وكالة أنباء الحوزة_ تطرق خطباء لبنان إلى موضوع يوم القدس العالمي وأكدوا أن القدس ستبقى قبلة الأحرار والشرفاء في الأمتين العربية والإسلامية، مهما تخاذل الحكام وتآمروا عليها لأنها ستبقى رمز عزتنا وكرامتنا.
الشيخ النابلسي: دول عدة تسعى لانهاء قضية القدس الشريف بالخداع والضغوط
أكد الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء في صيدا أن "قضية القدس الشريف تأتي في الوقت الذي تسعى فيه دول غربية وأخرى عربية إلى إنهائها بالمكر والخداع والضغوط والمساومات، ولعل كل الذي جرى ويجري في المنطقة من حروب وفتن وانقسامات هو من أجل أن يصل أعداء الأمة إلى هذه المرحلة التي يحصل فيها التطبيع الكامل بين الكيان الصهيوني والدول العربية".
ولفت إلى أن "كل هذه المحاولات والسياسات التآمرية لن يكون لها حظ على أرض الواقع. لقد وجه الإمام الراحل الخميني ضربة قاسية عندما حرك الشعوب المستضعفة للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية وأعلن يوم القدس العالمي لإحياء هذه القضية في نفوس المسلمين كي يتحملوا المسؤولية. ونحن نؤكد من جديد أن هذه الغدة السرطانية ستزول بفضل المقاومين الشرفاء، وسيأتي اليوم الذي تتكامل فيه مسيرة الشعوب وتتفاعل بطريقة تؤدي إلى استئصال هذا المرض الخبيث".
السيد فضل الله: ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى الوعي والتكاتف لمواجهة أي تطبيع مع العدو
ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصية الله لنا عندما قال: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون * واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون}، {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم}. هي دعوة من الله للمؤمنين الذين قد يدب بينهم الخلاف لأي سبب كان، كي لا يدعوا الفتنة تدخل إلى ساحتهم، ولا ينزلقوا في مهاويها، ولا يسمحوا للمصطادين بمائها العكر أن يجدوا إلى ذلك سبيلا.. أن تبقى التقوى حاضرة في ردود أفعالهم، كي لا يفشلوا وتذهب ريحهم. ففي الفتنة، سيكون الجميع خاسرين. طبعا، هذا لا يعني التنكر للأخطاء، فالأخطاء، إن وجدت، تعالج بالحكمة، والجدال بالتي هي أحسن، والابتعاد عن التجريح، والحرص على العدالة. ومتى تربينا على ذلك، لن نسمح للساعين إلى الفتنة بأن يجدوا أرضا خصبة لهم.. وبذلك نواجه التحديات.
وقال: "البداية من يوم القدس العالمي؛ هذا اليوم الذي دعا إليه الإمام الخميني في آخر جمعة من شهر رمضان، والذي يهدف إلى تذكير المسلمين بضرورة تضافر جهودهم وتكتيل طاقاتهم، من أجل رفع كاهل الاحتلال عن قبلتهم الأولى، عن القدس، وعن كل فلسطين. فلا تنسى هذه القضية، كما يراد لها أن تنسى، ولا تضيع أو تصبح على الهامش، بفعل تأجج الصراعات التي يرزح تحتها كل بلد، بفعل الأزمات ذات البعد الطائفي أو المذهبي أو القومي".
ورأى "أننا أحوج ما نكون في هذه المرحلة، وأكثر من أي وقت مضى، إلى إعادة الاعتبار إلى هذه القضية كأولوية، وإلى أن تكون بوصلة الصراع، بعدما تغيرت البوصلة لدى البعض إلى مواقع أخرى، نظرا إلى مكانة القدس في وجدان المسلمين، كما أبناء الأديان الأخرى، فهي مهبط أنبياء الله، وقبلة المسلمين الأولى، وثالث الحرمين، والأرض التي باركها الله وبارك ما حولها. فالويل لأمة تسكت على انتهاك مقدساتها، هي أمة ذليلة لن تحترمها بقية الأمم. إننا في يوم القدس، نشد على أيدي كل الذين يصرون على الحفاظ على القدس كأساس وأولوية، ولا يزالون يبذلون الجهود، ويمهدون الأرض لإزالة الاحتلال، فلا بد من أن نكون مع الشعب الفلسطيني الذي يتصدى للاحتلال بكل ما يستطيع، في ظل كل محاولاته الساعية إلى تهويد القدس وفلسطين، والذي يقدم لذلك التضحيات الجسام، رغم كل الضغوط القاسية التي يعانيها، من قتل وحصار وتضييق وأسر، وسط السعي المستمر لتيئيسه".
أضاف: "إننا في هذا اليوم؛ يوم القدس، ندعو الشعوب العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم إلى الوعي والتكاتف لمواجهة أي تطبيع مع هذا العدو، والتصدي لأي محاولة لإدخاله في جسم هذا العالم، وإلى التضامن مع الشعب الفلسطيني ومساعدته، ليبقى صامدا في ساحة التحدي مع هذا العدو. ومنع العمل للإجهاز على كل مواقع القوة المتبقية، وحمايتها من كيد الكائدين. لقد أثبتت الوقائع السابقة أن هذه الأمة قادرة على تحقيق النصر، وهي تملك خياراتها إن قررت ذلك، وخرجت من بين براثن الذين يريدون لها أن تكون صدى للفتن التي تصنع في واقعها. ولذلك، لا بد للجميع من أن يتحدوا لمواجهة العدو الرئيسي، لا أن يتجهوا إلى الوجهة غير الصحيحة".
الشيخ دعموش: لا أفق أمام المشروع التكفيري في المنطقة
شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة على أن "المشروع التكفيري الذي تم انشاؤه لإشغال الشعوب عن فلسطين بفتن داخلية ولضرب المقاومة في طريقه الى الزوال والإنهيار في العراق وفي سوريا".
وقال: "لم يعد هناك من أفق أمام المشروع التكفيري في المنطقة، ولا أفق للمعركة التي تخوضها داعش في العراق وسوريا ولا أمل لها في تحقيق أي شيء. إن المنطقة تشهد تغيرات وانجازات استراتيجية لصالح محور المقاومة، لا سيما في الموصل وبادية الشام وعلى الحدود العراقية والسورية".
واعتبر أن "وصول الجيش السوري وحلفائه الى الحدود السورية العراقية من جهة سوريا، وملاقاته للحشد الشعبي من جهة العراق، هو إنجاز كبير يفشل المخطط الاميركي - الاسرائيلي - السعودي الذي كان يريد السيطرة على طول الحدود السورية العراقية، للتحكم في التواصل الإقتصادي والسياسي والعسكري بين العراق وسوريا، ولقطع التواصل البري بين إيران وبقية دول محور المقاومة".
ولفت الى أن "كل الذين كانوا يأملون ويراهنون على إسقاط سوريا من أميركيين وغير أميركيين باتوا يعترفون بأنهم كانوا واهمين لأنهم اصطدموا بمقاومة قوية وخابت آمالهم ورهاناتهم".
ورأى أن "الميدان هو الذي يحدد نتائج المعركة وهو الذي يرسم مستقبل المنطقة، وكل الوقائع الميدانية تؤشر الى تراجع المشروع الأميركي الإسرائيلي السعودي التكفيري في المنطقة على الرغم من المليارات السعودية والدعم اللامتناهي الذي تقدمه السعودية لهذا المشروع ماليا وسياسيا واعلاميا وعسكريا، بينما في المقابل مشروع محور المقاومة في تقدم مستمر ولديه تصميم على مواصلة المعركة حتى الحاق الهزيمة الكاملة بالمشروع الأمريكي الإسرائيلي وأدواته في المنطقة".
وأكد أن "هزيمة داعش في سوريا والعراق ستساهم في إيقاف الحروب والفتن في المنطقة، وستنعكس إيجابا على أمنها واسقرارها، ولبنان سيكون اول المستفيدين لأن أمن لبنان من أمن المنطقة وعلى لبنان القوي بجيشه وشعبه ومقاومته أن يلاقي انجازات الجيش السوري والعراقي بطرد داعش والنصرة من جرود عرسال ورأس بعلبك واستأصال وجودهما من الأراض اللبنانية حتى نحمي وطننا واهلنا ونعزز من استقراره وأمنه".
الشيخ حبلي: القدس ستبقى قبلة الأحرار والشرفاء رغم المؤامرات
أكد الشيخ صهيب حبلي أن القدس ستبقى قبلة الأحرار والشرفاء في الأمتين العربية والإسلامية، مهما تخاذل الحكام وتآمروا عليها لأنها ستبقى رمز عزتنا وكرامتنا، داعيا حكام العرب الى ان يدعموا الجهاد الحقيقي على ارض فلسطين بدلا من دعم الإرهاب في سوريا والعراق، ولفت الى ان تحرير بيت المقدس يتم عندما تتحرر العقول من العصبية الجاهلية والمذهبية.
وفي كلمة له خلال خطبة الجمعة، دعا الشيخ حبلي الشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم ليحيوا يوم القدس العالمي والى أن يحفظوا هذه الأمانة للأجيال القادمة، مؤكداً أن القدس لنا مهما طال الزمن، والمحتل سيرحل وستعود الارض لأصحابها، ووجه الشيخ حبلي التحية الى أبطال عملية باب العامود والتي تؤكد مجدداً أن المقاومة قادرة أن تنال من هذا العدو الذي يظن نفسه قادراً أن يكون بمأمن.
وتوجه الشيخ حبلي الى اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصا بالتهنئة بمناسبة قرب حلول عيد الفطر المبارك، سائلا الله ان يعيده على الجميع بمزيد من الأمن والإستقرار للأمتين العربية والإسلامية، والتخلص من الإرهاب التكفيري الذي يستهدف أوطاننا خدمة للمشروع الأميركي الصهيوني، والذي بدأت ملامحه تظهر في الصراع الدائر في الخليج.