۲ آذر ۱۴۰۳ |۲۰ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 22, 2024
رمز الخبر: 341390
٢٧ أبريل ٢٠١٦ - ٠٨:٢٦
من معالم سيراليون

وكالة الحوزة / يتعايش المسلمون والمسيحيّون في سلام ووئام في سيراليون، كما توجد نشاطات جامعة في الحياة الدينيّة لسكّان فريتاون، في أماكن أخرى من هذا البلد.

وكالة أنباء الحوزة / مرَّت سيراليون كما غيرها من دول أفريقيا بجملةٍ من الصِّراعات والتّحدّيات والحروب الَّتي حاول البعض استغلالها لتعميق الشَّرخ بين أتباع الدّيانات فيها، وبخاصَّة بين المسلمين والمسيحيّين، ولكنَّ إرادة التَّعايش السّلميّ بين أبناء البلد الواحد، ترفض الانجرار وراء المشاريع المشبوهة، وتأمل البلاد أن يساعدها المحيط الإقليميّ، كما دول العالم، على ترسيخ السَّلام وإبراز دورها وشخصيَّتها الثّقافيَّة والدينيَّة والإنسانيَّة الغنيَّة.

تعدّ فريتاون؛ عاصمة سيراليون، أهمَّ حاضرة اقتصاديّة وثقافيّة وسياسيّة في البلاد. وتقع هذه المدينة السّاحليَّة في المنطقة الغربيَّة من سيراليون، وتضمّ ميناءً يطلّ على المحيط الأطلسي.

وفي العام 1787، بسط البريطانيّون سيطرتهم على منطقة فريتاون، الَّتي أصبحت فيما بعد عاصمة سيراليون. ويحال اسم "فريتاون" (المدينة الحرّة)، إلى تجارة الرّقيق عبر المحيط الأطلسي بشكل عام، ويشير على الخصوص إلى وصول مجموعة من السود المرحّلين من لندن، الَّذين بلغ عددهم 400 شخص في البداية، قبل أن تصل دفعات أخرى من الولايات المتّحدة الأميركيَّة وجامايكا.

وفي العام 1794، تعرَّضت فريتاون لنهب المستعمرين الفرنسيّين، قبل أن يعاد بناؤها من قبل المستوطنين وفق الطّراز المعماريّ الأنجلوساكسوني، الَّذي يغلب عليه الطّابع الأميركي.

ويمكن اعتبار مدينة فريتاون نموذجاً يعكس التنوّع العرقيّ لمجتمع سيراليون، الّذي يتشكَّل معظمه من "التمني" و"المندي". كما يتوزع سكان سيراليون على نحو عشرين جماعة عرقيّة، من أهمّها جماعات "اللّيمبا"،  و"الكونو"، و"البيلوم"، و"الكورانكو"، و"الكريو". أمّا اللّغات الأكثر انتشاراً في البلد، فهي "المندي"، و"التمني"، و"الكريو"، بينما لا تزال اللّغة الإنجليزيّة بمثابة اللّغة الرسميّة المعتمدة في الإدارات العموميَّة، وذلك من مخلّفات الاستعمار البريطاني للبلاد. وتعدّ "التمني" و"الكريو" لغتي التّواصل الرئيستين في سيراليون، متخطّيتين بذلك جميع الحدود الّتي قد تشكّلها الانقسامات العرقيَّة.

وفي إطار الاحتفال بالذّكرى الخمسين لاستقلال البلاد، أطلقت وزارة السّياحة والشّؤون الثّقافيَّة المهرجان الثّقافيّ لمدينة فريتاون، تحت شعار "لنحتفل بتنوّعنا الثقافي". وكان هذا المهرجان هو الأوَّل من نوعه منذ نيل البلاد استقلالها في العام 1961. وفي هذه المناسبة، شدَّد عمدة مدينة فريتاون على حاجة البلاد إلى تعزيز إشعاعها الثقافيّ، والحرص على أن يكون هذا المهرجان إطاراً لإحياء التّراث الثقافيّ وتعزيز التنوّع الثقافيّ في سيراليون.

وتبرز مظاهر الإسلام والمسيحيَّة في الحياة اليوميَّة لسكّان فريتاون، بيد أنَّ بعض سكّان المدينة لا يزالون متشبّثين بديانات أجدادهم المحليَّة، على الرّغم من انتشار هاتين الدّيانتين السّماويّتين.

وفي غياب إحصاءات خاصّة في مدينة فريتاون بشأن أتباع الدّيانتين، فإنَّ الإسلام ما فتئ ينتشر بشكلٍ مطّرد منذ استقلال سيراليون. وقد دخل الإسلام البلاد على يد مجموعات الماندي والفولان والهوسا، حيث كان المسلمون يشكِّلون نسبة 35% من سكّان سيراليون في العام 1960، قبل أن تنتقل هذه النّسبة إلى 60% في العام 2000، ثم 71% في العام 2008.

أمّا بخصوص المسيحيَّة، فيمثّل أتباعها 10% من سكّان سيراليون، وينتسب الكثير منهم إلى الكنيسة البروتستانتيّة، بيد أنَّ مصادر أخرى تؤكِّد أنَّ نسبة السكّان المسيحيّين هي 21%.

ويتعايش المسلمون والمسيحيّون في سلام ووئام في سيراليون، وهذا ما تؤكِّده الزيجات المختلطة، كما توجد نشاطات جامعة في الحياة الدينيّة لسكّان فريتاون، في أماكن أخرى من هذا البلد.*
ــــــــــــــــــــــــــ

*التعليقات المنشورة لا تعبّر عن رأي الموقع وإنّما تعبر عن رأي أصحابها
 

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha