وكالة أنباء الحوزة ـ قال خطباء جمعة لبنان: إننا نهنئ الشعب الإيراني وقياداته في الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية في إيران؛ هذه الثورة التي أسقطت عرش الاستبداد والتبعية، ووقفت مع قضايا الشعوب المضطهدة والمستضعفة في العالم، ولا سيما القضية الفلسطينية.
السيد فضل الله للمسؤولين: أثبتوا أنكم جادون في التغيير وإلا فاتقوا غضب الناس
ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به أمير المؤمنين واليه مالك الأشتر عندما قال له: "وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل (يسبق منهم الخطأ)، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ (تأتي السيئات على أيديهم)، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك! وقد استكفاك أمرهم، وابتلاك بهم.. ولا تنصبن نفسك لحرب الله، فإنه لا يد لك بنقمته، ولا غنى بك عن عفوه ورحمته". لقد أراد الإمام من خلال هذه الفقرات في وصيته ونظرته إلى الحاكم، أن يلفت إلى نوعية العلاقة التي يريدها بين الحاكم والمحكومين أو المسؤولين ومن هم تحت مسؤوليتهم، هو يريد الحاكم صاحب القلب الرحيم الذي ينظر بعين الود والرحمة والمحبة واللطف لمن يتولى أمورهم، ويرى نفسه خادما لهم، ومعينا لشؤونهم، حتى لو اختلفوا معه في الدين أو المذهب أو الرأي.. فإن الإساءة لهم إساءة إلى الله الذي ولاه عليهم. إننا بحاجة إلى الحاكم والمسؤول المتمسك بهذه القيم التي ترتقي بها الحياة، وبها نصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات".
وقال: "البداية من لبنان، الذي يدخل مرحلة جديدة بعد تشكيل الحكومة وإنجازها البيان الوزاري وصولا إلى حصولها على الثقة.. ونحن ككل اللبنانيين، ننتظر من الحكومة أن تشمر عن سواعد العمل، وأن تكون، كما وعدت، حكومة العمل، فأمامها الكثير من الملفات الشائكة التي تنتظرها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي أو على المستوى السياسي، وما أكثر هذه الملفات. ونحن نعي جيدا حجم الأعباء والصعوبات التي تواجه هذه الحكومة والتحديات التي تنتظرها.. ولسنا من الذين يريدون أن يحملوها أكثر من طاقتها، ولا من الذين يفكرون بعقلية تسجيل النقاط".
أضاف: "إن عليكم، أيها المسؤولون، أن تثبتوا للناس أنكم لستم صورة مكررة عن حكومات سابقة كنتم فيها كقوى سياسية أو كأفراد وفشلتم في الكثير مما تحملتموه.. أثبتوا أنكم هذه المرة جادون في التغيير، وإلا فاتقوا غضب الناس الذين إن لدغوا مرات، فلا يمكن أن يلدغوا مرة جديدة".
وتابع: "في هذا الوقت، يعود العدو الإسرائيلي إلى المواجهة، وهو الذي لم يتوقف عن اعتداءاته في البر والجو والبحر، وهذه المرة في عدوانه على الثروة النفطية اللبنانية بتنقيبه عن النفط على مقربة من المياه الإقليمية اللبنانية، مما يهدد هذه الثروة. إننا أمام ذلك، وفي الوقت الذي نقدر الأصوات التي ارتفعت في مواجهة هذا الاعتداء وتداعياته، ندعو الحكومة اللبنانية إلى وقفة موحدة لمواجهة هذا العدوان وإثارته على مختلف المستويات، وهذا يؤكد الحاجة إلى وحدة الموقف الداخلي، والحفاظ على كل مقومات القوة في لبنان، والكف عن الخوض في الحديث عن سلاح المقاومة".
واوضح "ننتقل إلى القمة الروحية التي حدثت أخيرا في الإمارات، في حضور بابا الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر، ووثيقة "الأخوة الإنسانية" التي انبثقت عنها، والتي دعت إلى "تبني ثقافة الحوار، وضرورة التعاون المتبادل نهجا وطريقا بين الأديان"، وإلى "العدالة في توزيع الثروات"، ورفضت استغلال الأديان لإثارة الفتن والحروب والتوترات، وأكدت أن "الأديان لم تكن أبدا بريدا للحروب، أو باعثة لمشاعر الكراهية والعداء والتعصب، أو مثيرة للعنف وإراقة الدماء".. وشددت على "التلاقي في المساحة الهائلة للقيم الروحية الإنسانية والاجتماعية المشتركة في مواجهة الانحراف الخلقي والظلم المستشري في العالم. إننا نرى أهمية مثل هذه اللقاءات التي تساهم في تعزيز العلاقة بين الإسلام والمسيحية لمواجهة كل دعوات العنف التي تمارس باسم الإسلام والمسيحية، وتسيء إلى صورة الأديان، وتهدد وحدة المجتمعات والأوطان، للوقوف معا في مواجهة الظلم الذي تعانيه الشعوب المضطهدة في هذا العالم".
أضاف: "علينا وسط هذا الواقع كله، ألا ننسى ما يحدث في فلسطين المحتلة من حصار مستمر لغزة، ومن تضييق على الفلسطينيين من قبل العدو الذي يرى نفسه في راحة تامة في ظل التمزق العربي والإسلامي، وفي ظل السجالات المستمرة بين الفصائل الفلسطينية. وقد رأينا أن العدو يواصل ضغوطه الأمنية والاقتصادية على الشعب الفلسطيني في كل الاتجاهات، وآخرها رواتب أهالي الشهداء وغيرها، ويعمل على أن يمهد الأجواء الداخلية داخل الكنيست الصهيوني لتوطين مليوني يهودي في الضفة. إننا في الوقت الذي نؤكد على العرب والمسلمين القيام بمسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني ورفده بكل ما يستطيع أن يواجه فيه عدوان العدو وظلمه، نريد لكل فصائل المقاومة الفلسطينية العودة إلى سياسة الحوار الداخلي والمصالحة، والابتعاد عن سياسة الانقسام والتشرذم التي تجعل حبل العدو يطوق عنق الجميع، وتضع القضية الفلسطينية في مأزق أصعب وأخطر".
وختم: "أخيرا، إننا نهنئ الشعب الإيراني وقياداته في الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية في إيران؛ هذه الثورة التي أسقطت عرش الاستبداد والتبعية، ووقفت مع قضايا الشعوب المضطهدة والمستضعفة في العالم، ولا سيما القضية الفلسطينية، وتحملت لذلك الكثير من الحصار والتجويع الذي تعانيه. ومن هنا، فإننا ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى مد اليد إلى هذه الجمهورية، كما مدت يدها إليهم، للمزيد من التلاقي، والعمل لمواجهة التحديات التي تستهدفها".
الشيخ ياسين: یجب كشف المسؤولين عن الهدر ومحاسبتهم
رأى رئيس "لقاء علماء صور" ومنطقتها الشيخ علي ياسين العاملي في تصريح "أن التجربة الإيرانية الرائدة خير دليل على إمكانية اعتماد الدول على الذات وتحصين سيادتها داخليا وخارجيا، والارتقاء في مختلف المجالات من دون الانبطاح للدول المستكبرة، واستطاعت تقديم نموذج سياسي معتمد على الحرية والتحرر الكفيلتين برقي الإنسان".
وأمل "أن يشعر المسؤولون في لبنان بالمصائب التي تحل بالوطن والمواطنين بسبب نهب المال العام، وإيقاع البلد تحت مديونيات ضخمة تهدد وجوده، فلا بد أن تكون هناك دراسة دقيقة للمشاريع وتكاليفها والإقلاع عن سياسة التلزيم بالتراضي وكشف المسؤولين عن الهدر ومحاسبتهم".
وشكر ل"الجمهورية الإسلامية على كل ما قدمته وتقدمه وما تعرضه بجدية دون شروط أو التزامات للبنان شعبا وجيشا ومقاومة، داعيا "الرافضين لهذا الدعم الإيراني السخي لتقديم البديل للبنان واللبنانيين" .
الشيخ دعموش: محور المقاومة نحو المزيد من الانجازات بفعل الاصرار على مواجهة التحديات
شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش خلال حفل توقيع كتاب "ان مع الصبر نصرا" في مجمع سيد الشهداء، في الضاحية الجنوبية الذي يروي مذكرات مرشد الثورة الايرانية، لمناسبة الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران على "ان تقدم ايران الهائل على كل المستويات وفي معظم المجالات بالرغم من الحصار والعقوبات والتحديات، كان بفعل الصبر والثبات والقيادة الحكيمة للامام القائد السيد علي الخامنئي، وصمود الشعب الايراني وقدرته على التحمل والمواجهة".
وأشار الى "ان هزائم اميركا واسرائيل وحلفائهما في المنطقة، وفي المقابل انتصارات محور المقاومة في العراق وسوريا واليمن وفلسطين ولبنان، كان بفعل الصبر والثبات والصمود أيضا، التي تحلت به المقاومة ودول وشعوب المنطقة".
واعتبر:"ان أميركا تتجه نحو المزيد من الفشل في المنطقة والعالم، كما أن اسرائيل تسير نحو المزيد من القلق والخوف، وفي المقابل محور المقاومة يتجه نحو المزيد من تحقيق الانجازات رغم المصاعب، بفعل الصبر والثبات والاصرار على مواجهة التحديات والعقوبات والأخطار".
ورأى: "ان الصراع في المنطقة قائم وقد يأخذ أشكالا مختلفة، كما قال الأمين العام لحزب الله وان استمرار هذا الصراع، والتهديدات التي يطلقها الأعداء ضد شعوب ودول المنطقة، تتطلب المزيد من الصمود والثبات والتمسك بعناصر القوة التي نملكها، وفي مقدمها المقاومة والقدرة على التحمل والصبر في المواجهة، لإلحاق الهزيمة الكاملة بالمحور الأميركي، وتجذير محور المقاومة ودوره ومشروعه في المنطقة".
وأكد:"ان القوة الاساسية التي تستند اليها المقاومة في لبنان اضافة الى القوة المعنوية من ايمان وصدق واخلاص، هي ارادة وعزم وتصميم وشجاعة مجاهدينا، واحتضان شعبنا لهذه المقاومة وتمسكه بخيارها وقدرته على التحمل والصبر والثبات والصمود والبقاء والاستمرار".
وختم دعموش :"هذه هي القوة التي نستند اليها، وهي التي انتصرنا بها في المقاومة، وهي التي نصمد بها في المقاومة، وهي التي نراهن عليها للانتصار في المستقبل، لأنه انما مع الصبر نصرا".
الشيخ حبلي: إيران الثورة هي التي أعادت الوهج الى فلسطين وقضيتها
أعرب الشيخ صهيب حبلي عن أمله بأن يشكّل إقرار البيان الوزاري في هذه السرعة القياسية مدخلاً لإنطلاق عجلة الدولة بعد أن دخلت البلاد منذ فترة طويلة في فترة من المراوحة والجمود، ما أدى الى بروز الأزمات على أكثر من صعيد لا سيما الإقتصادي والمعيشي، ما جعل من المواطن ضحية الصراع السياسي.
وفي موقفه السياسي خلال خطبة الجمعة شدد الشيخ حبلي على ضرورة العمل بالدرجة الاولى من أجل مكافحة الفساد، من خلال ملاحقة ومعاقبة كل من يعمل على سرقة المال العام ويجير مصالح الدولة ويضعها في خدمة مصالحه الخاصة، والعمل على تحسين الظروف الحياتية والمعيشية للمواطن اللبناني، من خلال إخراج البلد من حالة الركود والجمود التي يعاني منها.
من جهة ثانية، هنأ الشيخ حبلي بتحية الإكبار والإجلال الى السيد القائد علي الخامنئي والى القيادة الإيرانية وعموم الشعب الإيراني بذكرى إنتصار الثورة الإسلامية، مشيراً الى أن إيران الثورة هي التي أعادت الوهج الى فلسطين وقضيتها، كما أن إنتصار الثورة المباركة في إيران شكّل المنعطف الأساس من أجل نصرة الشعوب المستضعفة في العالم.