تنشر وكالة أنباء الحوزة مقتطفات من كلمة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمّد باقر تحريري - وهو أحد أساتذة الأخلاق في الحوزة العلمية في قم المقدّسة - حول اغتنام شهر رمضان المبارك معنوياً بمناسبة حلول هذا الشهر الفضيل:
· شهر رمضان المبارك شهر القرب إلى الله
يستفاد ممّا ورد في القرآن الكريم والأحاديث والأدعية أنّ شهر رمضان المبارك هو من أفضل الشهور عند الله عزّ وجلّ، وقد هيّئ سبحانه وتعالى لعباده في هذا الشهر أسباباً مختلفة كي تكون لهم علاقة خاصة به تعالى.
· كيف نستفيد من شهر رمضان المبارك؟
يُعَدّ شهر رمضان المبارك من النفحات الربّانية الخاصّة التي أشير إليها في الحديث الشريف: (إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، أَلا فَتَعَرَّضُوا لَهَا)، أي: أنّ في أيامكم هذه تهبّ رياحٌ من قِبَل الله تعالى، فانتبهوا أن تتعرّضوا لها ولا تُعرِضوا عنها.
ينبغي أن نقوم بإعداد قدراتنا الاستيعابية حتى نكون قادرين على اغتنام الرحمة الإلهية في هذا الشهر، فننالها ونحتفظ بها في وجودنا، ونقوم بتنميتها. نعم؛ القيام بتنميتها أيضاً بحاجة إلى رعاية إلهية، وقد روي في ذلك: (وَزَارِعُهَا وَالْقَيِّمُ عَلَيْهَا رَبُّ الْعَالَمِين)، ولكن ينبغي أن تُوَفَّر الأرضية في أنفسنا لذلك.
· الدعاء ومكانته السامية في معرفة الله تعالى
من الأمور التي تمّ التأكيد عليها في هذا الشهر الفضيل موضوع الدعاء، فللدعاء ميزة خاصّة بين سائر العبادات، وهو نحوُ تحدّثٍ للعبد مع الله سبحانه وتعالى.
وقد وردت أدعية متنوعة لشهر رمضان المبارك، فأدعية النهار فيه كثيرة، وكذا الأدعية المختصّة بالليالي والأسحار، وذلك كي يتحدّث الشخص مع الله عزّ وجلّ بلغة الذليل بمحضره تعالى متى ما أراد أن يتواصل معه عن دراية وبتواضع، فإنّ الجهة الأخرى في الدعاء هي جهة إظهار التواضع بمحضره تعالى. من يقرُّ بكمال شخصٍ ويعتقد بذلك ويبرز اعتقاده فتلك المرحلة الأولى من التواضع، والتي ينبغي أن يتّصف المؤمن بها، ولذا قالوا: (الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ)، وذلك لأنّ حقيقة العبادة هي التواضع للمعبود عن دراية وعلم.