۱ آذر ۱۴۰۳ |۱۹ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 21, 2024
رمز الخبر: 359287
١٢ نوفمبر ٢٠١٩ - ١٨:٠٦
حرم الإمام الحسين (ع)

وكالة أنباء الحوزة ــ قصيدة شعرية إلى الإمام الحسين (عليه السلام).

مدينةُ مقتوليـــــــــــنَ طاحـوا ، فأعشبوا   ***   مبالغةً عن آخرِ المــــــــــــــــاءِ تُكتبُ

وسنُّوا على أسمـــــــــــائِهـم من سمائِهم   ***   شريعةَ أنَّ المــــــــــــوتَ لا بدَّ يُشطَـبُ

أداروا رحى الأرواحِ ، ليـستْ جسومُهمْ   ***   سِوى الريـــــــــحِ ، ذرّوها ولم يتهيـبوا

وخطوا على الأنهــــــــارِ سِفْرَ انتسابِها   ***   إليهمْ ، إذاما السيـــــــــف للسيف يُنـسَبُ

وقالوا : ومعنى كربـــــــــلاء ، سندَّعي   ***   بأنَّ جميـــــــــــــعَ الأرضِ منّا ستـعجبُ

وتشربُ من أحلامنا ما يُجيــــــــــــرُها   ***   من الليلِ لو أدماهُ ظُفْرٌ ومــــــــــــــخلبُ

وتصرخُ حتى يفتحَ الصمــــــــــتُ قلبَهُ   ***   ويصغي : هنا ينجو الوجـودُ المــــــعذَّبُ

هنا كربلا ، حزنُ الحسينِ وحُســــــــنُهُ   ***   ومأساتُهُ والذكريــــــــــــــــــاتُ وزيـنبُ

وقصتهُ الحمــــــــراءُ ، أحلى فصولـها   ***   هو الأحمرُ المزهُــــــــــوُّ أنْ هو يُسـكَبُ

يمرُّ السمائيُّونَ في خَلَجـــــــــــــــــــاتِهِ   ***   سلاماً عليـــــــهِ ، وهْوَ يـخطو ويخـطبُ

يَشِيدونَ أو يشْـــــــــــدونَ ، كلٌّ وذوقُهُ   ***   فليس بها الا كتـــــــــــــــــــــابٌ وكوكبُ

مديـــــــنتُهمْ ، لو جفَّتِ الأرضُ حولهمْ   ***   وخانَ بهم حتى الخليــــــــــــــلُ المجرَّبُ

فإنَّ لهم فـــــــــــــــــــي كربلاءَ منارةً   ***   صحــــــــــــــــــــائفُها لا تمَّحى أو تُكَذّبُ

نمتْ بينَ أشلاءِ الحسيــــــــــنِ وحدَّثتْ   ***   عن الموتِ يبلى إذ يـــــــــــــراهُ ويهربُ

وعاشتْ بأسرارِ الضـــريحِ ، وأنجـبتْ   ***   وكانَ لها طفـــــــــــــلٌ من الضـوءِ يلعبُ

يرى العالمُ الأعلـى مجــــــــرَّةَ كـربلا   ***   كأنْ هيَ لفظٌ والسمـــــــــــــــاواتُ تُعرِبُ

ترابُ الترابييـــــــــــــــنَ فيها ســرائرٌ   ***   من العطرِ ، يصحو في النفوسِ ويصحبُ

وأيَّةُ أرضٍ باغـتَ المـــــــــحوُ وجهها   ***   فنــــــــــامتْ ، وأمسى وهْو يدعو ويندبُ

ولم تتأثرْ ذرةٌ مـن شبـــــــــــــــــــابها   ***   بهِ ، فتـــــــــــــــــداعى وهـو أرذلُ أشيبُ

وراحَ الصبـــاحُ العذْبُ يحـسدُ سورَها   ***   وسورتَها ، والمجـــــــــــــدُ يُجـلى ويُجلبُ

هي الوطنُ المسفــوكُ ، في كــلِّ دولةٍ   ***   يمرُّ بها جيشُ المنايا ويــــــــــــــــــــذهبُ

يموتُ وتحيا ، لم تغبْ عن بقــــــــائها   ***   وإنْ بعضُ معناها شريـــــــــــــــدٌ مغرَّبُ

جرى ذكرُها في كلِّ ديـــــــنٍ ومذهبٍ   ***   ومثَّلها في الأرضِ قبـــــــــــــــــرٌ مذهَّبُ

مدينةُ مقتولينَ أخفتْ جراحَـــــــــــــها   ***   ومن دمِها قامَ الزمانُ المخضَّــــــــــــــبُ

 مهدي النهيري

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha