۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024
إسرائيل" ترى نفسها أمام معادلة صعبة تفرضها المقاومة

وكالة الحوزة _ تمكنت حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، من الحصول على معلومات استخبارية سرية عن تحركات جيش الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة باستدراجها جنودا صهاينة عبر استخدام أرقام هواتف إسرائيلية في تطبيق الهواتف الذكية "واتساب"، ما يضع الجيش الاسرائيلي الذي أقر بذلك، أمام معادلة جديدة للمقاومة الفلسطينية التي تتحدى المحتل بزيادة قدراتها في ساحات المواجهة يوما بعد يوم.

وكالة أنباء الحوزة _ بعد تحذيرات سابقة للجيش الإسرائيلي الذي كان قد أعلن عن كشف محاولات قام بها نشطاء حماس للتواصل مع جنوده عبر حسابات موقع "فيسبوك"، ومحاولات أخرى لاختراق هواتف نقالة أو أجهزة حاسوب لجنود إسرائيليين، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرا، نماذج من المحادثات التي تمت بين جنود إسرائيليين ونشطاء حماس الذين عرضوا أنفسهم كجنود في وحدات أخرى في الجيش الاسرائيلي باستخدام أرقام هواتف إسرائيلية والتحدث باللغة العبرية، بهدف الحصول على معلومات استخبارية.
واعترفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس الاثنين أن حماس كثفت جهودها للحصول على معلومات استخبارية من القوات الإسرائيلية المتمركزة حول قطاع غزة.
وكتبت الصحيفة العبرية: "عرّف نشطاء حماس عن أنفسهم على الإنترنت بأنهم إسرائيليون، وتواصلوا مع القوات عبر خدمة رسائل واتساب، وفي بعض الأحيان قدموا المعلومات التي تمكنوا بالفعل من الحصول عليها عن تحركات القوات بهدف الحصول على معلومات إضافية".
ورغم محاولة "يديعوت أحرونوت" التقليل من اهمية هذا الخرق بقولها: "لم تنجح معظم هذه المحاولات في المقام الأول بسبب الوعي في الجيش الإسرائيلي والمستوى العالي من التأهب"، لكنها تعترف بنفس الوقت أن العملية أوجدت قلقاً في قيادة جيش الاحتلال بقولها: "إحدى هذه المحاولات التي نفذت في الشهر الماضي كانت ناجحة، ما تسبب بحالة من القلق في أوساط القيادة العسكرية الإسرائيلية".
وكشفت الصحيفة النقاب عن أن جنديا في وحدة المظليين تلقى رسالة على "واتساب" من رقم غير مألوف، وتم إرسال الرسالة من قبل شخص عرّف عن نفسه بأنه عضو في وحدة أخرى يطلب معلومات بما في ذلك عن موعد مغادرة المظليين للمنطقة.
وأضافت الصحيفة أن "المقلق أن حماس تمكنت من الحصول على وثيقة سرية للجيش تتضمن الجدول الزمني لتدريبات وحدة المظليين على القتال في غزة".
وإمعانا في تداعيات وخطورة "حرب السايبر" بين الجيش الإسرائيلي وكتائب القسام من وجهة النظر الإسرائيلية، استذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" وقوع عدد كبير من الهجمات والحوادث المهمة في الماضي خلال استبدال جنود الكتيبة، والتي خطف أو أصيب فيها جنود إسرائيليون، ومنها ما تسبب بحرب لبنان الثانية باختطاف الجنود من قبل حزب الله عام 2006 أو بتصعيد ميداني على جبهة غزة.
واكتفى جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقول -في بيان- إنه "على دراية بنشاط العدو ويتابع جهوده عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ندعو جميع الأفراد العسكريين والمدنيين إلى التصرف بحذر ومسؤولية".
في الواقع، دخول الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، مجال "حرب السايبر" في السنوات الأخيرة يعد أسلوبا جديدا لمهاجمة الاحتلال وإلحاق أكبر ضرر ممكن بأنظمته الرقمية أو بث رسائل دعائية للمجتمع الإسرائيلي أو الحصول على معلومات سرية حساسة تستطيع أن تستغلها لتهديد أمن الاحتلال.
وكشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في يناير/كانون الثاني 2017 بحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة، عن اختراق مجموعة تابعة لحماس المئات من أجهزة الاتصالات الخلوية لجنود بالجيش الإسرائيلي والتنصت على مكالماتهم ورسائلهم وقرصنة معلومات سرية.
وبعد أيام على الهجوم، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن أن قيادة الجيش الإسرائيلي رصدت في الآونة الأخيرة محاولات من قبل حركة حماس للحصول على معلومات سرية من جنود الجيش عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية وفق "هآرتس" إنه جرى ضبط عشرات الأسماء المستعارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لفتيات هن بالأصل عناصر تتبع لحماس استطعن التحدث مع العشرات من الجنود النظاميين والاحتياط وحصلن على معلومات سرية وتمكن من اختراق هواتفهم الخلوية بفيروسات وبرمجيات خطيرة.
وكشفت القناة الثانية الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2017 عن نجاح عناصر فلسطينية في اختراق ترددات إشارة اللاسلكي التابع للجيش والتجسس على حديث من المفترض أن يكون سريا بين أفراد قوة عسكرية كانت ترابط على الحدود مع غزة.
كما نجحت كتائب القسام خلال الحرب باختراق قنوات تلفزيونية إسرائيلية من بينها القناتان العاشرة والثانية وبثت عبرها رسائل تحذيرية للمجتمع الإسرائيلي.
وفي هذا المجال يقول المتخصص بمجال تكنولوجيا المعلومات بسام مهنا للجزيرة، إن الهجمات الإلكترونية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد الأنظمة الرقمية الإسرائيلية خلال السنوات القليلة الماضية تثبت القدرات التكنولوجية العالية التي تتمتع بها. مضيفا أن نوعية الهجمات الإلكترونية الفلسطينية تشير إلى أنها نفذت بشكل دقيق ومخطط له، وأن عناصر منظمة هي من فعل ذلك.
ويقول "لن ينجح شخص بمفرده في اختراق نظام مراقبة للجيش الإسرائيلي أو اختراق بث قنوات فضائية إسرائيلية وتوجيه رسائل معينة أو اختراق أجهزة خلوية لجنود إسرائيليين لأن ذلك يحتاج إلى خبرات وجهود متناسقة من عدة أشخاص".
وفي السياق ذاته، يقول الباحث في مجال الدعاية والمتابع للشأن الإسرائيلي "حيدر المصدّر"، للقناة إن "إسرائيل من الرائدين بمجال التكنولوجيا بشكل عام ويزداد اعتمادها على الحاسوب والذكاء الاصطناعي لإدارة العديد من القطاعات الحيوية داخلها كالكهرباء والمياه والمصانع وأنظمة الرقابة والملاحة وغيرها". ويضيف أن "الاعتماد على التكنولوجيا يوسع دائرة المخاطر الفعلية التي قد تتعرض لها إسرائيل وتشكل الهجمات الإلكترونية أحد أكبر الهواجس التي تتحسب منها خاصة أمام محاولات جهات معادية تحاول استهداف أو تعطيل أو إفساد أنظمتها للتحكم المباشر أو اختراق قواعد معلوماتها والاستيلاء على بياناتها السرية".
ويشير المصدّر إلى أن "إسرائيل أنشأت خلال السنوات الماضية هيئة للسايبر مهمتها مواجهة محاولات اختراق أنظمتها ورصدها وتتبعها والقضاء عليها مما يظهر إدراكها لحجم المخاطر الحقيقية المترتبة على الهجمات الإلكترونية وما قد تسببه من خسائر على الأصعدة والأمنية والاقتصادية الاجتماعية".
ويرى أن المقاومة الفلسطينية ربما تسعى عبر هجماتها الإلكترونية إلى اختراق قواعد البيانات الإسرائيلية للحصول على معلومات سرية أو أنها تحاول اختراق أنظمة الرقابة لتطلع من كثب على طبيعة سير الحياة داخل "إسرائيل".
وفي المقابل يتوقع المصدّر أن ينعكس تطوير المقاومة الفلسطينية لقدراتها التكنولوجية مستقبلا على نوعية وكمية هجماتها المباشرة ضد "إسرائيل" حيث ستزداد هذه الهجمات ويتسع نطاقها في حال استجابة المقاومة لتحديات ومتطلبات الدخول في عالم الحرب الإلكترونية بشكل مؤثر.
ويمكننا القول بأن السلاح الالكتروني الذي تجهزت به فصائل المقاومة الفلسطينية ومنها حركة حماس مواجهة العدو الصهيوني في مجال حرب السايبر، يعد تحديا نوعيا يواجهه الاحتلال الاسرائيلي وأصبح مصدر قلق له، حيث كثف من جهوده وامكانياته السايبرية والالكترونية لمواجهته وتصديه. بالمقابل تمكنت المقاومة التي تزداد قوة يوم بعد يوم، من استخدام الحرب الالكترونية كأداة مميّزة بيدها للمزيد من التهديد وإرعاب المحتل.
ومما يزيد الخوف الإسرائيلي، بحسب الخبراء، أنّ هذه الحرب التي تشنها المقاومة الفلسطينية، هي المجال القتالي الوحيد الذي لا تؤثر فيه العمليات الهجومية على قدرات العدو للقيام بهجوم من جانبه، خاصة أن الميزة الأبرز توجد دائما لدى الطرف المهاجم، وهو ما لا يمثل بشرى سعيدة للكيان الإسرائيلي الذي يخشى التعرض لهجمات بلا توقف من هذا القبيل.

ارسال التعليق

You are replying to: .