۲۸ فروردین ۱۴۰۳ |۷ شوال ۱۴۴۵ | Apr 16, 2024
الدرس القرآني الخامس والعشرون

وكالة الحوزة - لا ينبغي التغاضي عن الثواب الإلهي. الشؤون الدنيويّة تمثّل جانباً من القضيّة. "وما عند الله خيرٌ وأبقى". فلتعلموا أنّكم في كلّ لحظة تتألّمون فيها، وتراقبون، وتبذلون جهداً، فإنّ الكرام الكاتبين يسجّلون ذلك، يتمّ تدوين ذلك في صحيفة أعمالكم وعندما تكونون في أشدّ الحاجة إليه، يحضر ذلك العمل الصالح أمامكم ويمدّكم بالعون. العاقبة الحسنة من نصيب أولئك الذين ساروا في الدرب على هذا المنوال.

وكالة أنباء الحوزة - ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي خلال أيّام شهر رمضان المبارك بشكل يومي مجموعة من الدروس القرآنية للإمام الخامنئي التي فسّرها سماحته وشرحها ضمن خطاباته. وقد تمّ إعداد هذه الدّروس تحت عنوان "ربيع القرآن" بشكل تراتبيّ من الجزء الأوّل حتّى الجزء الثلاثين من القرآن الكريم حيث سوف يُنشر في كلّ يومٍ من أيّام الشهر الفضيل درسٌ من هذه الدروس على الموقع الرّسمي وحسابات شبكات التواصل الاجتماعي.

فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
سورة الشوری المباركة  ﴿٣٦﴾

جميعنا في طور فقدان مدّخراتنا
كل ما تمتلكونه من مكتسبات دنيوية إنما هو متاع حياة قصيرة تنقضي فـي طرفة عين. ليست حياةً باقية. إن هذا المتاع ليس أموالاً فقط. هذه الفرص، هذه المسؤوليات، هذه المراتب والمواقع التي تتوفر لي ولكم، هي كذلك أيضاً من زاوية ارتباطها بأشخاصنا. ونيابة المجلس هي أيضاً من هذه الأشياء «وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» - إذا كان الله هو الهدف في هذا الأمر، حينذاك  «مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ»(١).
إذا كان هدفنا من نيابة المجلس ومن المسؤوليات الحكومية ومن التربع على المناصب والمواقع المختلفة ـ من المكان الذي تشغلونه إلى المكان الذي أشغله أنا، إلى المكان الذي تشغله الحكومة، إلى الأماكن التي يشغلها مختلف المسؤولين في شتى المستويات ـ هذا الشأن الظاهري وهذه الامتيازات الظاهرية (وهي فارغة، ولا شيء فـي داخلها، وتبدو ميزة ومتاعاً في ظاهرها، إلاّ أنها ليست متاعاً حقيقياً) فلا شكَّ أننا قد خُدعنا، لأننا نمنح شيئاً مقابل ما نأخذه. إنكم طوال فترات أعماركم لا تأخذون شيئاً من جانب واحد، تأخذون شيئاً وتعطون شيئاً. ما نأخذه هو هذه الأشياء التي نحصل عليها طوال حياتنا ـ من علم، وأمور معنوية، ومال، ومنصب، ومكانة في أعين الناس، وشعبية وغير ذلك ـ أما الذي نعطيه فأهم من كل هذا وهو أعمارنا وحياتنا؛ «إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ».(۲) إننا نمنح مقابل كل مكتسباتنا شيئاً ما على نحو مستمر وبلا توقف ، وهو زمن الفرصة والمهلة الممنوحة لنا فـي هذه الحياة. هذا ما يكاد ينتهي. (۳) هذا هو معنى الخسر. معناه احتراق رأس المال وذهابه وضياعه. نحن جميعاً وفي كل لحظة إنما نخسر رساميلنا. ما هو رأس المال؟ إنه العمر. في كل لحظة نخسر أنا وأنتم هذا الرصيد. لقد خسرنا اليوم قياساً إلى الأمس جزءاً آخر من رأس مالنا. كل لحظات هذا العمر الذي يستمر عدة عقود مثلاً إنما هي فترة احتراق لهذه الشمعة. فترة اضمحلال رأس المال هذا. (٤)  الرصيد الأساسي ينقص ذرةً ذرةً، كالثلج الذي يمسكه الإنسان بيده ويذوب. علينا تحويل هذا الرصيد إلى ذخيرة. إنكم تقولون فـي مضمار القضايا الاقتصادية العامة للبلاد أن النفط المستخرج رصيد وطنـي ويجب أن لا ننفقه على المعيشة اليومية، بل ينبغي تحويله إلى رأس مال دائم 
نظير هذه الحالة تماماً تنطبق علي وعليكم . نحن نعطي رصيداً لا يتجدد هو العمر، وعلينا أن نأخذ مقابله رصيداً يبقى لنا.

كلّ ما يلقاه السّالك في سيره وسلوكه خيرٌ له
هذا الجاه والجلال، هذه الشعبية، هذا الموقع السياسي، وهذا المال لا يبقى للإنسان. الذي يبقى هو «ما عند الله»، إنه "خير وأبقى"، هذا هو الذي يبقى، وهذا ما ينبغي أن يكون الغاية من النيابة. فـي هذه الحالة لن تصيبكم خسارة، سواء بقيت شعبيتكم فـي أعين الناس أو لم تبق، وسواء انتُخبتم فـي الدورة التالية أم لا، وسواء ألقيت فـي هذه الدورة على عواتقكم أعباء كبيرة أو لا، كل ما يحدث سيكون خيراً «كلّ ما يلقاه السّالك في سيره وسلوكه خيرٌ له». كل ما سيحدث سيكون خيراً لكم، لماذا؟ لأنكم تمارسون صفقة وتجارة مربحة. إذا أردتم العمل لله، فليكن قيامكم، وقعودكم، وتوقيعكم، وخطاباتكم، ومصادقاتكم، ورفضكم من أجل أداء التكليف. ولأن كلّ هذه الأمور هدفها هو النهوض بالتكليف فإنّها سوف تسجل فـي الديوان الإلهي ﴿لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا﴾. إنهم يحصون كل شيء، حتى الأشياء التـي ننساها نحن. حين نكون في منتهى الحاجة سيعيدونها إلينا بكل أرباحها وفوائدها، لذلك لن نكون قد خسرنا. وكل ما نفعله غير هذا سيكون معناه أننا خُدعنا. (٥)

لا ينبغي التغاضي عن الثواب الإلهي. الشؤون الدنيويّة تمثّل جانباً من القضيّة.  "وما عند الله خيرٌ وأبقى“. فلتعلموا أنّكم في كلّ لحظة تتألّمون فيها، وتراقبون، وتبذلون جهداً، فإنّ الكرام الكاتبين يسجّلون ذلك، يتمّ تدوين ذلك في صحيفة أعمالكم وعندما تكونون في أشدّ الحاجة إليه، يحضر ذلك العمل الصالح أمامكم ويمدّكم بالعون. العاقبة الحسنة من نصيب أولئك الذين ساروا في الدرب على هذا المنوال.(٦)

الهوامش:
۱) سورة الشورى؛ الآية ٣٦
۲) سورة العصر؛ الآية ٢ 
٣) كلمته في لقاء مع نواب مجلس الشورى الإسلامي ١٦/٦/٢٠٠٤
٤) كلمته في لقاء نواب مجلس الشورى الإسلامي ٢٤/٦/٢٠٠٩
٥) كلمته في لقاء مع نواب مجلس الشورى الإسلامي ١٦/٦/٢٠٠٤
٦) ١٦/٧/١٩٩٧

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .