۵ آذر ۱۴۰۳ |۲۳ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 25, 2024
الامام موسى الصدر

وكالة الحوزة - ألقى الإمام موسى الصدر محاضرة في بدایة شهر رجب تحدث فیها عن مناسبات هذا الشهر و أهمیة إحیاء شعائره، وبمناسبة حلول هذا الشهر الكريم نقدم لكم نص المحاضرة في حلقات.

وكالة أنباء الحوزة - ألقى الإمام موسى الصدر محاضرة في بدایة شهر رجب تحدث فیها عن مناسبات هذا الشهر و أهمیة إحیاء شعائره، وبمناسبة حلول هذا الشهر الكريم نقدم لكم نص المحاضرة في حلقات. وفيما يلي نص الحلقة الأولى من المحاضرة: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين.

نحن في هذا اليوم في أوائل شهر رجب، وهذا الشهر من الأشهر المباركة. وبتعبيرنا المحلي من المواسم والأسواق، عندنا في المناطق سوق، سوق رحمة الله، وموسم عبادة الله في هذا الشهر.
أما فضيلة هذا الشهر وعظمته، فكانت من قديم الزمن، اعتبر هذا الشهر موسمًا للعمرة؛ فالعرب كما تعلمون، من أيام إبراهيم (ع) الذي شرّع الحج، وسنّ المناسك، وأذّن في الناس بالحج، جُعِلَ للحج موسمان: موسم للعمرة والحجة وموسم للعمرة. الموسم الأول في ذي الحجة كما تعلمون وكما توفقتم وتتوفقون إن شاء الله في الحج، الحج والعمرة كما تعلمون في شهر ذي الحجة.
وحيث كان الموسم موسمًا كبيرًا، يقصده الناس من أقطار الجزيرة وكانت النزاعات والحروب القبلية سلبت الأمن والاستقرار من الجزيرة، اتفقوا على جعل ثلاثة أشهر الأشهر الحرم: ذو الحجة موسم الحج، وشهرًا قبل ذي الحجة، وشهرًا بعد ذي الحجة. فصار: ذي القعدة الحرام يعني شهرًا يقعدون فيه عن القتال والخصومة، احترامًا للزوار والحجاج، وشهر ذي الحجة الحرام موسم الحج، وشهر محرم الحرام موعد عودة الحجاج إلى بلادهم.
وهكذا جعلوا شهر رجب، الذي كان موسمًا للعمرة، شهر الحرام؛ وكانوا يحترمون هذا الشهر ولا يقاتلون في هذه الأشهر الأربعة. والإسلام أمضى هذه الطريقة، واعتبر ﴿إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا﴾ [التوبة، 36]. ومن هذه الأشهر الاثني عشر، أربعة أشهر هي الأشهر الحرم. فهذا الشهر كان موسم العبادة من قبل الإسلام ومن أيام إبراهيم (ع). ثم الإسلام أيضًا أكد على الاعتناء واحترام هذا الشهر، خاصة وفيه من المناسبات الدينية مناسبات كثيرة.
ففي الثالث عشر من هذا الشهر، مولد الإمام أمير المؤمنين علي (س). ولا شك أن مولد الإمام ذو أثر كبير واحترام عظيم عند الله، باعتبار ما للإمام من المواقف والتأثير في دعم رسالة الله، وفي انتشار الإسلام وفي تأييد الرسول (ص).
ومناسبة ثانية، في السابع والعشرين من شهر رجب، مناسبة أخرى، حسب المشهور في هذه المناطق، مناسبة الإسراء والمعراج. فكما تعلمون، أن رسول الله (ص) حسب نص القرآن الكريم، أُسريَ به، الله سبحانه وتعالى أسرى به ﴿ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى﴾ [الإسراء، 1]، الإسراء يعني السير في الليل من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ هذه مناسبة.
والمناسبة الثانية، المعراج، يعني العروج إلى السماء. أين السماء؟ طبعًا، السماء غير هذه التي نحن نشاهدها، هذا نسميه العلو، الأفق... ولكن السماء، المقام الرفيع والمكان الرفيع. لا شك أن رسول الله (ص) بجسده أُسري به من مكة إلى القدس، ومن القدس إلى أماكن أخرى لا نعرفها، ولكن أسرى به الله سبحانه وتعالى ليريه من آياته. والمعراج كان له أثر كبير في حياة رسول الله وفي زيادة معرفته، لأنه رأى في هذه الليلة من آيات الله، ما لم يره من قبل. وسوف نبحث في هذا الموضوع إن شاء الله من الناحية العلمية والعقائدية، إذا تمكنا في الأيام القادمة.
والمناسبة الثالثة التي نحن نحتفل بها في يوم السابع والعشرين، مناسبة مبعث النبي الكريم. يعني نحن نعتقد أن أول يوم بُعث فيه رسول الله (ص) نبيًا، كان في السابع والعشرين من شهر رجب. وهنا تفاصيل أيضًا علينا أن نبحث فيها في المستقبل.
ومناسبة كريمة، ومناسبة يجب أن نعيشها دائمًا وخاصة في هذه الأيام التي حينما نحيي هذه المناسبة، نشعر بالآلام، ونشعر بالجرح، ونشعر بالقصور والتقصير لأن الإسراء كان من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. أي مسجد أقصى في هذا اليوم؟ مركز الفساد والخلاعة والانحراف، مركز الفسوق والتآمر. كل هذه النقاط يجب أن تثيرنا وتحركنا وتقوي من عزيمتنا وتجدد عزمنا، وبيعتنا على أن نزيل من حياتنا ومن حياة هذا الجيل هذا العار؛ لأن هذه البلدة المقدسة من مئات السنين كانت بيد أجدادنا، ونحن نقول أنهم متأخرون أو غير متعلمين، أو غير متمكنين، عاشوا في الصعوبات، ولكنهم حفظوا القدس حتى أصبح الأمر بيدنا وبيد جيلنا. فنحن مسؤولون عن هذا الشيء، ونسأل الله أن يوفقنا لأن نؤدي واجبنا في هذا الحقل.
وبهذه المناسبة حتمًا سوف تكون لنا هنا حفلة كبرى إن شاء الله نتمكن من إحياء هذا اليوم، والاستفادة من معانيه الكثيرة الكثيرة وخاصة في هذا الوقت.
والمناسبة الأخرى أيضًا في شهر رجب، مناسبة الخامس عشر من شهر رجب: زيارة الإمام الحسين (ع). ومن أهم الزيارات للإمام الحسين، زيارته في أول رجب وفي الخامس عشر من رجب.
وهناك مناسبة أحب أن لا أمر عليها، هذه المناسبة، مرورًا عابرًا. ما الصلة بين زيارة الحسين في الخامس عشر من شهر رجب وبين هذا الوقت؟ لماذا جُعِلَ الخامس عشر من رجب يوم زيارة خاصة للإمام الحسين؟
أفهم من هذا نقطة،  وربما تكون نقطة صحيحة. فنحن إذا استعرضنا يوم زيارة الإمام الحسين نجد أنه في يوم عرفة أيضًا، زيارة الإمام الحسين الخاصة، وللزيارة أجر كبير. نحن نعلم أن يوم عرفة حينما يذهب الحاج إلى عرفات يعني بدء الحج، لأن ما قبل عرفة عمرة. ولكن، يوم عرفة يذهب الحجاج إلى عرفات... هناك يبدأ الحج. يعني الحاج يلبس الإحرام ويذهب حتى يحج، أول عمل حتى قبل الطواف، الوقوف في عرفات من الظهر إلى الغروب. هذا أول عمل في الحج؛ أول منسك من مناسك الحج؛ في هذا اليوم بالذات تُستحب زيارة الإمام الحسين زيارة أكيدة. فما هي الصلة بين هذين الأمرين؟

المصدر: الموقع الإلکتروني لمرکز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات  www.imamsadr.net

 

 

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha