وكالة أنباء الحوزة_ يستذكر العراقيون اليوم التاسع من شهر نيسان ذكرى مرور (14) عاما على سقوط اعتى طاغية حكم العراق، واوغل بظلمه وجوره ضد ابناء البلد، وتطاول على مقدساته.
صدام حسين وزبانيته، وجرائهم طيلة فترة استلامهم لحكم العراق وانتهاكهم لمقدساته وبالخصوص العتبات المقدسة في كربلاء والنجف الاشرف تمثل خير دليل على الامتداد الطبيعي لتلك الزمرة البعثية لبني امية ومن تبعهم.
العتبة الحسينية تسلط الضوء على ابشع الجرائم التي ارتكبت بحق الامام الحسين عليه السلام من لحظة استشهاده وحتى انتهاك مرقده الشريف والتطاول على حرمه المقدس واستهدافه بالصواريخ والقاذفات من قبل صدام وزبانيته عام 1991.
اذ تشير المعلومات التاريخية انه في اليوم الخامس من اذار/ مارس عام 1991، تم الإعتداء الهمجي من قبل أزلام النظام الصدامي المُباد، على مدينة كربلاء واستهداف عتباتها المقدسة ابان "الانتفاضة الشعبانية".
وعلى مدار 15 يوماً، تعرض المرقد الشريف لضربات جوية وأرضية، من قبل النظام الصدامي، استهدفت القبة الشريفة والمنارة وأجزاء كبيرة من "الطارمة" الشرفة الخارجية، وكذلك جدار الحائر الحسيني الخارجي.
وقامت قواته الخاصة آنذاك، بمحاصرة المرقد الشريف، ومن ثم اقتحامه واعتقال اعداد كبيرة من الشباب فيه، واعدمت الكثير منهم رمياً بالرصاص في جوار المرقد، فيما حرقوا جزءً كبيراً من الباب الذهبي وشباك السيد إبراهيم المجاب داخل الحرم الشريف.
وبحسب مراقبين ومؤرخين، فإن مهاجمة أزلام النظام المقبور للحرم الحسيني المطهر تعد امتداداً لسلسلة الهجمات التي شنها الطغاة على المرقد الشريف عبر التاريخ.
جرائم بني امية وبني العباس ومن تبعهم
وتشير المصادر التاريخية الى ان بني امية وبني العباس ومن تبعهم ارتكبوا ابشع الجرائم بحق الامام الحسين عليه السلام ومرقده الشريف نوجزها بالاتي:
قيام اللعين (بجدل سليم الكلبي) بسرق خاتم الامام الحسين عليه السلام بعد ما قطع اصبعه. قيام (جمّاله) بسرقة تكة سروال الامام الحسين عليه السلام ومن ثم سلبت ملابسه. قيام (هارون الرشيد) بارسال مجموعة لتهديم المسجد في حرم الحسين (عليه السلام) والمسجد المقام على قبر أخيه العباس (عليه السلام)، كما دمّروا وخرّبوا كل ما فيهما من الأبنية والمعالم الأثرية. توجيه اوامر من قبل (هارون العباسي) بقطع شجرة السدرة التي كانت نابتة عند القبر والتي كان يستخدمها الناس للاستدلال على القبر الشريف، فضلا عن تخريب موضع القبر، ووضع رجالاً مسلَّحين يمنعون الناس من الوصول إلى المرقد المعظّم والمشهد المكرَّم حتى وفاة الرشيد عام (193 هـ). قيام المتوكل العباسي بهدم قبر الامام الحسين عليه السلام ثلاث مرات وقيل 17 مرّة، ولم يكتف بذلك حيث امر بكربه وخرّبه وحرثه وأجرى الماء على القبور. وبحسب المصادر، أنه في أحد المرّات أمر "إبراهيم الديزج اليهودي" بهدم القبر وتغيير موضعه وتبديل معالمه، وحتى أنّه ذهب بنفسه هو وغلمانه ونبشوا القبر حتى بلغوا الحصير الذي فيه جسد الإمام وإذا به تفوح منه رائحة المسك، ولكنهم بعد ذلك أهالوا عليه التراب مجدداً، ولم يكتف "اليهودي" ومن معه بهدم القبر وإنما ضرب ما حوله فهدم مدينة كربلاء كلها و أوكل بمنع الزائرين من الزيارة بالعنوة وبعقاب القتل. في سنة 1216هـ جهز سعود بن عبد العزيز بن سعود الوهابي النجدي جيشاً من أعراب نجد وغزى به العراق وحاصر مدينة كربلاء مغتنماً فرصة غياب اهالي المدينة الى النجف الاشرف لاداء مراسم زيارة الامام علي عليه السلام في ذكرى حلول عيد الغدير اي في يوم 18 ذي الحجة ودخل المدينة عنوة وأعمل في أهلها السيف فقتل منهم ما بين أربعة آلاف إلى خمسة آلاف وقتل الشيوخ والأطفال والنساء، ولم ينج منهم إلا من تمكن من الهرب، ونهب المرقد الشريف وأخذ جميع ما فيه من فرش وقناديل وغيرها وهدم القبر الشريف واقتلع الشباك الذي عليه وربط خيله في الصحن المطهر ودق القهوة وعملها في الحضرة الشريفة ونهب من ذخائر المشهد الحسيني الشيء الكثير ثم كر راجعا إلى بلاده. القيام بسرقة نفائس ثمينة بعد ان تعرض المرقد الشريف للحرق من قبل ازلام صدام عام 1991.