۲ آذر ۱۴۰۳ |۲۰ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 22, 2024
خطيب جمعة كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي

وكالة الحوزة؛ وصف السيد السيستاني على لسان ممثله بكربلاء المقدسة القوات العراقية بكافة صنوفها والمتطوعين معهم الذين يقاتلون الدواعش بانهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وباعوا انفسهم له عز وجل فقاتلوا في سبيله فمنهم من قُتل ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، ليحفظوا للاسلام اصالته وجوهره وللوطن كرامته وعزته.

وكالة أنباء الحوزة ـ وصف السيد السيستاني القوات العراقية بكافة صنوفها والمتطوعين معهم الذين يقاتلون الدواعش وصفهم بانهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وباعوا انفسهم له عز وجل فقاتلوا في سبيله فمنهم من قُتل ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، ليحفظوا للاسلام اصالته وجوهره وللوطن كرامته وعزته وليصونوا اعراض مواطنيه الغيارى كما دعت المرجعية العراقيين الى بدء صفحة جديدة، بقوله "كفانا في العراق ما عشناه من مآسي".

وقال ممثل السيد السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة في 16/ربيع الاول/1438هـ الموافق 16/12/2016م بما نصه "ونحن نعيش ذكرى ولادة الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وحفيده الامام الصادق (عليه السلام) فلنستضيء بكلمات سيد البلغاء امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) ليرشدنا الى خصال النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وشمائله التي بها اصطفاه الله تعالى على جميع خلقه فاختاره سيداً لأنبيائه ورسله وجعله من بينهم حبيباً لنفسه، قال (عليه السلام): (فَهُوَ إِمَامُ مَنِ اتَّقَى، وبَصِيرَةُ مَنِ اهْتَدَى، وسِرَاجٌ لَمَعَ ضَوْؤُه وشِهَابٌ سَطَعَ نُورُه، وزَنْدٌ بَرَقَ لَمْعُه، سِيرَتُه الْقَصْدُ، وسُنَّتُه الرُّشْدُ وكَلَامُه الْفَصْلُ وحُكْمُه الْعَدْلُ؛ أرسلهُ على حينِ فترة من الرُّسُلِ، وهفوة عن العملِ، وغباوة من الاممِ).
ثم يصف امير المؤمنين (عليه السلام) حال الناس قبل بعثته اليهم..
فقال (عليه السلام): (بعَثَه والنَّاسُ ضُلَّالٌ فِي حَيْرَةٍ وحَاطِبُونَ فِي فِتْنَةٍ قَدِ اسْتَهْوَتْهُمُ الأَهْوَاءُ واسْتَزَلَّتْهُمُ الْكِبْرِيَاءُ واسْتَخَفَّتْهُمُ الْجَاهِلِيَّةُ الْجَهْلَاءُ حَيَارَى فِي زَلْزَالٍ مِنَ الأَمْرِ وبَلَاءٍ مِنَ الْجَهْلِ فَبَالَغَ صلى الله عليه وآله وسلم فِي النَّصِيحَةِ ومَضَى عَلَى الطَّرِيقَةِ ودَعَا إِلَى الْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ).
فوصف (عليه السلام) ما كان سبباً في ضياع وتخبط الناس قبل البعثة النبوية من تفشي الجهل وغلبة الاهواء والشهوات واطماع اصحاب الرئاسة والزعامة والتخبط في الفتن والحروب والصراعات الناشئة من عوامل الشر الكامنة في النفس الانسانية وما افرزته عوامل التكبر والغرور والعجب لدى المستكبرين وقد قابل تلك الاوضاع والظروف المعقدة بما يحمله من نفس رحيمة وقلب عطوف وارادة للخير لمجتمعه وبذل كل ما بوسعه من نصيحة وتعليم للناس ودعوة الى الطريقة الالهية باسلوب عقلائي بالحكمة والموعظة الحسنة والاحترام للاخرين وان كانوا على جهل وضلال يتعامل معهم كالاب الحنون سائلا الله تعالى لهم الهداية والمغفرة والرحمة.
فكانت ثمار هذه الدعوة الحسنة وهذا الاسلوب الحكيم ما قاله امير المؤمنين (عليه السلام) في مقطع آخر: (قَدْ صُرِفَتْ نَحْوَهُ أَفْئِدَةُ الاَْبْرَارِ، وَثُنِيَتْ إِلَيْهِ أَزِمَّةُ الاَْبْصَارِ، دَفَنَ [اللهُ] بِهِ الضَّغَائِنَ وَأَطْفَأَ بِهِ الثَّوَائِرَ وأَلَّفَ بِهِ إِخْوَاناً، وَفَرَّقَ بِهِ أَقْرَاناً، أَعَزَّ بِهِ الذِّلَّةَ، وَأَذَلَّ بِهِ الْعِزَّةَ).
واضاف ان الامام (ع) قد استطاع بحكمته وموعظته الحسنة وخلقه وادبه الذي استقطب القلوب وخطف الابصار والافئدة وشدها اليه ان يصرف تلك الافئدة نحو منهجه الالهي وتميل اليه النفوس فتنقاد له ولأوامره طواعية ومحبة واجلالا، واستطاع بأدبه وتواضعه وشفقته ورحمته وما ايده الله تعالى به من حكمة وعلوم ربانية ان يطفئ نار الفتن والعداوات ويرفع به الضغائن والاحقاد من القلوب.
وبين الشيخ الكربلائي خلال خطبته من الصحن الحسيني الشريف بما نصه "في هذه الايام السعيدة بذكرى ولادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تواصل قواتنا الامنية بمختلف صنوفها ومن يساندها من المتطوعين الابطال ورجال العشائر الغيارى تحقيق ملاحم المجد والكرامة والعز في جبهات القتال مع الارهابيين الدواعش وما ذلك الا بفضل صمود هذه القوات البطلة وثباتها وعزمها على تحقيق النصر الحاسم والنهائي – واذا كان لنا ان نصف رجالا في هذا العصر بانهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه وباعوا انفسهم له عز وجل فقاتلوا في سبيله فمنهم من قُتل ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، فهؤلاء المقاتلون الذين يفترشون الرمال في الصحراء القاسية البرودة حاملين ارواحهم على اكفهم ليحفظوا للاسلام اصالته وجوهره وللوطن كرامته وعزته وليصونوا اعراض مواطنيه الغيارى - فهنيئاً لهم هذا التوفيق الالهي والتسديد للسير على خطى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونهج القران الكريم بجهادهم وتضحياتهم وبطولاتهم.
واوضح الكربلائي في خطبته ان مقتضى صدق الانتماء للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والاحياء الحقيقي لمناسبة ميلاده المبارك هو ان نحييها ونقيمها في قلوبنا قبل ان نحييها ونقيمها في مجالسنا ونستذكر خصاله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الرحمة والعطف والشفقة في نفوسنا قبل ان نذكرها بألسنتنا واقلامنا. وقد سعدنا واستبشرنا خيرا بما رأينا من مجالس مشتركة من مختلف الطوائف في مناطق متعددة في العراق للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة، ولكن أملنا ورجائنا ان تتلاقى القلوب قبل ان تجتمع الاجسام، وتتطابق العواطف الصادقة والمشاعر النبيلة قبل ان تتصافح الايادي وتتعانق الابدان، وكفانا في العراق – هذا البلد الكبير والغني بتراثه الفكري والحضاري والذي كان ارضاً للعديد من الرسالات السماوية- ما عشناه من صراعات ومآسي، ولنبدأ صفحة جديدة نأخذ فيها بهدي النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) يكون ملؤها المحبة والسلام يحترم بعضنا البعض الاخر ويفي له بحقوقه ويراعي مقتضيات التعايش السلمي معه ويبتعد عن الحقد والبغضاء والكراهية.
واضاف "ان ما يشهده عالمنا الاسلامي في هذا الوقت من حروب وصراعات مختلفة ازهقت ارواح مئات الالاف من الابرياء وشرّدت الملايين من بلدانهم ودمرت الكثير من المدن وحولتها الى خراب لأمر يدعو الى الخجل لا الى الحزن والاسى فقط، الخجل من الله ومن رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن انسانيتنا ان بلغ الحال بهذه الامة الى هذا المستوى الفظيع يقاتل بعضهم بعضاً ويكفر بعضهم بعضاً وتمتلئ قلوبهم حقداً وكراهية تجاه الاخر ولا يتوانون عن اراقة الدماء البريئة لأتفه الاسباب،حقاً انه امر يدعو الى الخجل ما آل اليه حال عالمنا الاسلامي حيث تنهكه الصراعات المختلفة وتستنزف موارده الحروب العبثية وصار حاضره ومستقبله مما تتحكم به مصالح واطماع الاخرين، وبعد ان كان مصدراً للرحمة والخير والازدهار لشعوب العالم بات موطئاً لصراعات الاستعلاء والطمع والممارسات الوحشية التي قلّ مثيلها. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

 

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha