وكالة أنباء الحوزة - ألقى حجّة الإسلام والمسلمين عبد المجيد حكيم إلهي، ممثّل قائد الثورة الإسلاميّة الإمام الخامنئي في الهند، كلمةً في الملتقى الفكري للعلماء والطلبة الهنود المنعقد في "مجمع الإمام الخميني (ره) للتعليم العالي" بمدينة قم المقدّسة، قدّم فيها التهاني بذكرى مولد النبيّ الأعظم (ص) والإمام جعفر الصادق (ع). وفي كلمته، تطرّق إلى مراتب الوجود الثلاثة وفق الرؤية الفلسفيّة، مؤكّدًا ضرورة ارتقاء الإنسان وجوديًّا حتى يبلغ مرتبة «الوجود العقليّ» الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان.
وأوضح سماحته متحدّثًا عن تقسيم الوجود فلسفيًّا إلى ثلاث مراتب: المرتبة الأولى - وهي أضعفها - مرتبة «الوجود المادّي» المقيّد بحدود الزمان والمكان. والمرتبة الثانية، فهي «الوجود المثاليّ»، الذي وإن لم يكن مجرّدًا إلّا أنّه غير مقيّد بالزمان المادّي، كالروح البشريّة التي تستطيع في المنام أن تسافر إلى أيّ مكانٍ. أمّا المرتبة الثالثة والعليا، فهي «الوجود العقليّ» الذي يتّسم بالتجرّد التامّ عن الزمان والمكان، ومثاله الأكمل هو وجود الأئمّة الأطهار (ع)، لا سيّما الإمام الحسين (ع).
واعتبر ممثّل الوليّ الفقيه في الهند أنّ بلوغ هذه المرتبة من الوجود رهينٌ بإرادة الإنسان واتصال وجوده بالذات الإلهيّة، مبيّنًا أنّ على الإنسان أن يتجاوز القيود كلّها ويربط وجوده بالوجود الإلهي ليبلغ هذا الكمال.
وفي سياق حديثه، أشاد سماحته بالخدمات الجليلة التي قدّمها حجّة الإسلام والمسلمين مهدويبور في الهند، والتي وصفها بأنّها تعادل مئة وخمسين عامًا من الخدمة، معربًا عن أمله في أن يحذو الآخرون حذوه في هذا السبيل.
وفي إشارةٍ إلى الإرث العلميّ والحوزويّ الثريّ للهند، قال سماحته: لقد بلغت عظمة الهند العلميّة حدًّا جعل صاحب كتاب «جواهر الكلام» يرسله إلى الهند لتصحيحه والحصول على الإذن بطباعته. وفي مقبرة «غفران مآب» بالهند، توجد قبور كبار المجتهدين من أصحاب الرسائل العمليّة. كما وُجدت في هذا البلد حوزاتٌ علميّةٌ شامخةٌ يكشف ما تبقّى من خرائطها ومخططاتها الهندسية عن روعتها وعظمتها.
وفي ختام كلمته، أشار حجّة الإسلام والمسلمين حكيم إلهي إلى عمق الأبحاث العلميّة في الهند، مضيفًا أنّ في موضوعٍ محدّدٍ مثل «عاشوراء ومخيّم الإمام الحسين (ع)»، تم تأليف ما يقارب مائتين وخمسين كتابًا في هذا البلد.
لمراجعة التقرير باللغة الفارسية يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك