وكالة أنباء الحوزة_ نعت رابطة علماء اليمن، السيد الحجة حمود بن عباس المؤيد والذي وافاه الأجل صباح يوم الاثنين ۱ رجب ۱۴۳۹هجرية عن عمر ناهز المائة وثلاث سنوات.
وقالت رابطة علماء اليمن في بيان لها: فجعنا وفجعت الأمة بوفاة علم من أعلام الهدى وهو المولى المجتهد المجاهد زين عابدي زمانه السيد: حمود بن عباس المؤيد عضو الهيئة الاستشارية العليا للرابطة رضوان الله عليه ورحمة الله تغشاه.
وأشارت الرابطة إلى أنه تخرج على يدي السيد الكثير من العلماء العاملين الذين أسهموا ببركة تعليمه في مواجهة المد الوهابي التكفيري والتصدي للظلم والجبروت وسياسة الاستبداد والاستعباد.
وتقدمت رابطة علماء اليمن لعلماء الأمة قاطبة في الداخل والخارج وللشعب اليمني والأمتين العربية والإسلامية وكل طلاب العلم وأسرة الفقيد بأصدق المواساة وأخلص التعازي بوفاة هذا العلم القدوة.
وفيما يلي نص البيان:
كانت أسرته وأسرة رفيق دربه السيد الحجة: محمد بن محمد المنصور الحمد لله القائل: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾.
والقائل: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.
والقائل سبحانه: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾.
والصلاة والسلام على رسول الله وحبيبه ومصطفاه القائل: (الأجر على قدر المصيبة، فمن أصيب بمصيبةٍ فليذكر مصيبته بي؛ فإنكم لن تصابوا بمثلي) صلى الله وسلم عليه وعلى آله سفن النجاة وقرناء القرآن وعيش العلم وموت الجهل ودعائم الإسلام وولائج الاعتصام وهداة الأنام وأمان أهل الأرض عبر القرون والأزمان.
وبعد
فقد فجعنا وفجعت الأمة بوفاة علم من أعلام الهدى ورمز من رموز التقى ومنبع من منابع الإحسان والطهر والخير، وعابد أواه من العباد الزهاد وهو المولى المجتهد المجاهد زين عابدي زمانه السيد: حمود بن عباس المؤيد عضو الهيئة الاستشارية العليا للرابطة رضوان الله عليه ورحمة الله تغشاه.
وأمام هذا المصاب الجلل والخطب الفادح تتقدم رابطة علماء اليمن لعلماء الأمة قاطبة في الداخل والخارج وللشعب اليمني والأمتين العربية والإسلامية وكل طلاب العلم وأسرة الفقيد بأصدق المواساة وأخلص التعازي بوفاة هذا العلم القدوة والمولى الحجة: الذي كان بحق قرآناً يمشي على الأرض.
لقد كان المولى أحد العلماء الأبرار ونجوم الآل الأطهار الذين هم مصابيح الدجى وهداة الورى، قضى عمره المديد في الوعظ والإرشاد والنصح للأمة وتعليم الأجيال، والتدريس والإفتاء، وكان رحمة الله تغشاه مبلغاً لرسالات الله لا يخشى إلا الله، ومتحركاً لإصلاح وتزكية أمة جده رسول الله صل الله عليه وعلى آله وسلم، وأحد العلماء العدول الحاملين للعلم النافع والذي حصّن بعلمه ووعيه اليمن والأمة من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
لقد تخرج على يديه الكثير من العلماء العاملين الذين أسهموا ببركة تعليمه في مواجهة المد الوهابي التكفيري والتصدي للظلم والجبروت وسياسة الاستبداد والاستعباد، وكانت أسرته وأسرة رفيق دربه السيد: محمد بن محمد المنصور في طليعة المجاهدين الذين تصدوا للظلم والطغيان، ونال حفيده وأربعة من أحفاد السيد المنصور وسام الشهادة في سبيل الله وهم يواجهون هذا العدوان الظالم، كما كان له الأثر الكبير في الكثير من المشاريع الخيرية من المساجد والمبرات والمحاسن الجارية.
إن رابطة علماء اليمن إذ تنعي هذا العالم القدوة والمصلح الأسوة تدعو إلى إحياء سيرة ومناقب هذا العالم وتبني طباعة مؤلفاته كونها تمثل حصانة لليمن والأمة، كما تدعو إلى مواصلة أعماله الخيرية وإنشاء المؤسسات والمبرات التي تهتم بمصالح الناس كما كان رحمه الله.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه وأبناء الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية الصبر والسلوان وان يخلفه علينا بأحسن خلافة وإنا لله وإنا إليه راجعون.
صادر عن رابطة علماء اليمن