وكالة أنباء الحوزة: استقبل السيّد علي فضل الله وفداً طلابياً من الجامعة اللبنانيّة الدّوليّة. وأكّد سماحته أمام الوفد أنَّ المرحلة التي نعيشها هي مرحلة حسَّاسة ودقيقة، وتتطلّب إعادة النَّظر في أسلوبنا وفي التَّعامل مع الآخر الّذي نختلف معه دينيّاً وسياسيّاً، فالخطاب المتشنّج المتوتّر والموتّر هو الّذي يحكم ساحتنا الفكريّة والسياسيّة والثّقافيّة، وينعكس على السَّاحة الإعلاميّة ومواقع التّواصل الاجتماعيّ، داعياً إلى عقلنة الخطاب وتبريده لكي يصل إلى عقل الآخر ويخاطب إنسانيَّته.
وأضاف سماحته: "إنّنا أحوج ما نكون في هذه المرحلة الملبَّدة بالحساسيَّات الطائفيَّة والمذهبيَّة إلى أن نخرج من سياسة شدِّ العصب إلى سياسة جذب الفكر الآخر، فقوَّة أيّ فكر أو موقع سياسيّ، هي بمقدار قدرته على تجاوز حدود دائرته إلى المواقع والسَّاحات الأخرى".
وشدَّد على ضرورة أن نأخذ بعين الاعتبار ردود الفعل في ساحات الآخرين عندما نريد التَّعبير عن أيّ قضيّة، وذلك للحؤول دون كلّ التّداعيات السّلبيّة التي قد تحصل من خلال أيّة خطوة قد تؤدِّي إلى زيادة الاحتقان والتوتّر، موضحاً أنَّ الحوار هو السَّبيل الوحيد لعلاج كلّ التوتّرات الحاصلة، محذِّراً من أن نكون خشبةً في أيّ تيّار، بل أن نكون واعين حتى لا يأخذنا أحد إلى حيث يريد.
ورأى أن لا حلَّ في المنطقة إلا بالتّفاهم الإقليميّ والتّوافق الدّاخليّ لحلّ الأزمات في الدّول الّتي تشهد صراعاً عسكريّاً، وهو ما يؤدِّي إلى القضاء على الإرهاب وحماية المنطقة من الأطماع الصّهيونيَّة، مركِّزاً على ضرورة إبقاء الجانب الإنسانيّ حاضراً، انسجاماً مع القيم الّتي جاءت بها الرِّسالات، داعياً إلى مقاربة القضايا الإنسانيّة بعينين اثنتين، فلا نفرِّق بين مدينةٍ ومدينة، وبين جوعٍ وجوع، أو حصارٍ وحصار، لافتاً إلى أنَّه لا يجوز الاستغلال السياسيّ للجانب الإنسانيّ أو تطييفه أو مذهبته.
وشدَّد سماحته على ضرورة أن تبذل كلّ الجهود لمعالجة الأسباب الَّتي أدّت إلى هذه الأوضاع المأساويَّة الّتي تعمّق الأزمة وتؤجّج الأحقاد، وذلك من خلال توحيد كلّ الجهود للمساهمة في إنتاج الحلّ السّياسيّ الّذي يوقف الحرب، الَّتي تعدّ مصدر كلّ هذه المآسي الَّتي تصيب جميع النّاس وفي كلّ المناطق.
رمز الخبر: 340043
١٣ يناير ٢٠١٦ - ١٦:١٢
- الطباعة
وكالة الحوزة: دعا السيد علي فضل الله إلى مقاربة القضايا الإنسانيّة، موضحاً أنَّ الحوار هو السَّبيل الوحيد لعلاج كلّ التوتّرات الحاصلة.