وكالة أنباء الحوزة: انطلقت في العاصمة المغربيّة الرّباط فعاليّات المؤتمر الدّوليّ الثّالث لمسؤولي إذاعات القرآن الكريم في العالم الإسلامي، الَّذي ينظِّمه اتحاد الإذاعات الإسلاميّة، بالتَّعاون مع المنظّمة الإسلاميَّة للعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، تحت عنوان "دور إذاعات القرآن الكريم في محاربة الغلوّ والتطرّف ونشر ثقافة الاعتدال". وتستمرّ فعاليّات المؤتمر لمدّة يومين، بمشاركة ممثّلين لنحو سبعين دولةً على مستوى العالم.

وأكّد التويجري، المدير العام للمنظَّمة الإسلاميَّة للتربية والعلوم والثقافة، صباح أمس الإثنين 14 مارس/ آذار الجاري، في افتتاح الاجتماع الثالث لمسؤولي إذاعات القرآن الكريم في العالم الإسلاميّ، ضرورة التوسّع في الحصص المقرَّرة للقرآن الكريم، تلاوةً وترتيلاً وتجويداً وتحفيظاً، حتى لا تطغى البرامج والموادّ الإذاعيّة الأخرى، وتكون لها مساحة أكبر، على الرّغم من أهميّتها وقيمتها، مع الاهتمام بحصص التّحفيظ، وبرامج التّفسير السّهل المبسّط، دون الأحاديث الطَّويلة الَّتي لا تفي بالغرض في كلِّ الأحوال، داعياً إلى مراعاة التنوّع في القراءات المعتمدة، حيث لا تُقصى أيّ قراءةٍ معتمدة تحت أيّ مبرّر، ولا يقتصر على صنفٍ دون غيره من القرآن.

وطالب التويجري مسؤولي إذاعات القرآن الكريم بضرورة الاهتمام بنشر ثقافة الوسطيّة والاعتدال، وتعزيز قيم التسامح والحوار والاحترام المتبادل والوئام، من خلال الأحاديث التوجيهيّة الجادّة والمفيدة التي تخاطب القاعدة العريضة من المستمعين، "كي تجتمع القلوب على الاستماع إلى التّلاوات المباركة، والتّوجيه الرّشيد الهادف، حتى تساهم هذه الإذاعات في تعزيز الوحدة الثقافيّة والرّوحيّة للعالم الإسلاميّ، وفي بثِّ القيم المثلى والمبادئ السّامية التي تتعارض مع التطرّف والتشدّد اللّذين نهى عنهما الرسول(ص)".

ودعا التّويجري إلى تطوير إذاعات القرآن الكريم في العالم الإسلاميّ، شكلاً ومضموناً، لمواجهة الغلوّ والتّطرّف والإرهاب.

ويمثّل مصر في المؤتمر، سعد المطعني، كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم، حيث قدَّم بحثاً مطوَّلاً عقب الجلسة الافتتاحيّة عن دور إذاعة القرآن الكريم المصريّة ـ باعتبارها الإذاعة الأمّ للإذاعات الإسلاميّة على مستوى العالم ـ في محاربة الغلوّ، وكيف أنها تحاول تفنيد الأفكار المتطرّفة من خلال برامجها العديدة والمتنوّعة في هذا المجال.

ولفت المطعني في بحثه إلى أنَّ مواجهة الغلوّ والتطرّف لا تقع على عاتق إذاعة القرآن الكريم وحدها، بل يجب أن تتضافر في التصدّي لهذه الظاهرة الخطيرة جميع الجهات التربويّة والتعليميّة والتثقيفيّة، إضافةً إلى المؤسَّسات الدينيَّة (المسجد والكنيسة).