۲۲ اردیبهشت ۱۴۰۳ |۳ ذیقعدهٔ ۱۴۴۵ | May 11, 2024
عالم الدين البحريني السيد
 الغريفي

وكالة الحوزة: ألقى السيد الغريفي كلمة في بمسجد الصادق (ع) بالقفول البحرينية، أشاد بمكانة السيد الوداعي، معبراً عنه بأنه العالم العامل الذي انتفع منه المجتمع.

وكالة أنباء الحوزة: ألقى السيد الغريفي كلمة في بمسجد الصادق (ع) بالقفول البحرينية، أشاد بمكانة السيد الوداعي، معبراً  عنه بأنه العالم العامل الذي انتفع منه المجتمع.

ورد في كلمة السيد الغريفي:

فقدتْ البحرين علَمًا كبيرًا من أعلامِها، وعالمًا بارزًا من علمائها ألا وهو الأب المربِّي العلَّامة السَّيد جواد الوداعي، بعد أنْ ملأ مساحةً من الزمن امتدت تسعة عقود، وكان مثالاً صادقًا للعالم العامل بعلمِهِ، وهو مصداق حيٌّ للحديث القائل: «عالم ينتفع بعلمِهِ أفضلُ من سبعين ألف عابد»، فالفقيد الراحل نموذجٌ شاخصٌ لعالم لم يضن بعلمِهِ بل بَدَلَهُ ما أتيحت له فُرصُ البَدْلِ والعَطاء، وهو مَصْداقٌ لقوله تعالى: ﴿لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ {التوبة/122} فعلَّمَ ودرَّسَ ووَجَّهَ وأَرشَدَ وقدَّم للنَّاس ما لديهِ من علمٍ وفقهٍ ومعرفة.

وهكذا انطبق عليه الحديث: «عاش به النَّاس وعاش بعلمه»، أي كان في ما يحمل من علم الخير للناس ولنفسه…

• ورد عن النبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أنَّه قال:
«العلماء ثلاثة: رجلٌ عاش به النَّاس وعاش بعلمه، ورجل عاش به النَّاس وأهلك نفسه، ورجلٌ عاش بعلمِهِ ولم يعش به أحد غيره».

كان الفقيد الرَّاحلُ عالمًا وَرِعًا تقيًّا، هكذا عرفناه وهكذا عَرَفهُ كلُّ الذين عايشوه، وما كان يتصنَّعُ التدُّينَ والصَّلاح، بل كانَ صادقًا كلَّ الصِّدقِ في وَرَعِهِ وتقواه واستقامتِهِ، هكذا كان النظر إليه يذكِّر بالآخرة، سئل الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) عن قول النبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «النظر في وُجُوهِ العُلماءِ عبادةٌ»، فقال (عليه السَّلام): «هو العَالمُ الَّذي إذَا نَظَرتَ إليهِ ذكَّركَ الآخِرةَ، ومَنْ كانَ خِلافَ ذلِكَ فالنظرُ إليهِ فِتْنَةٌ».

وأمَّا الحديثُ عن أخلاقِ الفقيد السَّيد الوداعي فهو قمَّةٌ شامخةٌ في الخُلُقِ والطُهْرِ والنَقَاءِ والصَفَاء، والتواضع، والبشاشةِ والأريحية، فميا يلتقيه أحدٌ إلَّا انجذبَ إليه، وذاب في حُبِّهِ، وهذه صفةُ مَنْ طلب العلم للهِ، جاء في الحديث عن النبيِّ (صلَّى الله عليه وآله): «مَنْ طلب العلم للهِ لم يُصب منه بابًا إلَّا ازداد به في نفسه ذُلَّا، وفي النَّاسِ تواضعًا، ولِلَّهِ خوفًا، وفي الدِّين اجتهادًا، وذلك الَّذي ينتفع بالعلم فليتعَلَّمُه، ومَنْ طلب العلم للدُّنيا والمنزلةِ عند النَّاسِ والحظوةِ عند السُّلطانِ لم يصب منه بابًا إلَّا ازدادَ في نفسِهِ عظمةً، وعلى النَّاسِ استطالةً، وباللهِ اغترارًا، ومن الدِّين جَفَاءً، فذلك الذي لا ينتفع بالعلم، فليكف، وليمسك عن الحجة على نفسه، والندامة والخزي يوم القيامة».

أكتفي بهذه الكلمةِ العاجلة عن فقيدنا الكبير العلامة الوداعي، تغمده الله بوافر رحمته، وحشره مع أجداده الأطهار ومع الصفوة الأبرار، والفاتحة إلى روحه الطاهرة وأرواح العلماء والمؤمنين…

ارسال التعليق

You are replying to: .