وكالة أنباء الحوزة ـ هناك سؤال وهو، کيف يبرر المسيحيون احتياجات المسيح المادية؟ وقد جاء رد المرجع الديني مكارم الشيرازي على هذا السؤال من خلال ما أورده من شرح وتوضيح في تفسيره القرآني الأمثل، على النحو التالي:
السوال: کيف يبرر المسيحيون احتياجات المسيح المادية؟
الجواب: ممّا يلفت النظر انّ مسالة کون المسيح(عليه السلام) بشراً ذا احتياجات مادية جسمانية ـ وهي ما يستند اليها القرآن في هذه الآية وفي آيات اُخرى ـ کانت من اکبر المعضلات بوجه المسيحيين الذين يدّعون الوهيته، فسعوا الى تبرير ذلک بشتى الاساليب، حتى انّهم اضطروا احياناً الى القول بثنائية المسيح: اللاهوت والناسوت، فهو من حيث لاهوتيته ابن الله، بل هو الله نفسه ومن حيث ناسوتيته فهو جسم ومخلوق من مخلوقات الله، وامثال ذلک من التبريرات التي هي خير دلالة على ضعف منطقهم.
لابدّ من الالتفات ايضاً انّ الآية استعملت «ما» بمکان «من» والتي تشير عادة الى غير العاقل، ولعلّ ذلک يفيد الشمول بالنسبه للمعبودات والاصنام المصنوعة من الحجر او الخشب، فيکون المقصود هو انّه اذا جاز ان يعبد الناس مخلوقاً، جازت کذلک عبادتهم الاصنام، لانّ هذه المعبودات تتساوى من حيث کونها جميعاً مخلوقات، وانّ عبادة المسيح(عليه السلام) ضرب من عبادة الاصنام، لا عبادة الاله(1).
ــــــــــــــــــــــــ
1. الامثل، ج 3، ص 601.
المصدر: الموقع الرسمي لمكتب سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي