وكالة أنباء الحوزة: أكد رئيس "مجلس الاتحاد السني" الباكستاني صاحب زادة حامد رضا ان السعودية لم تكن يوماً قدوةً للمسلمين السنة في العالم، وان ما يربط المسلمين بها هي المقدسات لا العائلة الحاكمة فيها.
وقد أفادت وكالة أنباء الحوزة نقلاً عن موقع العهد أن صاحب زادة أشار في مقابلة أجريت معه إلى أن خطوات منع الفتنة السنية - الشيعية التي اتخذها "مجلس الاتحاد السني" مع "مجلس وحدة المسلمين" - اكبر تجمع شيعي في باكستان - نجحت بامتياز، واثارت "جنون" العصابات التكفيرية.
وإليكم نص المقابلة:
س: بالنسبة للباكستانيين، هل تمثل السعودية قدوة العمل الإسلامي السني في العالم؟
ج: بحسب معتقداتنا، يُعتبر كل من خرج عن تقليد ائتمنا الاربعة خارجا عن الطائفة. السعودية تعتنق مذهب وفكر محمد بن عبد الوهاب التكفيريّ وعليه لا يمكن ان تكون سوى قدوةً للإجرام والتكفير.
اهل السنة في باكستان يقلدون ائمة المذاهب الاربعة، ولا يربطهم بالسعودية سوى مقدساتها، كقبر النبي، وقبور الصحابة وأهل البيت، والكعبة المشرفة، لا عائلة آل سعود الحاكمة.
واليوم إذا نزلت الى شوارعنا في باكستان وسألتهم عن رأيهم بالمملكة فلن تسمع سوى تذمراً وإبداءاً للاستياء من صنع حكام المملكة الفاسدين المفسدين.
حتى علماء السنة في باكستان ليسوا على علاقة جيدة بالسعودية. فالكثير منهم - وانا من بينهم - مُنعوا من تأشيرات الزيارة للحج والعمرة. وبكل صراحة لأننا ضد سياسة المملكة فصنفنا عندها كـ "اعداء"!
س: كيف تواجهون الفكر التكفيري المنتشر في باكستان؟
ج: تصدينا للفكر التكفيري المنتشر في بلادنا، حيث قام "مجلس الاتحاد السني" بمجموعة خطوات اهمها:
1- التحالف مع مجلس وحدة المسلمين - المكوّن الشيعي الاكبر في باكستان - للوقوف يدًا بيد في مواجهة الإرهابيين. وكان هذا اول تحالف شيعي - سني بهذا الحجم في تاريخ بلادنا.
2- عقد عشرات الاجتماعات الشعبية المشتركة بين السنة والشيعة للتحذير من خطر التكفيريين. اكثر من عشرة منها بلغ عدد حاضريه ما يزيد عن 100 الف مشارك.
3- تكريس معادلة (المسلم مقابل التكفيري)، بمعنى انه لا يمكن لمسلم ان يكون مساندا للتكفيريّ، وان اعداء المسلمين الاساس هم التكفيريون ومن يحملون فكر محمد بن عبد الوهاب.
4- خروج كل اعضاء "مجلس الاتحاد السني" الى وسائل الإعلام للتحذير من الخط التكفيري، وانا بنفسي شاركت في اكثر من 200 مقابلة تلفزيونيه مباشرة للحديث عن هذا الموضوع بالذات.
5- مشاركة "مجلس الاتحاد السني" كل الطوائف الإسلامية في تشييع ومراسم عزاء ضحايا التفجيرات الإرهابية، وخاصة شهداء الطائفة الشيعية.
6- الضغط على الحكومة لمواجهة التكفيريين وقتالهم، خصوصاً عندما شاركنا بالاعتصام المفتوح ضد حكومة نواز شريف شهر ايلول/سبتمبر الماضي مع كل المكونات الإسلامية السياسية.
ان هذه الإجراءات، ساهمت كثيراً في خفض معدل التفجيرات الانتحارية، حتى انها اثارت "جنون" الجماعات التكفيرية. فالتكفيريون لا يستطيعون أن يتحملوا فكرة القبول بتحالف سني شيعي لمواجهة الفتنة، وإظهار الدين الإسلامي الوحدوي.
س: باختصار، كيف ينظر المجلس الى الاحداث الدائرة في المنطقة؟
ج: قراءتنا ان المستفيد الاول من كل ازماتنا هو العدو الصهيوني وعائلة آل سعود. فكل فكر وهابي ينخر بلادنا تقف السعودية وراءه.
ولنتصدى جميعاً لهذا المشروع الوهابي علينا التكاتف للمواجهة. فنحن في باكستان، على سبيل المثال، وقفنا جميعاً ضد حكومة نواز شريف عندما طُلب منها إرسال الجيش الى اليمن والمشاركة بالعدوان؛ وباختصار، إن على العالم الإسلامي إذا أراد أن يتعافى فعليه ان يواجه آل سعود.
س: كيف بدأ "مجلس الاتحاد السني" عمله؟
ج: بعد تزايد الهجمات التكفيرية على المسلمين في باكستان، تحديداً في العام 2009، اجتمع رؤساء أكبر الاحزاب السنية (22 حزبا حينها) واعلنوا عن تأسيس "مجلس الاتحاد السني" ليكون مركز القرار السني العقائدي والفكري والسياسي.
اول رؤساء المجلس كان والدي "صاحب زادة فضل كريم" (رحمه الله)، وكان رجلاً سنياً، وهو سياسي معروف بنشاطه ووطنيته، وبعد وفاته عام 2013 توليت رئاسة المجلس. المجلس اليوم يتكون من 28 حزباً، بينهم الاحزاب الخمسة الاكثر تمثيلاً للشارع السني في باكستان.
س: هل من رسالة اخيرة؟
ج: من خلال قراءتي لمسيرة المقاومة الإسلامية في لبنان وقائدها السيد حسن نصرالله، خصوصاً في اجواء شهري تموز وآب، لا بد ان احيي المجاهدين الذين غيروا من خلال تضحياتهم المشروع الاميركي في المنطقة وهزموا عدو المسلمين "اسرائيل".
وإني يراودني سؤال دائم: إن كان السيد نصرالله استطاع تحرير جنوب لبنان عام 2000 وهزم العدو الصهيوني في عدوان تموز 2006 مستعيناً بإمكانيات الحزب المتواضعة فقط، فما الذي تستطيع الدول العربية فعله إن توحدت وسخرت كلّ إمكانياتها لقتال هذا الكيان الغاصب!؟
رمز الخبر: 341063
٢٢ يناير ٢٠١٦ - ١١:٤٥
- الطباعة
وكالة الحوزة: أكد رئيس "مجلس الاتحاد السني" الباكستاني صاحب زادة حامد رضا ان السعودية لم تكن يوماً قدوةً للمسلمين السنة في العالم، وان ما يربط المسلمين بها هي المقدسات لا العائلة الحاكمة فيها.