وکالةالحوزة- في رد على الرسالة التي أرسلها رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس السيد اسماعيل هنيّة أصدر الإمام الخامنئي رسالة شدّد فيها على مواقف الجمهورية الإسلامية الثابتة فيما يخص الدعم الكامل لفلسطين ومجاهديها وأشار سماحته إلى أنّ علاج قضية فلسطين يكمن في تقوية الجناح المناضل والمقاوم في العالم الإسلامي وتفعيل الكفاح ضدّ الكيان الغاصب والداعمين له وأكّد الإمام الخامنئي قائلاً: السّير في اتّجاه عقد مفاوضات مع الكيان المخادع والكاذب والغاصب خطيئة عظيمة لا تُغتفر تُؤدي إلى تأخّر انتصار الشعب الفلسطيني ولا تحمل في طيّاتها سوى الخسران لذاك الشعب الذي يرزح تحت وطأة الظّلم.
جاء النصّ الكامل لرسالة قائد الثورة الإسلامية كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمین والصلاة و السلام علی سیدنا الرسول الاعظم الامین وعلی آله الطاهرین وصحبه المنتجبین ومن تبعهم باحسان الی یوم الدین.
الأخ المجاهد العزيز السيّد الدكتور إسماعيل هنيّة دامت توفيقاته
أبدأ رسالتي بكلام الله عزّوجل النوراني والذي كأنّما نزل اليوم ليخاطبكم ويخاطبنا: " وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا" أي أنّه عليمٌ بانتصاركم وغلبتكم عليهم بإذن الله، وحكيمٌ في نهيكم عن الوهن والتّواني في هذا الطّريق.
في الأيّام التي يجعل فيها تعاظم ظلم وقسوة العدوّ الصهيوني في غزّة مناصري قضية فلسطين يشعرون بمشاعر الألم والغضب، أرى لزاماً عليّ أن أؤكّد مرّة أخرى على مواقف الجمهورية الإسلاميّة الثابتة فيما يخصّ هذه القضيّة التي تقع على رأس قضايا الأمّة الإسلاميّة. لا شكّ في أنّ النضال والمقاومة هما السّبيل الوحيد لخلاص فلسطين المظلومة والوصفة الوحيدة لالتئام الجراح التي تثخن جسد ذلك الشعب الشامخ والشجاع. لقد طرحتم في رسالتكم الوديّة بعض تحدّيات الأمّة الإسلامية الكبيرة وأشرتم إلى خيانة ونفاق بعض الدول العربيّة في هذه المنطقة ومخططاتها الخبيثة نتيجة تبعيّتها للشيطان الأكبر (أمريكا) وذكرتم المجاهدين الفلسطينيين على أنّهم مجاهدو الصّف الأوّل في مواجهة الظلم والضغوطات وجرائم العدو. ما كتبتموه في هذا الخصوص هو الحقيقة الجليّة ويقع مورد تأييدنا. نحن نرى أنفسنا مسؤولين عن دعمكم بكافة السّبل المتاحة.
هذه مسؤوليّة دينيّة وفريضة إنسانيّة أيضاً وهي أبعد من الأحداث والمجريات السياسيّة وسوف نعمل بهذه المسؤوليّة كما في السابق إن شاء الله. جميع الحكومات والشعوب المسلمة والحركات الإسلاميّة معنيّة وموكلة بالنهوض بهذه المسؤولية العظيمة. إنّ عودة الأمّة الإسلامية إلى العزّة والقوّة محصورة بالثبات بوجه الاستكبار ومخططاته الخبيثة، وقضية فلسطين تقع على رأس كافة القضايا الإسلاميّة الدوليّة في مواجهة الاستكبار.
السير في مسار عقد مفاوضات مع الكيان المخادع والكاذب والغاصب خطيئة عظيمة لا تُغتفر تؤدّي إلى تأخّر انتصار الشعب الفلسطيني ولا تحمل في طيّاتها سوى الخسران لذلك الشعب الذي يرزح تحت وطأة الظلم. خيانة بعض القادة العرب التي تنكشف حاليّاً بشكل تدريجي تنشد أيضاً تحقيق هذا الهدف.
إنّ علاج ما سبق هو تقوية الجناح المناضل والمقاوم في العالم الإسلامي وتفعيل الكفاح ضدّ الكيان الغاصب وداعميه. من الواجب على الشعوب وخاصّة الشباب الغيور في البلدان الإسلامية والعربيّة والحكومات التي تشعر بالمسؤولية تجاه فلسطين أيضاً أن يأخذوا هذه المسؤولية العظيمة على محمل الجدّ ويجبروا العدو على التراجع إلى نقطة الزوال من خلال الجهاد الملحمي والحكيم.
أسأل الله عزّوجل العون لكم ولجميع القوى المقاومة واقتراب يوم انتصاركم الذي هو أمرٌ محتّم لا ريب فيه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد علي الخامنئي
٤/٤/٢٠١٨
يجدر الذكر أنّ السيّد إسماعيل هنيّة كان قد بعث برسالة إلى الإمام الخامنئي منذ فترة أشار فيها إلى أبعاد مؤامرة الاستكبار الكبيرة ضدّ القدس والشعب الفلسطيني والتي تهدف إلى تدمير غزّة بصفتها قلعة المقاومة وإنهاء الكفاح ضدّ الكيان المحتل وتطبيع علاقات الحكام التابعين في المنطقة معه، كما شكر وأثنى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس على دعم الشعب الإيراني وإرشادات قائد الثورة الإسلاميّة لحركة المقاومة واستطرد قائلاً: سنقوم بإطلاق انتفاضة شعبيّة مدويّة داخل الضفّة الغربيّة والقدس وسنبطل من خلالها مفاعيل مؤامرة طاغوت العصر (ترامب) وحكام النفاق في العواصم البعيدة والقريبة الرامية إلى إنهاء قضية فلسطين بإذن الله.