وكالة أنباء الحوزة - فكان أوّل عملٍ قام به النبيّ(صلّى الله عليه وآله) بعد بناء المسجد تشريع نظام المؤاخاة، وهي رابطةٌ تجمع بين المهاجريّ والأنصاريّ، تقوم على أساس العقيدة، وتوثّق مشاعر الحبّ والمودّة، والنصرة والحماية، والمواساة بالمال والمتاع، فكانت تلك الرابطة الوثيقة هي المؤاخاة، فآخى مرّةً بين المهاجرين قبل الهجرة على الحقّ والمواساة حينما كان في مكّة المكرّمة، وأُخرى آخى بين المهاجرين والأنصار على الحقّ والمواساة بعد هجرته إلى المدينة المنوّرة.
وفي روايةٍ لمّا آخى رسولُ الله(صلّى الله عليه وآله) بين أصحابه جاء عليٌّ (عليه السلام) تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخِ بيني وبين أحد؟! فقال له رسول الله(صلّى الله عليه وآله): أنت أخي في الدنيا والآخرة. وفي ذلك يقول أبو تمام:
أخوه إذا عُدّ الفَخارُ وصِهْرُه * فما مثلُه أخٌ ولا مثلُه صِهرُ
لقد كان مشروعُ المؤاخاة الذي دعا إليه الرسولُ(صلّى الله عليه وآله) من أقوى السياسات الإسلاميّة التي حثّ عليها القرآن الكريم، فقد ورد فيه بصيغة الحصر قولُه تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُوْنَ إِخْوَةٌ).