وكالة أنباء الحوزة ـ يوافق الثالث من شهر جمادى الآخرة الذكرى الأليمة لاستشهاد بضعة النبي(ص) السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، وبهذه المناسبة نسلط الضوء على بعض ما ورد في حقها وتأبينها.
من أقوال النبي(صلى الله عليه وآله) في حقها:
۱ـ قال(صلى الله عليه وآله): «إنّ فاطمة شجنةٌ منّي، يُؤذيني ما آذاها، ويسرّني ما يسرّها، وإنّ اللهَ تبارك وتعالى لَيَغضب لِغضبِ فاطمة، ويَرضى لرضاها»(1).
۲ـ قال(صلى الله عليه وآله): «إنّما فاطمة بضعة منّي، مَن آذاها فقد آذاني، ومَن أحبّها فقد أحبّني، ومَن سرّها فقد سرّني»(2).
۳ـ قال(صلى الله عليه وآله): «إنّ فاطمة بضعةٌ منّي، وهي نورُ عيني، وثمرةُ فؤادي، يسوءني ما ساءها، ويسرّني ما سرّها»(3).
۴ـ قال(صلى الله عليه وآله): «فاطمة سيّدةُ نساء العالمين من الأوّلين والآخرين»(4).
شهادتها(عليها السلام)
استُشهدت(عليها السلام) في ۳ جمادى الثانية ۱۱ﻫ، وقيل: ۸ ربيع الثاني، قيل: ۱۳ جمادى الأُولى، وقيل غير ذلك.
وتولّى الإمام علي(عليه السلام) تغسيلها بمعونة أسماء بنت عميس، وكفّنها وصلّى عليها.
دفنها(عليها السلام)
دفنها الإمام علي(عليه السلام) بالمدينة المنوّرة، ليلاً وسرّاً بوصية منها، وعفّى قبرها(عليها السلام) حتّى لا يُعلم موضعه.
وقيل: أنّها دُفنت بالبقيع، وقيل: دُفنت في بيتها، وقيل: دُفنت بين قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومنبره.
ولأيّ الأُمور تُدفنُ ليلاً ** بضعةُ المصطفى ويُعفى ثراها
فمضت وهي أعظم الناس شجواً ** في فم الدهر غُصّة من جواها
تأبينها(عليها السلام)
وقف الإمام علي(عليه السلام) على قبرها قائلاً: «السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله عَنِّي، والسَّلَامُ عَلَيْكَ عَنِ ابْنَتِكَ وزَائِرَتِكَ والْبَائِتَةِ فِي الثَّرَى بِبُقْعَتِكَ، والمُخْتَارِ الله لَهَا سُرْعَةَ اللَّحَاقِ بِكَ، قَلَّ يَا رَسُولَ الله عَنْ صَفِيَّتِكَ صَبْرِي، وعَفَا عَنْ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ تَجَلُّدِي…
إِنَّا لله وإِنَّا إِلَيْه رَاجِعُونَ، قَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ، وأُخِذَتِ الرَّهِينَةُ، وأُخْلِسَتِ الزَّهْرَاءُ، فَمَا أَقْبَحَ الْخَضْرَاءَ والْغَبْرَاءَ، يَا رَسُولَ الله أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ، وأَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ، وهَمٌّ لَا يَبْرَحُ مِنْ قَلْبِي… وإِلَى الله أَشْكُو، وسَتُنْبِئُكَ ابْنَتُكَ بِتَظَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا، فَأَحْفِهَا السُّؤَالَ، واسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ، فَكَمْ مِنْ غَلِيلٍ مُعْتَلِجٍ بِصَدْرِهَا لَمْ تَجِدْ إِلَى بَثِّه سَبِيلاً… وَاه وَاهاً، والصَّبْرُ أَيْمَنُ وأَجْمَلُ، ولَوْلَا غَلَبَةُ المُسْتَوْلِينَ لَجَعَلْتُ المُقَامَ واللَّبْثَ لِزَاماً مَعْكُوفاً، ولأَعْوَلْتُ إِعْوَالَ الثَّكْلَى عَلَى جَلِيلِ الرَّزِيَّةِ، فَبِعَيْنِ الله تُدْفَنُ ابْنَتُكَ سِرّاً، وتُهْضَمُ حَقَّهَا، وتُمْنَعُ إِرْثَهَا، ولَمْ يَتَبَاعَدِ الْعَهْدُ، ولَمْ يَخْلَقْ مِنْكَ الذِّكْرُ، وإِلَى اللَّه يَا رَسُولَ الله المُشْتَكَى…»(5).
ثمّ أنشد(عليه السلام):
«لِكُلِّ اجتِمَاعٍ مِن خَلِيلَيْنِ فِرقَةٌ *** وَكُلُّ الّذي دُونَ الفِرَاقِ قَليلُ
وَإِنّ افتِقَادِي فَاطماً بَعدَ أَحمَد *** دَلِيلٌ عَلى أَنْ لا يَدُومَ خَلِيلُ»(6).
———————————-
1- معاني الأخبار: ۳۰۳ ح۲٫
2- شرح الأخبار ۳ /۳۰ ح۹۷۰٫
3- الأمالي للصدوق: ۵۷۵ ح۷۸۷٫
4- الأمالي للصدوق: ۷۸ ح۴۵٫
5- الكافي ۱ /۴۵۸ ح۳٫
6- الأمالي للصدوق: ۵۸۰٫