حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد الحسون الذي سافر عدة سفرات تبليغية وعلمية لكل من السويد، مصر، الإمارات، تركيا، ماليزيا، أندونيسيا، تايلندا، المغرب، تونس، سوريا، لبنان، السعودية، سنغافورة، البحرين وروسيا، قال في لقائه مع "أخبار الحوزة": زيادة التوجه نحو المذهب الشيعي من جهة والأسئلة التي يطرحها المسلمون وغير المسلمين عن الإسلام المحمدي الأصيل من جهة أخرى هما السبب في أن يكون ثقل العبء الواقع على عاتق طلاب العلوم الدينية في المستوى الدولي أكثر من ذي قبل.
ارسال المبلغين على المستوى الدولي ليس بالمستوى المطلوب
ضمن إشارته الى أن إرسال المبلغين من قبل الحوزة العلمية ليس كافيا، قال الشيخ الحسون: ينبغي أن يكون المُبلغ الذي يتم انتقاؤه للتبليغ على الصعيد الدولي على اطلاع كاف بدقائق التبليغ خارج القطر وثقافة تلك الدولة، إلا أنه قد يتهاون عن هذا الجانب في بعض الأوقات أيضا.
كما أشار مدير "مركز الإبحاث العقائدية" الى الأرضية التبليغية الجديدة لطلاب العلوم الدينية، وأضاف: بعد الثورة الإسلامية وقعت العديد من المستجدات على الصعيد العالمي، وفي يومنا هذا تعدّ القنوات الفضائية ذات دور هام في تمجيد أحد المدارس الفكرية أو تشويه سمعتها.
نشاطات واسعة النطاق للوهابيين في إثارة الشبهات ضد المذهب الشيعي
وتابع قائلا: اُعجـِب العديد من الناس من مختلف البلدان بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) في الظروف الراهنة، ومن الطبيعي أن تكون لهم عدة تساؤلات، من جهة أخرى يقوم الوهاببون بهجمات إعلامية شرسة، انهم يفعلون بذلك بما لهم من وسائل مقتدرة في مجالات واسعة ، فيبثون الشبهات باستمرار، وفي هذا المجال ينبغي على الحوزة العلمية أن تجيب عن سائر هذه الضرورات، فالمهمة الرئيسية تقع على عاتق الحوزات العلمية.
وقال حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الحسون: زرت العديد من المراجع والفقهاء وطلبت منهم أن يخصّص مكتب كل مرجع قسما للتبليغ خارج البلد، فهناك ضرورات كثيرة في هذا المجال.
نحن بحاجة الى جهد جماعي
وقال: يقوم حاليا مكتب المرشد الأعلى و"رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية" بنشاطات في هذا المجال، إلا أنه ينبغي أن يكون هناك جهد جماعي لنشر مذهب أهل البيت (عليهم السلام) والإجابة على الأسئلة الواردة من سائر أرجاء الأرض.
أضاف هذا المبلغ النشط في الساحة الدولية: يشهد الله أني عندما سافرت الى بلدان مختلفة للتبليغ أدركت أن للمرشد الأعلى في الدرجة الأولى ثم آية الله العظمى السيد السيستاني أنشطة على الصعيد الدولي. وقد بعث مكتب الشيخ الوحيد الخراساني مؤخّرا عددا من المبلغين الى جنوب شرق آسيا، وهذا أمر جيد، إلا أن هذه الأنشطة ليست كافية، وينبغي أن نشهد - ضمن استمرار هذه النشاطات - تنميتها.
قال شيعة سنغافورة: لم يأتنا أحد من قبل الحوزة العلمية
وقال: ذهبت الى سنغافورة لعامين متواليين في مواسم شهر محرم التبليغية، فقال لي شيعة سنغافورة: لم نشهد حتى مبلغا واحدا من الحوزة العلمية طيلة هذه السنة. وإن كان بعض المستبصرين يأتون الى مدينة "قم المقدسة" لتلقي العلوم الدينية ثم يعودون لبلدانهم ولهم أنشطة هناك، إلا أن أكثر هؤلاء ليسوا من ذوي الدراسات المعمّقة، ونظرا للشبهات المعقّدة التي يقوم الأعداء بالقائها من الضروري أن يتردد فضلاء الحوزة العلمية على هذه البلدان، ويستمرون في التواصل معهم.
وأضاف مدير مركز الأبحاث العقائدية قائلا: إننا عندما نذهب الى الإجتماعات يحضر أهل السنة أيضا ويلقون الشبهات، ومن هنا يجب أن يكون المبلّع قديرا في الإجابة.
كما أشار الشيخ الحسون الى احتياج الشيعة البليغ الى المبلغين في بعض المناطق، وقال: كان عندنا اجتماع مع الشيعة في أحد البلدان، فكانوا يبدون استعدادهم عن تقديم سائر المصاريف إن جاء أحد المبلغين من قبل الحوزة العلمية، وكانوا يصرون على أن تؤيد الحوزة العلمية ذلك المبلغ وتقدمه لهم.
لا نقتصر على إرسال المبلغين في المناسبات
واقترح قائلا: ينبغي أن لا يُقتصر على إرسال المبلغين في المواسم التبليغية في شهري محرم الحرام ورمضان المبارك، يجب أن يبقى المبلغون هناك بضعة أشهر، وإضافة الى أنشطة التبليغ العامة يمكنهم ارتقاء مقاعد التدريس لتعليم الشخصيات المثقفة والراغبين في تلقي المعارف الإسلامية.
وضمن إشارته الى أنشطة العديد من القنوات الفضائية ضد الشيعة، قال الشيخ الحسون: الشبهات التي يتم إلقاؤها في هذه القنوات ليست علمية إلا أنه لا يمكن أن نسكت في مواجهة مثل هذه الهجمات من دون أي نشاط.
يحتاج المستبصرون الى مصادر للمطالعة
وقال: بالإضافة الى ارسال المبلغين، ينبغي أن تبذل الحوزة العلمية جهدا متزايدا في انتاج وتجميع النشرات والكتب المناسبة، وارسالها الى مختلف البلدان، فإن الكثير من المستبصرين يحتاجون الى هذه الكتب والكراسات، كما أن من الضروري أن تسرع بعض المؤسسات التي تقوم بهذه الأنشطة في هذا الاتجاه.
يعتقد مدير "مركز الأبحاث العقائدية" أن من الضروري السير نحو إطلاق قنوات فضائية شيعية، ويقول: إن العديد من المواقع الشيعية على شبكة الإنترنيت محجوبة حاليا في بعض البلدان، ولكن تأثير القنوات الفضائية أكبر، فينبغي على الحوزة العلمية الإنتباه الى هذا الأمر؛ فبواسطة القنوات الشيعية الناشطة في هذا المجال - ومع قلتها - تعرّف الكثير من المستبصرين على الحقيقية.
تجهيز مكتبة أكبر مسجد شيعي في تايلند
وأشار في قسم آخر من اللقاء الى رحلاته التبليغية لشرق وجنوب شرق آسيا، وقال: مسجد الإمام علي (عليه السلام) في بانكوك مسجد ضخم جدا، وقد شاهدت في أول رحلة اليه أن المسجد لا يحتوي على مكتبة، فبعد العودة تمّ إنشاء وتجهيز مكتبة المسجد، وبعثت أربعين كارتونا من الكتب عن طريق "مركز الأبحاث العقائدية" التابع لمكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني، وفي الرحلة الثانية وشاهدت مكتبة نشطة هناك.
لا يقل عن 4 ملايين من الشيعة يقطنون أندونيسيا
وضمن إشارته للأنشطة المؤثرة علميا وثقافيا في أندونيسيا، أضاف: وفقا للإحصاءات الرسمية أربعة ملايين من سكان هذا البلد هم من الشيعة، إلا أن الشيعة هناك يقولون أن عددهم ما بين 6 الى 8 ملايين نسمة. وقد قدّمت إحدى المؤسسات الشيعية في أندونيسيا أنشطة ملحوظة، فترجموا أكثر من 90 كتابا لحد الآن.
وقال حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الحسون عن شيعة سنغافورة: دولة سنغافورة كانت ملحقة سابقا بماليزيا وليست بلدا كبيرا، فمجموع سكانها 5 ملايين نسمة ، 3 ملايين منهم من السنغافوريين، ويسافر العديد الى تلك الدولة للسياحة والفساد، ومع هذا؛ فقد رأيت في رحلتي التي قمت بها مؤخرا أن للشيعة في سنغافورة ثلاث حسينيات، ويجتمعون من اليوم الخامس من شهر محرم في مكان واحد في إحدى القاعات، ولهم محاضرات باللغة الإنجليزية، الأردية والعربية. وتستمر مراسم يوم عاشوراء من الساعة التاسعة صباحا وحتى الرابعة عصرا، فلهم عدة برامج منها: قراءة زيارة عاشوراء، قراءة المقتل الحسيني، المحاضرات ، طقوس الحداد وغير ذلك.
وتابع قائلا: على الرغم من الجو الثقافي السلبي وحالة الفساد في سنغافورة، وعدم وجود أنشطة محددة من قبل الحوزة العلمية، يوجد ما يقارب 10 الآف مستبصر هناك.
دول جنوب شرق آسيا تشهد موجة استبصار
حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد الحسون وضمن الإشارة الى أن موجة الإستبصار والتوجه نحو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في جنوب شرق آسيا كبيرة جدا وقد تم الإقبال على هذا المذهب، قال: لنا معتقدات وأدلة قوية، إلا أن ضعفنا يكمن في وسائل الإعلام والتبليغ. لا أتصور أن يطلع أحد على عقائد الشيعة وأدلتهم فلا يلتحق بهذا المذهب إلا أن يكون عنيدا. إلا أن النقص فينا؛ فقد قصرنا في تعريف مكتب أهل البيت (عليهم السلام).
وأضاف: إن تسألوا المستبصرين عن سبب استبصارهم حاليا يرجع غالبهم ذلك الى القنوات الفضائية، هذا مع أن عدد القنوات الشيعية قليل جدا. ومن هنا ينبغي على الحوزة العلمية أن تسعى جاهدة في مجال إنشاء ودعم القنوات الفضائية الشيعية.