وکالة أنباء الحوزة ـــ زار رئيس مجمّع تشخيص مصلحة النظام في الجمهوريّة الإسلاميّة، آية الله الشيخ صادق الآملي اللاريجاني سماحة السيّد محمّد مُرتضى، مُعزيًّا برحيل والده سماحة آية الله المُحقّق السيّد جعفر مٌرتضى العامليّ.
تحدّث سماحة الشيخ اللاريجاني بإسهاب عن السيرة العلميّة لسماحة المُحقّق العامليّ، ومكانته، ومناقبيّته الشخصيّة والعلميّة والإجتماعيّة.
وقال سماحته: إنّ جميع الحوزات العلميّة قد حُرمت من وجود سماحته الشريف، ومن حضوره المبارك المنيف.
وأضاف انّه، شخصيًّا، استفاد من سماحة السيّد الراحل، إذ عايشه فترة أشهُرٍ، في منزل واحد، في مدينة مشهد المقدّسة، التي كان يقصدها العلّامة الفقيد في بعض أشهُر الصيف، قبل حوالي 35 سنة، بدلًا من الذهاب إلى موطنه لبنان، متفرّغًا للزيارة، والكتابة والتأليف.
وتكلّم سماحة الشيخ على تلك الفترة، وما رافقها، بشوقٍ وحنينٍ وإعجاب، مشيرًا بشكل خاصٍّ إلى الدقّة، والمتانة، والجلد، والإيجابية في طرح المسائل العلميّة، بحيث أنّ السيّد رجع في إحدى المرّات إلى مدينة قمّ المُشَرّفة ليحمل الكتب بسيارته، ويعود ليجيبَ على أسئلة الشيخ بالدليل الدقيق والبيان الرقيق.
وأضاف قائلًا: إنّ تألیف هذا المقدار من التأليفات، لهو، بحقّ، دليلٌ واضحٌ على النشاط الكبير، والحيويّة التي كان يتمتّع بها سماحة السيّد رضوان الله تعالى عليه، ولعلّه لا يوجدُ عندنا، أو قَلَّ، في هذه الأزمنة الأخيرة، عالمٌ موسوعيٌّ يتّسم بالعمق مثله، فهو إضافةً إلى كونه مؤرّخاً، كان فقيهًا مُستنبطًا، وأصوليًّا عميقًا، ومُفسّرًا دقيقًا، ومتكلّمًا بارعًا، وأديبًا وشاعرًا مفطورًا.....
ثمّ استفسر عن آخر ما أنجزه سماحته، قدّس سرّه، من كتب وتأليفات، في الجانب الاعتقاديّ، مُعتبرًا أنّه لولا اجابات السيّد، رحمه الله، وأمثاله من العلماء المشتغلين بالتاريخ، لبقيت الكثير من الشبهات عالقةً في أذهان الناس.
ونوّه بالحافظة القويّة للراحل الكبير، المشفوعة بذوق علميٍّ معتدل، مُشيدًا بدوره البنّاء في مختلف الأمور، مُعربًا عن أمله في إكمال طريق السيّد ونهجه، مبديًا إعجابه بانجازات مؤسّسة الترجمة، مُعبّرًا عن تعجّبه، وبالغ أسفه، لما تتعرّض له مؤلّفاته من تشويهات في سياق بعض الترجمات اللامسؤولة، واصفًا ذلك بالتحريف، داعيًا الى اتخاذ الموقف المناسب في هذا المجال.
وأكّد سماحة الشيخ اللاريجاني على وجوب نشر كتب سماحة العلّامة السيّد جعفر مُرتضى العامليّ في أعلى مستوى من الجودة، وعلى أشمل صعيد، مُقترحًا، في هذا السياق، الذهاب إلى النشر الإلكتروني، سواء من خلال تحويل الكتب الى أقراص الكترونيّة مُدمجة، أو من خلال النشر المُتقن على الشبكة العنكبوتيّة.