وفي مستهل الدرسه الخارج الأول لهذا العام الشمسي ، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء الحوزة، هنّأ حجة الإسلام والمسلمين محمدي العراقي الأمة الإسلامية بعيد الفطر المبارك وبداية العام الجديد، معرباً عن أمله بأن يكون هذا العام نهاية لجرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم وشعوب المنطقة، وأن يكون عاماً لانتصار المستضعفين واستعداداً لظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
وأشار إلى أنّ الأشهر المباركة، وعلى رأسها رمضان وعيد الفطر، عادت مجدداً وهي محمّلة بالمآسي لأبناء فلسطين، حيث تكررت الاعتداءات البرية وازدادت معاناة التهجير، حتى لم يتمكن أهل غزة ولبنان من تناول الإفطار بطمأنينة ولو للحظة. وأضاف أنّ تسمية هذا اليوم بـ"يوم الطفل الفلسطيني" في التقويم العالمي تثير الاستغراب، فهي شهادة أخرى على زمن تتجدد فيه جرائم فرعون في القرن الحادي والعشرين، في ظل ما يُسمى بحقوق الإنسان والحضارة الغربية.
وأوضح أنّ المجازر الأخيرة أودت بحياة عدد كبير من الأطفال الفلسطينيين، بينما يواجه آخرون خطر الموت بسبب الجوع ونقص الدواء وقصف المستشفيات. وشبّه هذه الجرائم بما فعله فرعون في عهد النبي موسى (عليه السلام) عندما أمر بقتل أطفال بني إسرائيل، مستدركاً أن الفرق كبير، إذ كانت تلك الحقبة عصر جهل وهمجية، أما اليوم فنحن نعيش زمن ادعاءات حقوق الإنسان والديمقراطية، ومع ذلك تُرتكب هذه الجرائم بلا حسيب ولا رقيب.
وأكد أنّ الكيان الصهيوني تجاوز حتى جرائم فرعون، إذ لم يعد يفرق بين الأطفال والنساء والرجال، ويستهدف الجميع بلا تمييز أو مبرر.
وقال إن هذه المأساة تُعدّ جريمة غير مسبوقة في التاريخ، وإنّ صمت المجتمع الدولي والحكومات الغربية، لا سيما الولايات المتحدة، يزيد من فداحتها. وأشار إلى أنّ ما يزيد من الألم والدهشة، هو صمت بعض الدول العربية والإسلامية، بل وذهابها إلى حدّ الدعم المباشر أو غير المباشر لهذا الكيان.
ووصف هذا الصمت بأنه عار لا يُغتفر، ووصمة عار هي الأكبر في تاريخ الأمة.
وأشاد محمدي العراقي بموقف الشعب اليمني وحكومته في مواجهة هذا الظلم، مؤكداً أنهم يمثلون الصوت الوحيد الذي لا يزال يصدح بالمقاومة، ويجسدها قولاً وفعلاً.
وأوضح أن صواريخهم تطال مواقع حساسة في الكيان الصهيوني وحتى الأسطول العسكري الأميركي في البحر الأحمر، رغم الهجمات الأميركية والبريطانية والصهيونية على أراضيهم وبُناهم التحتية
وأشار إلى أنّ المراقبين الغربيين أنفسهم اعترفوا بأن الولايات المتحدة وأوروبا، رغم ادعائهما الحضارة والتفوق، لم يتمكنا من التصدي للحوثيين في اليمن، متسائلين كيف يمكنهم إذن التفكير في مهاجمة إيران؟
وأكّد أنّ هذه الجرائم باتت سبباً في يقظة الشعوب الإسلامية، كما نبّه إليها سماحة القائد، وأنّ أحقّية الثورة الإسلامية والمقاومة .ويوم القدس أصبحت جلية في وجه الباطل.
وأوضح أنّ الولايات المتحدة، التي تزعم الدفاع عن حرية التعبير والديمقراطية، تقوم اليوم بحرمان طلابها وجامعاتها من الدعم بسبب انتقادهم لإسرائيل ودعمهم لفلسطين، وهو ما اعتبره فضيحة كبرى وكشفاً لزيف الديمقراطيات الغربية.و قطع الدعم عن الجامعات لمجرد تعاطفهم مع فلسطين وانتقادهم لإسرائيل، إنما هو خيانة للقيم التي يتشدقون بها.
وأكد في حديثه عن تناقضات السياسة الأميركية، مشيراً إلى استعداد واشنطن للتفاوض مع جبهة المقاومة، رغم مواصلتها العدوان عليها.
وأوضح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرك عجزه عن مواجهة حزب الله وحماس وأنصار الله والحشد الشعبي، ويسعى للتفاوض معهم من موقع قوة، بينما يواصل إطلاق التصريحات العدائية ضد إيران.
وأضاف رئيس مكتب قائد الثورة الإسلامية: الكيان الصهيوني هو وكيل أمريكا في المنطقة، وإيران ليست بحاجة إلى وكلاء
وفقاً لما بيّنه قائد الثورة، فإنّ في منطقتنا قوةً وكيلةً واحدة، وهي الكيان الصهيوني، الذي يخوض الحروب نيابةً عن الولايات المتحدة الأمريكية. أمّا الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فلا حاجة لها إلى قوى وكيلة، لأنّ من يقف إلى جانبها إنما ينطلق من إيمانه وعقيدته، لا من التبعية أو العمالة.
وأكّد أنّ مكانة هؤلاء المجاهدين أسمى من أن يُختزلوا في وصف "قوى بالوكالة".
وأشار إلى أنّ المؤسف في الأمر أنّ البعض، سواء من خارج البلاد أو من الداخل، لم يدركوا بعد حقيقة إيران، ويُسيئون فهمها بتحليلات مغلوطة
وفي ختام حديثه ، أعرب حجة الإسلام والمسلمين محمدي العراقي عن أمله في أن تؤدي هذه اليقظة العالمية المتنامية، التي نشهدها اليوم، إلى سقوط الكيان الصهيوني وانهيار الهيمنة الأمريكية في المنطقة. وختم بالقول: «نرجو أن نبلغ اليوم الذي نصلي فيه في أولى القبلتين، ونشهد انتصار قوى المقاومة ورفعة رايتها»
تعليقك