۵ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۱۵ شوال ۱۴۴۵ | Apr 24, 2024
صلاة الجمعة بمركز الغري في انتويربن البلجيكية

وكالة الحوزة: قال خطيب الجمعة بمركز الغري في انتويربن البلجيكية:فاطمة الزهرا ء (ع) هي المرأة النموذجية في دنيا الوجود منذ ان خلق الله الخليقة وحتى اليوم، وذلك بمناسبة ذكرى استشهاد الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع) حسب الرواية الثالثة.

وكالة أنباء الحوزة: جاء حديثه هذا في خطبة الجمعة بمركز الغري في انتويربن البلجيكية، وذلك بمناسبة ذكرى استشهاد الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع) حسب الرواية الثالثة (3 جمادى الاخرة)، قائلا ان فاطمة الزهرا ء (ع) هي المرأة النموذجية في دنيا الوجود منذ ان خلق الله الخليقة وحتى اليوم ، ولو لم تكن بهذه رتبة من السمو لما وسمها النبي (ص) بـ(سيدة نساء العلمين) لما تحمله من صفات الكمال والجمال مالم تحمله اي امرأة قبلها ولا بعدها، فلهذا كانت هي السباقة لكل الفضائل بشهادة ولدها الامام الصادق (ع) للمرأة المتبتلة التي اعتبرت تبتلها فضيلة، فقال لها (ع) : يا امة الله لو كان التبتل فضل لما سبقتي جدتي فاطمة (ع) .

ولو تصفحنا حياة الزهراء (ع) من خلال احاديث النبي (ص) وشهادات الائمة (ع) وما تذكره مصادر التاريخي وصحاح القوم ومسانيدهم عن سيرتها لوجدناها هي الانسانة الكاملة والحاوية لكل الفضائل والكمالات. يقول الشيخ الكمباني عن فضلها في ارجوزته المعروفة :

وقــــد تــــجلى مــــن ســـــماء العظمة *** في عالــــــم الأســــــماء أســـمى كلـمة
بــــل هـــــي أُمّ الكـــــلمات المــــحكمة *** في غيـــــــب ذاتـــــــها، فـكانت مبهـــمة
أم أئـــــمـــة العـــــقـــــول الغـــرّ، بـــل *** (أم أبــــــيـــــها) وهـــو عــلّة العــلل
روح النـــــــبـــي فــــي عــظيم المنزلة *** وفـــــي الــــكفاء كفء من لا كفء لـــــه
تمــــــثلّت رقــــيـــــــقــة الـــــوجــــــود *** لطـــــفة جــــــلَّـــت عـــــن الشــــــهود
تــــــطوّرت فـــــي أفـــضــــل الأطـــوار *** نـــــــتــــــيــــــجــة الأدوار والأكــــوار
تـصــــوّرت حـــــقــــيـــقة الـــــكــــمال *** بــــــصــــورة بـــــــديـــــــعة الجــــمال
فـــــــإنهــــــا الحــــوراء فـــي الــنزول *** وفــــــي الصــــــعود محـــــور العــقول
يمــــــثّل الـــــوجـــــوب فـــــي الإمكان *** عـــــــيانــها بــــــــأحســــن العـــــــيان
فـــــــإنّها قـــــطب رحـــــى الـــــــوجود *** فـــــي قــــــوسي الـــنزول والــــصعود

من هذه الاشارة العابرة ومن غيرها نعرف بأنها افضل مخلوقة على وجه الارض ، ولما كانت (ع) بهذه القمة من الرقي، وجب على المرأة المثالية اليوم ان تقتدي بالزهراء (ع) والاخذ بكل مفردة من مفردات حياتها، وما احوجنا الى هذه القدوة في زماننا المعاصر خصوصا واننا نعيش في عالم الغرب عالم الانفتاح على الثقافة الغربية المليئة بالمفارقات التي تجانب منهج الاسلام وطريقته، فقد تتصور بعض نسائنا في هذه البلدان ان المرأة النموذجية هي التي لها القدرة على التعاطي مع ضروريات المرحلة الراهنة وحاجات العصر في هذا المجتمع، فنقول نعم هذا امر وارد، ولكن ينبغي ان يعرفن بأن المرأة المسلمة لا تكون عنصرا منتجا متحركا وقدرة فاعلة في شتى مجالات الحياة من الثقافة والاجتماع والتربية والسياسية سواء في هذه البلاد او غيرها، اذا لم تكن ملتزمة باحكام الشريعة وضوابط الدين وقيم الاسلام وتوجيهات القران، وفي التاريخ القديم والمعاصر امثلة كثيرة من النساء اللواتي كن مثالا للصمود والشموخ والتحدي بحجابهن الاسلامي وعفافهن وقيمهن الاخلاقية، وبهذه الروحية الدينية العالية ربين اجيالا واجيالا فصرن المثل في العطاء والابداع، ولهذا وغيره نكرر قولنا: بأن المرأة المسلمة ان ارادت الرقي والتقدم فعليها ان لا تخرج في حياتها عن دائرة سيرة الزهراء (ع) لانها القدوة الكبرى لكل نساء الامة.

ثم استشهد سماحته ببعض النماذج من النساء اللائي بلغن درجة عالية في الكمال كمريم بنت عمران وخديجة بن خويلد واسية بنت مزاحم وغيرهن ، وقارن سيرتهن بسيرة الزهراء (ع) التي فاقتهن بكل صفات الكمال حتى بلغت الرتبة العالية منهن.

فسلام الله عليك يا ام الحسنين يوم ولدت ويوم عشت ويوم استشهدت ويوم تبعثين شفيعة لمجبيك ومحبي ابيك وبعلك وبنيك (ص).
 

ارسال التعليق

You are replying to: .