وكالة أنباء الحوزة ـ هناك سؤال يطرح: ما هو سبب زواج النبي (ص) في بعض الحالات كالحروب؟ وما هي قائمة أسماء زوجاته؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.
السؤال: يقولون لنا أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) كانوا يتزوجون في الحروب، فأنا أريد أن أعرف لماذا كانوا يفعلون ذلك مع العلم أن البعض يقول انهم لا يستغنون عن الزوجات، وكيف ذلك وهم قد ارتقوا الى مرحلة أعلى من الملائكة ؟!
الجواب: قصد النبي (صلى الله عليه وآله) بزواجه - في بعض الحالات - مصاهرة من تقوى بهم شوكته ويشتدّ بهم أزره، وقصد في حالات أخرى منح عطفه و حنانه ورعايته لبعض الأرامل والمنكوبات ممّن ترمّلن أو نكبن بسبب الإسلام وحروبه .
وإليك قائمة زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) :
1- خديجة (عليها السلام) : تزوّج بها النبي (صلى الله عليه وآله) و هي في الأربعين من العمر والنبي (صلى الله عليه وآله) يعيش الخامسة و العشرين من حياته، معرفة منه (صلى الله عليه وآله) بها فأصبحت المؤمنة الاولى برسالته (صلى الله عليه وآله).
2- سودة بنت زمعة : أرملة توفّي زوجها المسلم في مكة قبل الهجرة فخلّفها محنتي الوحدة و الترمّل في تلك الظروف العصيبة. فتزوجها النبي (صلى الله عليه وآله) تقديراً لها و لزوجها و حفظاً عليها.
3- عائشة بنت أبي بكر : تزوّجها النبي (صلى الله عليه وآله) وهي صغيرة السن ، لمصالح يعرفها رسول (صلي الله عليه وآله) تخدم الإسلام والمسلمين.
4- حفصة بنت عمر : مات زوجها متأثّراً بجراحات غزوة بدر و استدعى أبوها زواجها من عثمان و أبي بكر فأبيا فتزوجها الرسول (صلى الله عليه وآله) (طبقات ابن سعد 8/56) تقديراً لمواقف زوجها، ولنفس المصالح التي كانت في زواج عائشة.
5- زينب بنت خزيمة : تزوّجت قبل النبي (صلى الله عليه وآله) مرتين، و استشهد زوجها الثاني يوم بدر فتزوجها النبي (صلى الله عليه وآله) تكريماً لها و تقديراً له؛ و لم تمكث في دار النبي (صلى الله عليه وآله) سوى ثمانية أشهر حتّى ماتت.
6- أم سلمة : استشهد زوجها أثر جراحات غزوة أحد فيما بعد وخلّف أولاداً له منها فتزوّجها النبي (صلى الله عليه وآله) تكريماً لزوجها وإشفاقاً عليها ورعايةً لأطفالها مضافاً إلى أنّ زوجها الشهيد كان ابن عمّة النبي (صلى الله عليه وآله) .
7- زينب بنت جحش : ابنة عمة النبي (صلى الله عليه وآله) طلّقها زيد بن حارثة بعد أن كان قد زوجّه النبي (صلى الله عليه وآله) بها، فتزوّجها الرسول (صلى الله عليه وآله) لأنّ زيد كان في الماضي قد تبنّاه النبي (صلى الله عليه وآله) و عرف (بزيد بن محمّد) إلى أن نزلت الآية (( إدعوهم لآبائهم )) (الاحزاب:5) فنسب إلى أبيه الحقيقي ( حارثة ) فأراد النبي (صلى الله عليه وآله) من زواجه هذا أن يظهر الحكم الشرعي في جواز الزواج مع مطلّقة الابن غير الحقيقي.
8- جويرية بنت الحارث : أسرت و هي بنت سيد بني المصطلق. و على أثر زواج النبي (صلى الله عليه وآله) بها بادر المسلمون بإطلاق سراح كلّ أسرى هذه القبيلة باعتبارهم أصهار الرسول (صلى الله عليه وآله) .
9- صفية بنت حيي : تزوّجت مرتين من أبناء قومها اليهود وأسرت في خيبر فتزوّجها إكراماً للاسارى.
10- أم حبيبة بنت أبي سفيان : هاجرت مع زوجها المسلم إلى الحبشة مع من هاجر آنذاك، و هناك ارتدّ زوجها فلم تطاوعه في ارتداده بل بقيت على غربتها محافظة على دينها فتزّوجها النبي (صلى الله عليه وآله) تقديراً لمواقفها .
11- ميمونة بنت الحارث : أرملة، لها من العمر ( 49 ) سنة، وهبت نفسها للرسول (صلى الله عليه وآله) طالبة من أن يجعلها إحدى زوجاته.
12- مارية القبطيّة : اهديت كجارية إلى النبي (صلى الله عليه وآله) من جانب مقوقس صاحب الاسكندرية عندما بعث النبي (صلى الله عليه وآله) كتاباً إليه يدعوه إلى الإسلام، فتقبّلها الرسول (صلى الله عليه وآله) فانجبت إبراهيم (عليه السلام)، و كان هذا سبباً لجعلها من أمّهات المؤمنين.
13- أمّ شريك : و اسمها غزَيَّة، كانت متزوّجة من قبل ولها ولد يسمّى شريكاً ثمّ بعدها وهبت نفسها للنّبي (صلى الله عليه وآله) لتكون إحدى أمّهات المؤمنين.
14- الجونية : كانت من كندة و أهداها أبو اسيد الساعدي للنبي (صلى الله عليه وآله)، فوليت عائشة و حفصة مشطها وإصلاح أمرها، ثمّ إنّها عندما رأت النبي (صلى الله عليه وآله) تعوّذت بالله منه (صلى الله عليه وآله) - وهذا ما لقّنتاها عائشة و حفصة تدبيراً للخلاص منها حتى لاتصبح شريكة أخرى في أمرهما - فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) عنها و أمر بالساعدي أن يلحقها بأهلها (تاريخ اليعقوبي:2/86).
فكلّ هذا كان لمصلحة الإسلام لا المصلحة الشخصية كما نرى. ومنه يظهر حال زواجات الأئمة (عليهم السلام) مطلقاً أو في بعض الحروب أو المقاطع الزمنيّة الخاصّة.