۱۴ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۲۴ شوال ۱۴۴۵ | May 3, 2024
آیت الله محمدجواد فاضل لنکرانی

وكالة الحوزة - ألقى آية الله الشيخ محمد جواد الفاضل اللنكراني كلمة أشاد فيه عملية طوفان الأقصی التي حققتها المقاومة الإسلامية في فلسطين.

وكالة أنباء الحوزة - وفيما يلي نص كلمة سماحته:
بسم الله الرحمن الرحيم
«وَلاَ تَهِنُوا وَ لاَ تَحْزَنُوا وَ أَنتُمُ الأَعْلَوْن إِنْ كُنتُم مُؤمِنِينَ»
شهدت هذه الأيام حادثة عظمى في تاريخ الإسلام وتاريخ البشرية.
لقد نهض الشعب الفلسطيني المظلوم الذي تعرّض منذ أكثر من 70 عاماً لأنواع الجرائم البشعة من مجازر جماعية طالت الأطفال والنساء والأسرى والعزّل والأبرياء إلى أنواع السلب والنهب والحرمان. وكلّما ازدادت أيام المحنة ازدادت وحشية الكيان الغاصب. ولولا هذه الثورة المقدسة في الجمهورية الإسلامية لأضحت البلاد الإسلامية وحتى إيران نفسها خاضعة تحت سيطرة ذلك الكيان، ولنا علمنا ما كان سيحلّ بالأسلام والمسلمين.
من آثار الثورة الإسلامية ونظامها هو عرقلة المشروع الصهيوني ومنعه من تنفيذ خططه غير الشرعية. بحمدالله فقد تمكّن المجاهدون في فلسطين مستلهمين ذلك من الثورة الإسلامية من إيجاد نواة المقاومة في المنطقة. وهذا كلّه رهين إرشادات الإمام الخميني رضوان الله تعالی علیه ومواقفه وتدبيره، والمتابعة الحكيمة والعزم الراسخ للسيد القائد.
من بركات ثورة طوفان الأقصى ما نشهده اليوم من التلاحم الكبير بين المسلمين والحركات الإسلامية في البلدان المختلفة. وأضحى واضحاً للجميع أن فلسطين هي القضية الأولى للمسلمين وعلى الجميع أن يسعى لحلّها.
فإلى جانب ما نشاهده من قيام جبهة الإستبداد والطغيان متمثلة بأمريكا وأوربا وبعض الدول الأخرى من تقديم الإمكانيات لهذا النظام اللقيط، نشاهد أيضاً جبهة الحق المسلمة تتّحد حول هذه القضية المحورية الحقة.
ستغيّر حادثة طوفان الأقصى شكل الخارطة السياسية في العالم، لأنّ هدفها هدف مشروع ومقدّس وهو حفظ الإسلام وتحرير القدس الشريف وقطع يد الغاصبين من البلاد الإسلامية.
هذه الأحلام المزيفة التي نبّه الإمام الخميني قدس سره من البداية أنهم يحلمون باغتصاب البلاد من النيل إلى الفرات، وأنّ على الشباب المسلم الواعي اليقظة في فلسطين طرد هذا الكيان ويجب أن يطرد.
هذا هو ما نادى به الإمام الخميني والمبدأ الذي يجب أن ينادي به كل مسلم.
لا يسوّغ اليوم للمسلم أن يسكت تجاه هذه الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، أو يقول ما شأني وشأنهم؟
قلنا في بحث الجهاد أن الجهاد الابتدائي غير واجب على النساء والأطفال وأما في بحث الجهاد بمعنى الذب عن أصل الإسلام أنه واجب على الجميع حتى على النساء والأطفال إذا تطلّب الأمر ذلك. في الجهاد الذبّي اذا تعرض أصل الإسلام للخطر قال الفقهاء على الجميع كل بحسب وسعه أن يشارك في الذبّ عن الإسلام ولا يقل أحد إن حدودنا مع العدو بعيدة.
من هذا المنطلق قال الإمام الخميني: (يجب أن تمحى إسرائيل) فإن إسرائيل إنما أسست لغرض القضاء على الإسلام. رأينا بوضوح في العقد الأخير كيف أسست أمريكا طالبان وداعش -وهما وجهان لعملة واحدة- بهدف تمزيق البلدان الإسلامية والقضاء على الإسلام، دون شك أو ترديد.
علينا أن نشكر الله تعالى على نعمة الجمهورية الإسلامية وقيادتها الرشيدة القوية وعلى نعمة عصر الشباب الرسالي البصير في فلسطين الذي تنامت حركته الجهادية ببركة جهود الشهيد الحاج قاسم سليماني لتعبر زمن الحجارة والعصا لتصل إلى زمن الصواريخ والمسيّرات.
لحدّ الان لم تدخل الجبهة الشمالية المتمثلة بالضفة الغربية المعركة. أن خضعت جميع فلسطين لرأي وكلمة واحدة بوجه عدوّها لاستكاعت سحق هذا العدو والالتهاب وتحرير القدس الشريف. فلسطين اليوم ليست فلسطين قبل عشر سنوات؛ نأمل أن تصل إلى أهدافها المشروعة.
أما بخصوص الوحشية الإسرائيلية فعلينا الإلتفات إلى الآية الشريفة: «ولاتهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين» حيث حثّت الآية المؤمنين على الاستقامة والثبات؛ لأن الله شاء أن تكون العزة والنصر والغلبة، ذهب بعض المفسّرين في قوله تعالى: «أنتم الأعلون» أن المراد هو النصر في الحرب، لكن مقدار هذا الانتصار يرتبط بمقدار همة وسعيهم. ان‌شاءالله سيتحقق هذا الوعد الإلهي ويتفوّق المجتمع المسلم على المجتمع الكافر والشرك والإستكبار.

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .