وكالة أنباء الحوزة_ قال شوقى علام، مفتى الجمهورية المصرية، إن المرأة كانت حاضرة وبعمق منذ نزول الوحى الشريف، ومرورًا بالمراحل التاريخية المتعاقبة.
وأضاف فى تصريحات إعلامية، أنه عند قراءة التاريخ قراءة صحيحة ومتفقة مع الروايات الثابتة نلحظ أن حضور المرأة كان واضحًا وبشدة فى شخص السيدة خديجة ( رضى الله عنها) فى مرحلة مكة المكرمة.
ولفت النظر إلى حضور المرأة فى العصور الزاهرة والتى أعقبت عصر الصحابة، وهذا أمر ملاحظ من تراجم العالمات اللاتى ترجم لهن الحافظ ابن حجر العسقلانى فى كتابه " الإصابة فى تمييز الصحابة " فقد وجد من خلال التراجم عدد كبير من النساء فى سند العلوم المختلفة مما يؤكد على ارتياد المرأة المجال العلمى وريادتها فيه، مما جعل بعض الرجال يفخرون بأنهم تعلموا وتلقوا العلم عن بعض النساء؛ وهذا كله ينفى ما يردده بعض المغرضين بأن الشريعة الإسلامية تمنع المرأة من الخروج من بيتها أو تمنع عنها العلم، بل تحرص الشريعة وتدعو المرأة للوصول إلى أقصى الدرجات العلمية.
وأكد المفتى أننا أمام نموذج يجب أن يستثمر فى وقتنا الحاضر، بل ويجب أن نفخر بأن المرأة المسلمة كانت مشاركة وبفعالية فى كل المشاهد الوظيفية والقضائية ومشاهد إبداء الرأى والمشهد العلمى على مر العصور الإسلامية.
وأضاف أن من يقرأ هذه المرحلة من الزمن والحركة اليومية والأخذ بالأسباب ويتلمس ما عند الحضارات الأخرى فى الأزمنة المختلفة بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعطينا رسائل واضحة بأن الإسلام لم يتقوقع، بل نجد أنه أعطى المرأة والرجل كافة الحقوق ليعمروا هذا الكون محققين المصلحة فى الدنيا والآخرة.
وعن أهمية دور العلم قال المفتى: "نحن لا نستطيع أن ننطلق أو نمارس أى حق من الحقوق إلا فى إطار علمى صحيح ومنضبط".
وتابع أن أول نص نزل فى الإسلام كان " اقرأ " فى قوله عز وجل: " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * "[العلق: 1، 2]، وهذا النص هو المحور أو هو السمة التى تميّز هذه الأمة عن غيرها؛ ولذا يجب أن نأخذ بالعلم فى كل المجالات لأننا أمة اقرأ كما يقال.
وشدد المفتى على دور الكفاءة فى ممارسة كل الحقوق والوظائف، وهى المقدرة على القيام بالعمل على وجه أتم وأكمل؛ فكل الوظائف والمهن تحتاج للتدريب والتأهيل والتسلح بالمهارات اللازمة للقيام بها ولا تتوقف على الشهادات العلمية فقط، بل يضاف إليها رصيد الخبرة، وقد تختلف معايير الكفاءة من مكان لآخر ومن زمن لآخر، فيختار الأصلح والأنسب للقيام بالمهمة، بمعنى أن يكون عنده مكون معرفى يستطيع من خلاله أن يؤدى عمله بإتقان وهو ما يجمعه حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ " ( رواه أبو يعلى فى مسنده).
وأضاف أن المتتبع لصفات اختيار الإمام فى الصلاة وصفات القاضى يدرك أن هذه الشروط والاختيارات تتم وفق منظومة علمية قائمة على الكفاءة، والوصول إلى هذه المرحلة من الرقى جاء نتيجة علم كبير موروث قبل ذلك، وتعلمناه بالتطبيق العملى.
واختتم المفتى بقوله: " إن الكفاءة لا تقتصر على العمل العام، بل تدخل فى العلاقات الاجتماعية والأسرية، ولم يشترط كثير من العلماء كالشيخ محمد مصطفى شلبى (رحمه الله) التقوى فقط كمفردات للكفاءة، بل قال بعد أن ناقش قضية الكفاءة عندما كتب فى فقه الأسرة: ينبغى أن نعمل على إيجاد العناصر التى تستقر بها الأسرة ما دام أنها لا تخالف الشرع، وهذا يؤكد بأن عنصر الكفاءة بارز فى كل شئون المسلمين وبارز كذلك فى ممارسة العمل السياسي".