وعدّ سماحته المخططات الأمريكية غير مقتصرة على إيران فقط، قائلاً: «لدى أمريكا اليوم المخططات في المنطقة للعراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان وحتى لدول الخليج الفارسي أيضاً مع أنهم أصدقاؤها القدامى والتقليديون».
وقال قائد الثورة الإسلامية في تبيين هذا المخطط: «تفيد معلوماتنا الاستخباراتية أن الحكومة الأمريكية أسست خلية من أجل صنع الأزمات في الدول بما في ذلك إيران، وتتمثل مَهمتها في إيجاد وإثارة النقاط التي يعتقدون أنها يمكن أن تسبب أزمة». وتابع: «من وجهة نظرهم، تُعدّ الاختلافات القومية والطائفية وقضيتا نوع الجنس والمرأة من النقاط الصانعة للأزمات في إيران، فيرومون إلى توجيه ضربة إلى بلدنا العزيز بإثارتها لكن هذا "حلم إبليس بالجنة!"».
مع الإشارة إلى إخفاق الأعداء طوال أربعين عاماً ونيف بسبب اقتداء الشعب بتوجيهات الإمام الخميني، رأى سماحته أن «توجيهات الإمام الجليل أمر مغتنم من أجل استمرار حركة الشعب الإيراني الناجحة». وقال: «استهدف العدو نقطتين رئيسيتين لدى الإيرانيين: الوحدة الوطنية والأمن القومي».
ورأى الإمام الخامنئي أن الوحدة تعني «وقوف مختلف القوميات والطوائف معاً، وترك الاختلافات السياسية والمذهبية والقومية الفئوية جانباً، عندما تكون المصالح الوطنية على المحك». واستدرك: «لا تسمحوا للعدو أن يعبث بالوحدة الوطنية».
كذلك، رأى سماحته أن الأمن القومي هدف آخر لهجوم المغرضين ضد إيران، وقال: «من يهددون الأمن القومي هم عدو الشعب، ويعملون لمصلحة العدو بعلم أو بغير علم». ولذلك، عدّ «مواصلة حركة الشعب على نهج الثورة الإسلامية الزاخر بالمفخرة أمراً ضرورياً». وأضاف: «العدو جاد في عداوته وتخطيطه، ونحن أيضاً جادون بشدة في مواجهته».

في معرض بيانه معرفته بأهالي سيستان وبلوشستان والمناطق الجنوبية من خراسان على مدى 60 عاماً، قال قائد الثورة الإسلامية: «أول نضال واضح لهذا العبد ضد نظام الطاغوت كان في محرم عام 1963م في بيرجند حيث لاقى محبة من العلماء والناس، وفي شهر رمضان من العام نفسه، استمرت هذه الحركة في زاهدان بدعم من علماء الشيعة والسنة اليقظين والناس المؤمنين في المنطقة».
وأشار سماحته إلى زمن المنفى في إيرانشهر «والذكريات الحلوة والمليئة بالمعاني في مجالسة علماء السنة وأهالي سيستان وبلوشستان المضيافين». وأضاف: «قدّمت هذه المناطق في كل الحوادث بما فيها مكافحة المنافقين والإرهابيين وفي "الدفاع المقدس" وإرساء الأمن والوحدة، قدّمت شهداء أجلّاء من أجل الإسلام، سواء من الشيعة والسنة، وهذه الحقيقة هويّة لامعة لهذه المناطق».
ووصف الإمام الخامنئي الوضع الحالي في سيستان وبلوشستان بأنه لا يقارن بما كان عليه قبل الثورة الإسلامية، لكنه قال: «رغم الأعمال الكثيرة المنجزة، على المسؤولين تعزيز وتوسيع الخدمات للمنطقة بجدية، إذ يُعدّ إنشاء خط سكة الحديد بين الشمال والجنوب في المحافظة، وضمان حق الناس في قضيّة المياه، من المهمات الضرورية».