وكالة أنباء الحوزة ـ لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى ان التيار المثير للفتنة و التفرقة اخذ ينحسر و في طريقه الى الانزواء ، مشيراً الى أننا كنا قد شهدنا خلال السنوات الاخيرة فترة انقلات لجام الفتن الطائفية ، و الحروب المذهبية ، و تأجيج العداء بين المذاهب ، غير أن ما نراه اليوم هو ان التيارات المثيرة للفتنة ليست اخذت تتراجع و تنحسر ، بل في طريقها للانزواء ايضاً .
أوضح آية الله الاراكي ذلك خلال استقباله، اعضاء لجنة الوحدة و التقريب في مجلس الشورى الاسلامي الإيراني، مؤكداً أن المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية يعد أكبر ملتقى ثقافياً و اجتماعياً و دينياً تشهده البلاد ، و أن آثاره و تداعياته واضحة للجميع ، لافتاً الى ان مؤتمر الوحدة هذا العام سيكون أكثر قوة و تأثيراً من الاعوام السابقة .
و استطرد سماحته : ينبغي لنا أحياناً التعرف على مدى اهمية و تأثير ما نقوم به ، من خلال ردود الافعال التي يظهرها العدو ازاء ذلك ، و مما يذكر في هذا الصدد أن وسائل الاعلام المعادية تحاول جاهدة الاساءة الى مؤتمر الوحدة و تشويه صورته ، و محاولة الحد من انعكاسات انعقاد المؤتمر في المجتمعات الاسلامية بمختلف الوسائل و السبل ، و أن ردود الافعال هذه تدل بوضوح على مدى التأثير الذي يحظى به انعقاد مؤتمر الوحدة الاسلامية في طهران .
و تابع آية الله الاراكي : أن انشطة و فعاليات المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية باتت اليوم مصدر الهام و مدعاة للعديد من الانشطة و الفعاليات الأخرى في انحاء مختلفة من العالم . إذ هناك الكثير من المجاميع الثقافية تشكلت و بدأت تمارس نشاطها سواء داخل البلاد و خارجها بوحي من اهتمامات المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية و المشاريع التي يقدم عليها.
شدد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، على ان التيارات المثيرة للفتنة و التفرقة اخذت تنحسر و في طريقها الى الانزواء ، موضحاً : كنا قد شهدنا خلال الاعوام الاخيرة فترة انقلات لجام الفتن الطائفية ، و الحروب المذهبية ، و تأجيج العداء بين المذاهب ، غير أن ما نراه اليوم هو أن التيارات المثيرة للفتنة ليست اخذت تتراجع و تنحسر فقط ، و إنما في طريقها للانزواء ايضاً .
و أضاف آية الله الاراكي : من الواضح أن ثقافة التقريب و الفعاليات التقريبية باتت اليوم موضع اهتمام على نطاق واسع في العالم الاسلامي ، و مما يجدر ذكره أننا استطعنا هذا العام تنظيم مؤتمرات و ملتقيات للتقريب بين المذاهب في العديد من البلدان مثل روسيا و اندونيسيا ، بالتعاون و التنسيق مع المؤسسات و المركز المعنية في هذه الدول . و لاشك أن ذلك يدل بوضوح على أن نطاق الاهتمام الذي بات يحظى به التقريب على صعيد مؤسسات و شخصيات العالم الاسلامي في اتساع و تزايد مستمر .
و أوضح سماحته : أن شيخ الازهر كان قد دعى الجميع ، خلال المؤتمر الذي عقد في غروزني مؤخراً ، الى التقريب و الوحدة ، و اعتبر الوهابية العامل الرئيسي الذي يقف وراء المشكلات التي شهدها العالم الاسلامي في السنوات الاخيرة . كما ان وزير الشؤون الدينية في تونس اعتبر ، في خطاب له في البرلمان التونسي ، السعودية هي المسؤولة عن الفتن الطائفية و المشكلات التي يعاني منها العالم الاسلامي في الوقت الراهن ، و شدد على أهمية و ضرورة وحدة العالم الاسلامي .. أن كل هذه المواقف و الاحداث تدل على أن امواج الحرب المذهبية بدأت تتداعى و في طريقها الى الاضمحلال ، و أن امواج الوحدة و التقريب هي التي أخذت تتعالى و تنتشر من الآن فصاعداً ، و لهذا ينبغي انتهاز هذه الفرصة لترسيخ و تقوية التيارات ذو التوجهات الوحدوية و تسعى الى تكريس التقارب و الوحدة .
و خلص آية الله الاراكي للقول : أننا نتطلع الى دعم و مساندة كافة المراكز و المؤسسات في هذا المجال ، كي يتسنى لنا استبدال التوجهات الوحدوية الى ثقافة عامة . كما نتوقع من لجنة التقريب في مجلس الشورى الاسلامي المزيد من التحرك و بنحو أكثر فاعلية في هذا المجال .