وكالة أنباء الحوزة_  أشار ممثل المرجع السيد السيستاني في كربلاء المقدسة السيد أحمد الصافي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف إلى قوله تعالى {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنسَانُ كَفُورًا} {الآية 67 من سورة الاسراء} وقال: هذه الآية تشير الى أن الانسان مثلا عندما يمرض ويصل إلى حالة من اليأس فنسمع منه الوعود سواء أكان يشغل الموقع السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو غيره فيتعهد بأنه سيفعل ويفعل و أما اذا تجاوز هذه المشكلة يعرض عنها".

وبين ان الله تعالى يخبر العباد بانهم لا يملكون لانفسهم ضراً ولا نفعاً بدليل أنه لايوجد من ينقذهم، ولكن فلما نجاهم وخرجوا من هذه المحنة كمحنة البحر ومسهم الضر ووصلوا الى شاطئ البر فانهم يتخلفون عن وعودهم وما صدر عنهم من وعود كأن لم يكونوا بالأمس في حاجة وضيق ومحنة.

وأكد الصافي أن هؤلاء لا يكتفون فقط بالاعراض والتخالف عن وعودهم بل حتى لا يشكون الله تعالى على ما نجاهم بل يتصرفون تصرفا سيئاً و يكفرون بالنعمة، ولكن والله تعالى لا يستعجل بعقاب العباد ولا يفوته شيئاً وهو بالمرصاد".

ثم أشار خطيب جمعة‌ كربلاء إلى قوله تعالى {أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً} {الآية 68 من سورة الأسراء} قائلا:‌هنا يقول الله تعالى هل بعد إعراضكم عن البحر والمحن فهل ستكونون بمأمن من البر والنجاة؟، وهذه الايات في منتهى البلاغة لمن يريد أن يتّعض و يعتبر بعواقب الأمور.