وكالة أنباء الحوزة_ قال ناشطون بأن التشييع الحاشد للشهيد مصطفى حمدان، يوم أمس السبت ٢٥ مارس، مثل انعطافا آخر في مسار الثورة بالبحرين، وأكدوا – في مواقف متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي – بأن المشاركة الشعبية الواسعة ومحتوى الشعارات التي تخلله تُثبت مرة أخرى فشل القمع والإرهاب الخليفي في تركيع البحرانيين وإجبارهم على الصمت أو التراجع.
وقد انطلق تشييع الشهيد حمدان يوم أمس في موكب حاشد، شارك فيه البحرانيون من مختلف الأعمار والفئات، وتميّز بظهور والدة الشهيد وهي توزّع الحلوى تعبيرا عن افتخارها بشهادة ابنها، وأكدت خلال مراحل التشييع على أنه “رفع رأسها” بعد أن فدى نفسه من أجل الوطن وآية الله الشيخ عيسى قاسم. وبهذا الموقف، انضمّت والدة الشهيد حمدان إلى قافلة أمهات الشهداء اللواتي عبّرن عن الموقف نفسه، وأكدن بأن ما حلّ بهن بفقدن أبنائهن ليس فيه “إلا الخير”، وأنهن ما رأين إلا جميلا.
الشعارات التي علت في موكب التشييع كانت تعبيرا آخر عن الموقف الشعبي الذي عجز الخليفيون عن تغييره، وكانت أولى الشعارات تلك التي رفعها المجتمعون أمام منزل الشهيد في بلدة كرباباد، في الساعة الأولى بعد شيوع نبأ الاستشهاد، حيث هتفوا بشعار “الموت لآل خليفة” و”الموت لآل سعود”، ثم جاءت الشعارات الثورية الحاسمة على امتداد الموج البشري الذي شارك في موكب التشييع.
الغضب الثوري الذي اندلع في البلاد؛ كان عنوانا آخر على خصوصية الوفاء للشهيد حمدان، حيث أضيئت البحرين بنيران الغضب التي ردعت الآليات والمركبات العسكرية، وأغلقت الشوارع الرئيسية، وشكلت تعبيرا إضافيا عن القدرة الشعبية على الاستمرار في الثورة، وفي رسم خط بيانها التصاعدي، رغم كل الإجراءات غير المسبوقة لآل خليفة، من القتل الوحشي والاستهتار بالأعراض والكرامات والأرواح، إلى محاربة الهوية والإمعان في تفكيك كل أسسها.
ويعلق ناشطون بأن “استواء عشرة من الشهداء منذ بداية العام الحالي، والوفاء الشعبي لكل الشهداء عبر الحضور في مواكب التشييع، وتنفيذ احتجاجات الغضب في الميدان؛ يؤكد إن السنة الجديدة من عمر ثورة البحرين ستكون ملأى بالتحولات الحاسمة، وذلك بعد أن باتت المفاصلة بين الشعب والخليفيين بائنة، ولا رجعة عنها”.