وكالة أنباء الحوزة_ اقام المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، ومؤسسة "العرفان التوحيدية" ندوة ثقافية عن كتاب "الحوار الإسلامي المسيحي: رؤية الموحدين الدروز" للشيخ سامي ابي المنى، في اطار معرض الكتاب الذي يقام في قاعة ثانوية العرفان في السمقانية الشوف.
من جهته اعتبر رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش "اننا أمام دراسة غنية في نظريات التوحيد، الجامع المشترك الذي يرى كاتبها ويثبت تلاقي الأديان في العرفان ويعرِّف بمسلك التوحيد على أنه مسلك أخوة وسلام على رغم التاريخ المتقلب معهم وعليهم ويحدد الانتماء الى الدولة الوطنية والعروبة والإسلام طريقا قويما لهم ومن ضمن ضرورة الاتصال بالآخر لا الانفصال عنه. ويفرد صفحات غنية تجعل من معرفة الذات، من الوجهة السقراطية، سبيلا لمعرفة الآخر واحترامه لأن الصدق مع الذات يقود حكما للصدق مع الآخر وللعيش معه في وئام وأمان. وهنا يذكر الشيخ سامي مأساة الجبل لا للبكاء على الأطلال بل للتأكد أنها فاصلة في تاريخ مشترك ونقطة انطلاق للبناء معا ضمن الثوابت الوطنية".
بدوره اوضح مؤلف الكتاب الشيخ ابي المنى أنه اختار موضوع الحوار الإسلامي المسيحي في لبنان رؤية الموحِّدين الدروز انطلاقا من قناعته بأن الحوار هو السبيل الأرقى لتحقيق السلام وأنه حاجة إنسانية في العالم، وأنه خيار حتمي في بلادنا، وأنه سمة ملازمة لأبناء طائفته، الموحِّدين الدروز.
وأضاف: "وفي المنحى الوطني الاجتماعي، عرضت لمواقف الموحدين، الذين لم يسعوا يوما إلى تشكيل هوية خاصة بهم أو حالة انفصالية عن عروبتهم ووطنيتهم، أكان ذلك في لبنان أم في سوريا أو فلسطين أو الأردن. أما في ما يتعلق بمسلك التوحيد، فقد حاولت، من خلال تعريفي به، تحقيق ما أكّده أربابه وشيوخه العارفون، بأنه مسلك جامع في إطاره العرفاني، وفي إطاره المعرفي، وهو مسلك قائم على التعامل بمحبة وطهارة، والنظر في عين العقل والحكمة، والحكمة عند أهل التوحيد هي غاية الكتاب وثمرته، ولذا اعتمد المسلك على التقية في بعض أوجهها، مداراة وحذرا، وفي ذلك نوع من أنواع الحوار واحترام الآخر والتعامل معه بلطف، من خلال احترام معتقده وعدم التعرض له، إلا أنه مسلك ارتقاء فكري وروحي، يعتبر أن الدينَ وسيلة لتحقيق غاية إنسانية، وليس غاية في حد ذاته، وبأنَّ الغاية الإنسانية واحدة، وإن اختلفت طرق الوصول إليها. ولذا، فالموحدون لم يمارسوا الدعوة إلى دينٍ منفصل، ولم يفسحوا المجال، بعد زمن انطلاق مذهبهم من بيت الحكمة في القاهرة منذ ألف عام، لأيِ دخول جديد فيه، وهذا ما شكل فسحة مطمئنة للحوار، إذ لم يكن في هاجسهم، يوما، استقطاب الآخرين وسلخهم عن أديانهم ومذاهبهم".