۱۰ فروردین ۱۴۰۳ |۱۹ رمضان ۱۴۴۵ | Mar 29, 2024

وكالة الحوزة - جاءت السنن الحوزوية نتيجة جهود علمائها الكبار وينبغي الحفاظ عليها؛ فقد شوهِد مؤخَّراً أنّ الثقافة الجامعية في طريقها إلى الهيمنة على قسم من الثقافة الحوزوية، وهذا الأمر غير مناسب، حيث على الحوزة أن تحافظ على منهجها وأصالتها.

وفق تقرير وكالة أنباء الحوزة أشار سماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي في الحفل الذي أقيم بمناسبة بداية السنة الدراسية الجديدة للحوزات العلمية في المدرسة الفيضية بقم المقدّسة، إلى أنّ اليوم هو يومٌ مبارك للعالم الإسلامي والحوزات العلمية؛ وذلك لأنّ الدروس الحوزوية قد بدأت، وهو يوم خِدْمَة العالم الإسلامي ومذهب أهل البيت (عليهم السلام) والعالم الشيعي أكثر من ذي قبل.

وتابع سماحته قائلاً: يصادف اليوم ذكرى قِران الإمام علي (عليه السلام) مع الصدّيقة الزهراء (سلام الله عليها)، ونحن نتفائل خيراً بهذا التقارن، ونأمل أن يكون عاماً جيّداً للحوزات العلمية والعالم الإسلامي.

كما أشار سماحة المرجع إلى حديث عن الإمام الهادي (عليه السلام)، حيث روي أنّه (عليه السلام) قال: لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم (عليه السلام) مِن العلماء الداعين إليه، والدالّين عليه، والذابّين عن دينه بحُجَجِ الله، والمنقِذين لضعفاء عباد الله من شِباك إبليس ومرَدَتِه، ومن فِخاخ النواصب لما بقي أحدٌ إلا ارتدَّ عن دين الله، ولكنّهم الذين يُمسكون أزِمَّة قلوبِ ضعفاءِ الشيعة كما يُمسِك صاحبُ السفينة سكّانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عزّ وجلّ.

وعلّق سماحته على هذا الحديث الشريف قائلاً: على ما في هذا الحديث فإنّ مهمّة طلبة العلوم الدينية لا تقتصر على التعليم فحسب، بل من واجباتهم أيضاً أن يدعوا لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ويدافعوا عنه وينقذوا الضعفاء أمام الهجمات العقائدية.

 

·       الحوزات العلمية رؤوس أموال ضخمة للعالم الإسلامي

 

ومن خلال الإشارة إلى أنّ الحوزات العلمية تُعَدُّ رؤوس أموال ضخمة للعالم الإسلامي قال الأستاذ البارز في الحوزة العلمية: يُعَدُّ الذبّ عن عقائد الناس، والدفاع عن الأحكام الإسلامية و ... من مهامّ الحوزات العلمية.

كما أشار سماحته إلى أنّ الحوزةَ رأسُ مالٍ ضخمٍ كان من زمن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) حتى وصل إلينا اليوم كي ندافع عن الإسلام.

 

·       السيد الإمام (رحمه الله) والسيد القائد من أبناء هذه الحوزات

 

وأضاف هذا المفسِّر الكبير: السيد الإمام (رحمه الله) والسيد القائد من أبناء هذه الحوزات، ومن هنا لا ينبغي أن يتغافل أحدٌ عن أهمّيّة الحوزة العلمية.

 

·       مهام طلبة العلوم الدينية

 

وبالإشارة إلى واجبات الحوزات العلميّة قال سماحته: علينا أن نسعى جاهدين للحفاظ على الحوزات العلميّة، ويحصل ذلك من خلال التعلّم، وتوفُّر المباحث العلميّة واتّساعها، وترقِّي العلوم، وكذلك من خلال رعاية المبادئ الأخلاقية.

كما قال سماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي: جاءت السنن الحوزوية نتيجة جهود علمائها الكبار وينبغي الحفاظ عليها؛ شوهِد مؤخَّراً أنّ الثقافة الجامعية في طريقها نحو الهيمنة على قسم من الثقافة الحوزوية، وهذا الأمر غير مناسب، فعلى الحوزة أن تحافظ على منهجها.

 

·       استقلالية الحوزات العلميّة الشيعية

 

وضمن التأكيد على استقلالية الحوزات العلميّة قال سماحة المرجع: إنّ جامعة الأزهر تابعة للدولة حالياً، ويتمّ تعيين مدير الأزهر والمفتين من قِبَل السلطات، والمكان الوحيد الذي بات مستقلاً ويتمّ تمويله من قِبَل مراجع الدين هي الحوزات العلميّة الشيعية، حيث ينبغي على المعنيين الحيلولة دون تشويه هذا الاستقلال.

وتابع سماحته قائلاً: أيُّ تبعيّة للحكومة وعدم استقلالية الحوزات العلمية يؤدّي إلى انحطاط قيمة هذه المؤسسة، ويجعلها كغيرها من الحوزات العلميّة، لذلك علينا أن نكون حذرين.

 

·       تشجيع فضلاء الحوزة العلمية على شدِّ الرحال والهجرة لباقي المدن

 

كما اقترح سماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي على الفضلاء في الحوزة العلمية أن يهاجروا لباقي المدن والمحافظات لتبليغ الدين الإسلامي والشريعة المحمّدية، مشيراً إلى حديث مروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) بهذا الصدد.

 

·       التكفيريون هم الخطر الأكبر على العالم الإسلامي

 

وأشار هذا الأستاذ البارز في الحوزة العلمية إلى أنّ التكفيريين حالياً يُعَدُّون الخطر الأكبر على العالم الإسلامي، ولذا يجب مواجهتهم والوقوف أمامهم، فجميع أعمال العنف التي يقوم بها الدواعش جاءت من قِبَل الوهابيين في المملكة العربية السعودية، وقد توصّلنا إلى هذا الأمر من خلال دراسة ما يتمّ القيام به في مدارسهم الأكاديمية، وحوزاتهم العلمية، وفتاوى كبار مفتيهم، ووسائل إعلامهم الهامّة، ووسائل الإعلام الخارجية التابعة لهم والتي تدعو للعنف ضدّ المسلمين وأتباع المذهب الشيعي.

وتابع سماحته قائلاً: اُقيم مؤتمرٌ في الشيشان مؤخَّراً حضره العديد من علماء أهل السنّة، وجاء في بيانهم أنّ الوهابيين ليسوا من أهل السنة والجماعة.

وأضاف سماحته: المملكة العربية السعودية غاضبة جداً من اقامة هذا المؤتمر، وذلك لأنّ المشاركين فيه كانوا يتلقّون الدولارات من قبل السعودية، ومع ذلك ذكروا ما أشرنا اليه في بيانهم.

 

·       ضرورة الاتّحاد بين المسلمين

 

كما قال سماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي حول ما يشهده العالم الإسلامي اليوم: يقوم الأعداء حالياً بخلق الخلافات بين المسلمين واشعال الحروب فيما بينهم، فليس مهمّا لأمريكا بأن تطول الحرب في اليمن لعشر سنوات، وذلك لأنّهم قاموا مؤخَّراً بإبرام عقود كبيرة لبيع الأسلحة مع السعودية، ولذلك فهم يشجعون على اشتعال هذه الأزمات والحروب بالمنطقة.

وشدّد سماحته على ضرورة تجنُّب الأمور التي تؤدّي إلى الخلافات، وتمنع من اتّحاد المسلمين فيما بينهم، وذلك لأنّ نقاط الاتفاق كثيرة ونقاط الاختلاف ضئيلة.

ارسال التعليق

You are replying to: .