وكالة أنباء الحوزة ـ قال خطباء لبنان في خطب الجمعة: ندعوا إلى تفعيل الضغوط الدولية لاتخاذ ترتيبات راسخة لوقف النار، وفك الحصار عن الشعب اليمني، وتحديد موعد قريب لإطلاق المفاوضات، التي ستفضي وحدها إلى حلول سياسية.
السيد فضل الله: ندعوا إلى تفعيل الضغوط الدولية لوقف النار، وفك الحصار عن اليمن
ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين، في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام الصادق، وهو الإمام السادس من أئمة أهل البيت، الذي نستعيد ذكرى ولادته في السابع عشر من ربيع الأول، عندما جاء إليه أحد أصحابه قائلا له: "إني كنت على دين النصرانية، وقد أسلمت، وأهل بيتي لا زالوا على دينهم، وأمي مكفوفة البصر، فأكون معهم وآكل في آنيتهم؟"، فقال: "أيأكلون لحم الخنزير؟"، فقال: "لا، ولا يمسونه"، فقال له الإمام وهذه وصيته: "لا بأس، فانظر أمك فبرها، فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك".
يقول هذا الرجل: "فرحت أعتني بها وأبرها، التزاما بوصية الإمام الصادق. عندها، استغربت أمي من زيادة اهتمامي وحرصي على أن ألبي حاجاتها قبل أن تسألني عنها، فقالت لي: يا بني، ما كنت تصنع بي هذا من قبل، ما الذي دعاك إليه؟! قال: رجل من ولد نبينا أمرني بهذا، فقالت: هذا الرجل نبي؟ فقلت: لا، ولكنه ابن نبي. قالت: أعرف أني لست على دينك وأمرك بهذا؟ قال: نعم.. عرف ذلك. فقالت: يا بني، إن هذه وصايا الأنبياء، اعرض علي دينك، فعرضته عليها، فدخلت في الإسلام، وعلمتها كيفية الطهارة والصلاة، فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم عرض لها عارض في الليل، فقالت: يا بني، أعد علي ما علمتني! فأعدته عليها، فأقرت به مجددا وماتت.. فلما أصبح الصباح، كان المسلمون هم الذين غسلوها، وكنت أنا الذي صليت عليها ونزلت في قبرها".
وتابع: "هذه هي وصية الإمام الصادق لنا، هو يريد لمحبيه ومواليه أن يكونوا دعاة للناس بغير ألسنتهم، أن يكونوا زينا لهم، حتى يكونوا علامة فارقة في مجتمعاتهم في كل ميادين الحياة. ومتى كانوا كذلك، فسيكونون أقدر على مواجهة التحديات.
والبداية من لبنان، الذي احتفل يوم أمس بالذكرى الخامسة والسبعين لاستقلاله، التي لا ينبغي أن تبقى مناسبة احتفالية استعراضية بقدر ما نريدها محطة لتذكير كل القوى السياسية التي تدير هذا البلد بمسؤوليتها في حفظ هذا الاستقلال وحمايته وتحصينه، حيث لا يزال استقلاله مهددا من الداخل والخارج".
واضاف: "ونحن أمام الأزمة المستعصية التي يتعارف عليها بالعقدة السنية، نعيد دعوة كل القوى المعنية بحل هذه المعضلة إلى الكف عن تقاذف كرة المسؤولية، أو المبالغة في تقدير حجم المشكلة القائمة، وإعطائها أبعادا إقليمية أو دولية، أو إظهار أنها تبيت نيات لتغيير الدستور، مما نرى أن لا واقعية له بقدر ما ينبغي السعي إلى إيجاد حل توافقي، وليس ثمة أكثر من القيادات السياسية اللبنانية التي تمتلك القدرة على إنجازه، وهي البارعة في تدوير الزوايا إذا صفت النيات، وأريد الوصول إلى الحل، وهو ما حصل عند معالجة العقد السابقة. على هذه القوى أن تعي أن إنقاذ هذا البلد من مسؤوليتها، فلن ينقذه أحد بعد أن صار واضحا أن لبنان لم يعد موضوعا على دائرة الاهتمامات الدولية والإقليمية، ويخشى أن يكون قد فقد المظلة التي كانت تغطيه طوال المرحلة السابقة، وكان عنوانها أنه محكوم بعدم الانهيار، فهناك حديث، ونخشى أن يكون صحيحا، عن أن لا مانع في هذه المرحلة من انهيار لبنان، ليسهل بعد ذلك إعادة ترتيبه على الصورة التي يريدها البعض ولحسابهم لا لحساب اللبنانيين.
وإلى اليمن، الذي لا يزال الوضع الإنساني فيه على حاله، بين هدنة هشة وآمال بوقف المعارك. إننا ندعوا إلى تفعيل الضغوط الدولية لاتخاذ ترتيبات راسخة لوقف النار، وفك الحصار عن الشعب اليمني، وتحديد موعد قريب لإطلاق المفاوضات، التي ستفضي وحدها إلى حلول سياسية. ونحن في الوقت الذي نأمل أن تنتهي المأساة الإنسانية في اليمن، والتي بلغت أشدها بعد الحديث عن وفاة أكثر من خمسة وثمانين ألف طفل، لا بد من التنبه إلى مناورات سياسية قد تفتعلها بعض القوى الإقليمية للاستمرار في هذه الكارثة، التي باتت مصدر حرج لكل دول العالم، والتي لا يزال الشعب اليمني يدفع ثمنها من لحمه ودمه واستقراره وحتى من مصيره.
الشيخ قبلان: يجب وقف العدوان على اليمن
قال "المفتي الجعفري الممتاز" في لبنان الشيخ أحمد قبلان "إننا في أسبوع النبي الأعظم، أسبوع الوحدة الإسلامية، نتحدث عن الوحدة، عن الكرامة العالمية، عن الأخوة بين البشر"، واضاف "أوقفوا العداوات وكفوا الأذى والعدوان عن بعضكم بعضا وخصوصا عن شعب اليمن العزيز، كفانا دماء وتمزيقا وتهجيرا وخرابا لأوطاننا، كفانا تآمرا وتخاذلا وانبطاحا".
ودعا المفتي قبلان في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الامام الحسين(ع) “اللبنانيين في أسبوع النبي الأعظم إلى أخوة صادقة وشراكة وطنية خالصة على قاعدة الوطن للجميع والدولة للجميع، ومصلحة الجميع بتشكيل حكومة وطنية جامعة، همها مصلحة لبنان وشعب لبنان، بعيدا عن النكد والكيد والاستئثار”.
وشدد المفتي قبلان على أن “البلد بأسره في الدائرة الخطرة”، وتابع “لا دولة ولا مؤسسات ولا أموال، فالخزينة فارغة والعجز في الميزانية لامس الخط الأحمر، ونسبة العاطلين عن العمل تجاوزت 35%، والهدر يقدر بالمليارات والتهرب الضريبي يساويه أو يزيده بقليل، وأما الصفقات فهي على قدم وساق، والمزاريب لا تحصى”.
الشيخ الخطيب هنأ بالمولد والاستقلال: التأخير في تشكيل الحكومة يضر بالاقتصاد
هنأ نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب المسلمين واللبنانيين في تصريح بحلول عيد المولد النبوي الشريف "الذي شكل بشارة لولادة الخير كله المتمثل بأعظم شخصية عرفتها البشرية، لما اتسمت به من صلاح وفلاح، فالنبي محمد هو صاحب الخلق العظيم وسيد المرسلين وخاتم النبيين وإمام المتقين وحبيب ديان الدين الذي بعثه رحمة للعالمين، لذلك فإن الاقتداء بسيرة ومناقب ومواقف هذا الرسول الكريم سبيل نجاة في الدنيا وفوز بجنات الآخرة، فهو معلم الإنسانية والسير على نهجه خشبة خلاص الامم والشعوب مما تتخبط فيه من أزمات ومشاكل، ولا سيما أن النبي محمد مؤسس خير أمة مؤمنة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر".
كما هنأ "اللبنانيين بذكرى استقلال لبنان التي اخرجت وطننا من تداعيات الانتداب بجلاء الاحتلال عنه، بيد أننا انجزنا استقلالنا الثاني بدحر الإحتلال الصهيوني ومن ثم التكفيري عن أرضنا بفعل قوة لبنان المتمثلة بجيشه وشعبه ومقاومته، فقدم لبنان أعظم التضحيات التي ندين فيها إلى دماء شهدائنا وجرحانا وصمود أهلنا وصبرهم".
وقال: "وهنا لا يسعنا إلا أن نقدم تحية الاجلال والتقدير والاكبار لكل من ساهم في صنع الاستقلالين الاول والثاني ونؤكد أن لبنان لن يكون بمأمن من الإرهاب الصهيوني والتكفيري إلا بالتمسك بالمعادلة الماسية التي حررت الارض وحفظت الكرامات وحققت الإستقرار واوجدت معادلة ردع جديدة في الصراع مع العدو الصهيوني جعلته يفكر الف مرة في العداون على لبنان".
ودعا "السياسيين في لبنان الى أن يرتقوا إلى مستوى تضحيات شهدائنا الأبرار، فيحفظوا هذه الدماء المباركة بحفظ الوطن وشعبه والإخلاص في العمل لما فيه المصلحة العامة، فيشكلوا حكومة وحدة وطنية تحقق الاستقرار السياسي وتجمع كل اللبنانيين دون استبعاد اي مكون سياسي حتى تتفرغ هذه الحكومة لحل المشاكل الاجتماعية والمعيشية، وتضع خططا إصلاحية تقضي على الفساد وتنهض بالاقتصاد الوطني بما يحرك الدورة الاقتصادية ويوجد فرص عمل لعشرات الآلاف من الباحثين عن عمل شريف يقيهم الحاجة والعوز ويجنبهم الهجرة من الوطن".
وختم: "ان التأخير في تشكيل الحكومة يلحق الضرر بالاقتصاد الوطني المنهك بفعل سياسات إغراق لبنان في الديون، فضلا عن كونه يشكل خسارة يدفع ثمنها المواطنون في تردي خدمات الدولة الإنمائية بفعل الشلل الحكومي".
الشيخ حمود: التحدي الاكبر لأمتنا هو التخلف على المستويات كافة
القى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود خطبة الجمعة عن صفات امة الرسول محمد، مما جاء فيها: "لا شك ان التحدي الاكبر الذي تعيشه امتنا في ذكرى المولد النبوي الشريف، هو هذا التخلف الذي تعيش فيه الامة، على المستويات كافة، التخلف السياسي: فالامة يحكمها اما نظام ديكتاتوري ظالم واما مجتمعات ممزقة، وتخلف اقتصادي: فئة من الحكام تستأثر بالثروة النفطية وتحرم اصحاب الحقوق منها والتبعية الاقتصادية للغرب، فأمتنا تحتاج الى كل شيء من الغرب وتكاد لا تصنع شيئا من الامور الاساسية التي تحتاجها بلادنا، وتخلف ثقافي نتأثر بكل "صرعة" تأتي من الغرب حتى لو كانت سيئة.
وتابع: "الناظر الى هذه الامة التي تنوء تحت هذا التخلف المتعدد الوجوه سيتساءل هل هذا التخلف سببه هذا الدين، او هذا النبي، ام ماذا؟ نعم يستطيع الناظر الينا ان يستنتج هذا الاستنتاج في اول ردة فعل سطحية. لكن الامر ليس كذلك بالتأكيد، بل العكس هو الصحيح، امتنا متخلفة لانها تركت تعاليم الاسلام وكأنها اعتبرت ان بعثة محمد امر من التاريخ... لقد اخبرنا الرسول محمد عن كثير من الامور التي تعاني منها امتنا اليوم، بل وقد وصف الدواء الذي يفترض ان تتناوله امتنا لتخرج مما نحن فيه: لكن الامة لا تتأثر له ولا تتعامل معه.
واكد حمود "ان سبب تخلفنا هو عدم اتباعنا للنبي محمد وليس العكس، والدليل ان الامة كانت متفوقة على الجميع في العصور الذهبية، كانت بغداد والاندلس هي البلاد التي تستقبل الحضارة بكل معانيها وتصدرها الى الجميع، وكذلك في الانطلاقة الاولى للاسلام التي قوضت الممالك الكبرى التي تحكم العالم بالظلم. وسيشهد علينا النبي محمد يوم القيامة انه بلغنا الدعوة التي تصلح ديننا ودنيانا وسيشهد على الامم كلها فماذا سيكون جواب الملوك والامراء والحكام الذين ابعدونا عن طريقه وعن منهجه؟ نحن ورغم كل ما تعاني منه الامة من تخلف وتشرذم فاننا على امل كبير باذن الله سيجدد هذا الدين.