وكالة أنباء الحوزة_ قال شهود عيان بأن دويّا لإطلاق الرصاص والقذائف سُمع في أرجاء حي المسورة ببلدة العوامية، شرق السعودية، وذلك لليوم الرابع على التوالي من الهجوم العسكري الواسع الذي تشنه القوات السعودية المدججة بالآليات والأسلحة الثقيلة، والذي خلف دمارا واسعاً في الحي مع سقوط عدد من الجرحى والشهداء، حيث رصد ناشطون ما لا يقل عن ٤ من الشهداء بينهم طفل، إضافة إلى عشرات الإصابات الحرجة في ظل تضييق القوات على عمليات الإسعاف ومنعها للمسعفين من دخول البلدة المحاصرة وجوارها.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومشاهد فيديو تكشف استعمال القوات السعودية للقنابل والقذائف في هجومها على البلدة، فيما ذكر نشطاء ميدانيون بأن “قنابل إنشطارية” تستعملها القوات في الهجمات المتواصلة على المنازل والممتلكات ودور العبادة، وهو ما تسبب باندلاع حرائق واسعة أضاءت سماء البلدة ومحيطها.
وذكرت التقارير اليوم السبت، ١٣ مايو ٢٠١٧م، بأن الآليات العسكرية لا تزال تتجول في داخل الأحياء السكنية، كما أن الجرافات تواصل عمليات الهدم في حي المسورة وسط مواجهات وصفها ناشطون بـ”المقاومة” استهدفت إعطاب الجرافات، كما تناقلت مواقع قريبة من الحراك الثوري أنباء عن استهداف مدرعات جديدة بمن فيها من الجنود السعوديين، وذلك ردا على الهجمات الدموية التي طالت العوامية والبلدات المجاورة أيضاً، ومنها بلدات القديح والبحاري، حيث فُرض عليها الحصار الشامل وأُقيمت الحواجز الإسمنتية حولها، وقد سجل نشطاء إصابات في صفوف أهالي هذه البلدات، وبينها إصابة عائلة في القديح تعرضت للقصف بالقذائف فيما أفادت الأنباء بأن طفلا من عائلة الحمدان أُصيب بشظايا في بطنه، فيما يواجه سكان حي المسورة حرباً متعمدة من التجويع، ما دفع التجار المحليين إلى فتح محلاتهم وتوزيع المواد الغذائية مجاناً على الأهالي المحاصرين.
هذا وقد أُعلن مساء أمس الجمعة عن استشهاد الشاب علي عقاقة من بلدة أم الحمام بالقطيف، حيث تعرض للهجوم برصاص القوات السعودية حينما كان يقود سيارته قاصدا زيارة أقاربه في العوامية، وذكرت مصادر خبرية بأن القوات عمدت بعد قتل عقاقة إلى جرف سيارته فيما قال ناشطون بأنها محاولة لإخفاء معالم الجريمة الجديدة بقتل المواطنين، حيث وصل عدد الشهداء إلى ٤ وهم إضافة إلى علي: الناشط علي أبو عبدالله من بلدة العوامية، الطفل جواد الداغر من الهفوف، وسائق من الجالية الآسيوية يُدعى حيدر.
من جهة أخرى، أوضح متابعون للوضع الميداني بأن العمليات العسكرية لم تنجح حتى الآن في تغيير “الموقف الشعبي” الرافض للتهجير القسري من حي المسورة، كما أكدوا بأن هناك “استعدادات” جارية من قبل مجموعات الحراك الثوري لترتيب “الوضع وإعادة الانتشار”.
وكانت جهات ثورية أعلنت مع بدء العدوان السعودي على العوامية انتهاء “مرحلة الصبر”، ودعت إلى مواجهة مفتوحة ضد القوات “المعادية”، فيما وصف المعارض البارز فؤاد إبراهيم الجنود السعوديين بأنهم “غزاة”.
إلى ذلك، لم تصدر حتى الآن مواقف دولية أو أممية بشأن العدوان الجاري على البلدة وحيّها التاريخي، مع الإشارة إلى أن بيانات أصدرها خبراء أمميون في وقت سابق دانوا فيها مساعي النظام السعودي هدم حي المسورة، ودعوا إلى عدم الاستمرار في هذا المخطط الذي أكد الخبراء بأنه سيؤدي إلى تدمير تراث ثقافي عريق يمتد لمئات السنين، إضافة إلى أضرار مادية ومعيشية على السكان الأصليين.