الدم والتراب عن وجهه وقال:
وما ظبية تسبي القلوبَ بطرفها *** إذا التفتتْ خِلنا بأجفانِها سحرا
بأحسن منه كلّل السيفُ وجهَه *دماً في سبيل الله حتى قضى صبرا (66)
أجل هكذا كان يرى علي عمارا الطيب المطيب ثم أبّنه بقوله: إنا لله وإنا إليه راجعون إن امرءاً لم تدخل عليه مصيبة في قتل عمار فما هو من الإسلام في شيء .. رحم الله عماراً يوم يبعث ورحم الله عماراً يوم يُسأل .. إن عماراً قد وُجبت له الجنة في غير موطن ولا موطنين ولا ثلاث فهنيئاً له الجنة فقد قتل مع الحق والحق معه، ولقد كان الحق يدور معه حيث ما دار فقاتلُ عمار وسالب عمار وشاتم عمار في النار. (67)
انتهت فصول النضال لهذا المجاهد العظيم بعد أن صلى عليه علي (ع) ودفنه بثيابه ولم يغسله بعد أن غسلته الشهادة، وبقي الحزن يلهب قلب علي وهو يتذكر عماراً مع أصحابه الأوفياء الذين مضوا على ما مضى عليه فيقول:
أين أخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق ؟ أين عمار ؟ وأين ابن التيهان ، وأين ذو الشهادتين ؟ وأين نظراؤهم من أخوانهم الذين تعاقدوا على المنية وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة
ويطول أنينه وبكاؤه فيقول: أوّه على أخواني الذين تلو الكتاب فأحكموه وتدبروا الفرض فأقاموه أحيوا السنة وأماتوا البدعة دعوا للجهاد فأجابوا ووثقوا بالقائد فاتبعوه (68)
محمد طاهر الصفار
...........................................................................
الهوامش
1 ــ تنقيح المقال في علم الرجال للمامقاني ج 1 ص 197
2 ــ نفس المصدر والصفحة
3 ــ سفينة البحار للشيخ عباس القمي ج 2 ص 76
4 ــ جمهرة أنساب العرب ص 329 ــ 405
5 ــ تاريخ بغداد ج 1 ص 150
6 ــ الطبقات الكبرى ج 4 ص 136
7 ــ شرح نهج البلاغة ج 10 ص 102
8 ــ الإصابة ج 2 ص 512
9 ــ الاستيعاب ج 3 ص 675
10 ــ الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص 255
11 ــ أسد الغابة ج 1 ص 43
12 ــ الاستيعاب ج 2 ص 476 ــ 477 / أسد الغابة ج 1 ص 43 ــ 44 / أنساب الأشراف ج 1 ص 178
13 ــ مروج الذهب ج 2 ص 391
14 ــ ديوان عمار بن ياسر ص 8
15 ــ نفس المصدر ص 9
16 ــ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 1 ص 139 / أعيان الشيعة ج 8 ص 372 / الاستيعاب، ج 4 ص 1589 / الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 2 ص 67.
17 ــ المستدرك للحاكم رقم الحديث (5646) / المعجم الكبير للطبراني رقم الحديث (20790) / شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٢٠ ص ٣٦
18 ــ الطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 207 / الإصابة ج 8 ص 190.
19 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ٣٧٢
20 ــ سير أعلام النبلاء للذهبي ج 1 ص 406 رجال الكشي ج 1 ص 149
21 ــ حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني ج 1 ص 139 / تفسير الزمخشري ج 2 ص 176 / تفسير البيضاوي ج 1 ص 683 / الدرجات الرفيعة ص 258
22 ــ سيرة ابن هشام ج 2 ص 115 / العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي ج 2 ص 289، شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 274 / رجال الكشي ج 1 ص 127 ــ 129
23 ــ سورة النحل الآية 106
24 ــ الاستيعاب ج 2 ص 477
25 ــ أعيان الشيعة ج ٨ ص ٣٧٣
26 ــ الأنعام 122
27ــ تفسير ابن كثير ج 2 ص 172 / تفسير السيوطي ج 3 ص 43 / رجال الكشي ج 1 ص 127
28 ــ الدرجات الرفيعة للصفار ص 257 / مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 295 / كنز العمال ج 6 ص 184 ــ ج 7 ص 75.
29 ــ شرح نهج البلاغة ج 10 ص 103 سيرة ابن هشام ج 2 ص 115
30 ــ الإصابة ج 2 ص 512 / رجال الكشي ج 1 ص 150
31 ــ الطبقات الكبرى ج 3 ص 180
32 ــ الدرجات الرفيعة ص 260 شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 274
33 ــ شرح النهج ج 1 ص 104 / حلية الأولياء ج 1 ص 139
34 ــ الاستيعاب ج 2 ص 480 / الإصابة ج 2 ص 512
35 ــ الخصال للصدوق ص 303
36 ــ الاستيعاب ج 2 ص 46
37 ــ سيرة ابن هشام ج 2 ص 709 ــ 711
38 ــ المغازي للواقدي ج 1 ص 84 ــ 151 / سيرة ابن هشام ج 2 ص 713
39 ــ مغازي الواقدي ج 1 ص 147
40 ــ مغازي الواقدي ج 1 ص 150
41 ــ مغازي الواقدي ج 1 ص 139
42 ــ شرح النهج ج 10 ص 103 / تاريخ بغداد ج 1 ص 150 / أنساب الأشراف ج 1 ص 185
43 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 373
44 ــ الطبقات الكبرى ج 3 ص 250
45 ــ أسد الغابة ج 4 ص 46 / قاموس الرجال ج 8 ص 40
46 ــ كتاب الردة الواقدي ص 189
47 ــ الدرجات الرفيعة ص 262 / الكامل في التاريخ ج 3 ص 155
48 ــ شرح النهج ج 9 ص 52 / العقد الفريد ج 5 ص 31
49 ــ اختيار معرفة الرجال للطوسي ج 1 ص 34 / سليم بن قيس ج 2 ص 865
50 ــ سليم بن قيس ج 2 ص 870 / رجال الكشي ج 1 ص 34
51 ــ الاحتجاج ص 78
52 ــ السقيفة وفدك للجوهري ص 90
53 ــ أمالي الطوسي ص 181
54 ــ الدرجات الرفيعة ص 276
55 ــ بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج ٣٦ ص ٣٢٧
56 ــ نفس المصدر والصفحة
57 ــ نفس المصدر ج ٣٣ ص ١٧
58 ــ الخصال للصدوق ص 276
59 ــ بيت الأحزان للشيخ عباس القمي ص 66 ــ ٦٧
60 ــ صفين لنصر بن مزاحم ص 101
61 ــ الاختصاص للمفيد ص 14
62 ــ رجال الكشي ج 1 ص 126
63 ــ بحار الأنوار ج ٣٣ ص ١٩
64 ــ الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري ج 1 ص 146
65 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 373
66 ــ الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد على خان المدني ص ٢٨٢
67 ــ الفتوح ج 2 ص 157
68 ــ نهج البلاغة ج 2 ص 264 الخطبة 182