وكالة أنباء الحوزة - حاولت امريكا وعلى امتداد سنوات الحروب والصراعات في المنطقة أن توهم العالم بأنها حمامة سلام وأنها جاءت للمنطقة لتحقيق الديمقراطية والحرية للشعوب المحكومة بالدكتاتورية والمظالم لكنها قدمت نموذجا حقيقيا للشر والاستكبار واستغلال الشعوب ونهب ثرواتها. فموّلت الفتن والحروب الاهلية وقتلت الملايين من البشر بفضل اسلحتها الفتاكة والاهم من كل ذلك انها أنشأت خلايا متطرفة ارهابية لتحقيق مشاريع التقسيم والتدمير للدول والشعوب ومن اهم هذه الجماعات الارهابية تنظيم داعش الارهابي.
ان دعم أمريكا وقوات ما يسمى بالتحالف الدولي المباشر وغير المباشر للمجموعات الإرهابية المسلحة المتطرفة والمجرمة، والتدخلات الأجنبية الخارجية، كانت سبباً في كافة التعقيدات التي عانى منها الجيش العربي السوري وحلفائه، وأدت إلى تأخر الكثير من التقدم على الجبهات بسبب الدعم المقدم لداعش الذي ينكره أعداء سوريا والذي اصبح مكشوفا على ارض الواقع وله عدة شواهد. كما أن تورط التحالف وعلى رأسهم أمريكا مع هذا التنظيم المجرم مثبت بالوثائق الدامغة، حيث أنهم نقلوا أعداداً ضخمةً من قيادات داعش ومسؤوليه إلى خارج مناطق النزاع، في مشروع مشبوه يتم الأعداد له في أماكن أخرى.
وكانت من ضمن الوثائق التي تثبت مدى تورط أميركا في دعمها للجماعات المسلحة المتطرفة، إفادات أسرى داعش حول ذلك الدعم الأمريكي.
لكن الصبر العظيم لشعوب المنطقة والصمود الأسطوري للجيش العربي السوري وحكمة قيادته اضافة الي الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي ودعم الحلفاء كالجمهورية الاسلامية في ايران والمقاومة الاسلامية في لبنان "حزب الله"، هو الذي هيّأ الأرضية الكاملة لهذه الانتصارات الكبرى رغم مرور السنوات الصعبة والمريرة على سوريا والعراق و شعوبهم.
لقد ادعت القوات الامريكية وتحالفها الدولي المزعوم لمحاربة الارهاب قيامها بقتل ابوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش بينما تقول اوساط اعلامية خاصة انه قتل بقصف للقوات السورية وحلفائها وفي اضعف الحالات انه ربما لا يزال محاصر في مناطق النزاع في سوريا. ايا كانت الحقيقة فالثابت لدينا ان القوات الامريكية متورطة وبشكل واضح في مساندة تنظيم داعش الارهابي وتهريب قياداته خارج سوريا. وانها كذبت بادعاء الانتصار علي تنظيم داعش في سوريا والعراق. ففي الوقت الذي كانت القوات العراقية والسورية اضافة الى حلفائهم من المقاومة والدعم الاساسي للجمهورية الاسلامية يحققون الانتصار على الارض ويدحرون عناصر داعش الارهابية ويحررون المدن والقري والساحات كانت القوات الامريكية تسعي لتهريب اكبر عدد ممكن من قيادات داعش الارهابي من خطوط النار.
يكفي ان نؤكد بالقول انه لولا اصرار الجمهورية الاسلامية في ايران ممثلة في قيادة فيلق القدس وعلى رأسه اللواء قاسم سليماني على تقديم كل المساعدة والمساندة في المنطقة لمواجهة العصابات التكفيرية في سوريا والعراق لما تحقق النصر ولما دحرت داعش وفشل المشروع الامريكي الصهيوني الهادف لتقسيم المنطقة وتدميرها.
د. سهام محمد
أستاذة جامعية تونسية